د/ محمد عبد الحميد لموضوعية مقالكم أقول : أحدثت بعض تسجيلاتي الصوتية التي ذكرتُ فيها أن هنالك عدداً من الإسلاميين لم يمارسوا الحكم ولم يتمكنوا كما تمكن الذين يجوز في حقهم تهمة الفساد ، وقدرت هؤلاء ب 95 ٪ من جملة عضوية الحركة الاسلامية وبالطبع ليست هذه النسبة من جملة الشعب السوداني كما ظن البعض ، وقصدت من هذا الحديث أن يكون حافزاً لهولاء الإخوان أن يكونوا جزءً من الحراك بالقول والمشاركة العملية في إدانة تجربتهم التي فسد فيها غيرهم من الأخوان ، ولا شك أن قولي هذا لمن يحذق ساس يسوس يصب إيجاباً في مصلحة الانتفاضة وليس خصماً عليها ولا أري فيه أيّ غرضاً مُبطّناً في صالحهم ، فالدولة التي تنشدها الثورة دولة مؤسسات ودولة مدنية تحكمها صناديق الإقتراع لأحزاب تنطلق من منصة حقوق الإنسان 0 هذه التسجيلات أحدثت زخماً في تقديري خارج النص ، وتناولها البعض بشيء من التهذيب في العبارة كأخي محمد عبد المجيد وتناولها البعض بمنهج التدليس ، وهو إيهام السامع أو القارئ بمرادٍ يرجوه المدلس غير الحقيقة لغرض سياسي رخيص يبتغيه المدلس 0 ذَكَرت التسجيلات أن هؤلاء ال 95 ٪ لا ينطبق عليهم ما ينطبق علينا نحن الخمسة بالمئة الذين كنا سبباً في الدمارٍ الشامل الذي نستحق عليه المساءلة ورد الحقوق إلى أهلها بدءً من الإدانة السياسية والأخلاقية للمشروع انتهاءً بأقصى العقوبات في حق كل من سرق مالاً أو قتل نفساً 0 وكنت أتحدث باللغة العامية السودانية والتي لا يزيغ عنها الّا صاحب غرضٍ أو هويً ، وذكرتُ أنه لا حرج علي الذين دعموا تجربة الإنقاذ ولم يستوزروا ظناً منهم بأنها الحق ويرجون من ورائها خيراً وبركة فلا حرج عليهم أن يمارسوا حقهم الإنساني دون منة ولا فضل من أحد ، والله يقول لا أكراه في الدين وفي تقديري ان كلمة الدين في هذا السياق القراني تعني كل المعتقدات ، فلا يجوز أن نُدين أحداً علي فكرةٍ اعتقدها ، وواجبنا فقط أن نمنع من إعتقد عقيدة ألّا يكره بها الآخرون ، والّا يفرضها بالقوة عليهم فهذا عمل مخالفته صريحة للدين ولحقوق الانسان ! ! وإن أصرّ صاحب المعتقد علي نهج القوة فعلي الآخر أن ينهاه كرهاً ، أما من أنتهي طوعاً ولم يسرق ولم ينتهك عرضاً أو يسفك دماً فلا أعتقد أنه بحاجة لصك غفران من جهة أو إذناً من أحد ، ليمارس حقه الوطني والدستوري ، وفي تقديري أن الذين يَحُولُون بينه وبين هذا الحق الإنساني يرتكبون ذات الخطيئة التي يسعون لاجتثاثها ويخالفون بصريح الفعل شعار ( حرية / سلام / وعدالة / الثورة خيار الشعب ) هذا هو الذي ذهبت اليه بعد أن وليت ظهري للفكر الإسلامي السياسي وبعد أن وجهت وجهي لسعة الاسلام ومكارم اخلاقه وبعد تجربة طويلة أعتقد أنها ينبغي أن تُحاكم ابتداءً كفكر قبل أن تُحاكم افرازاتها قانوناً 0 أما الإسلاميين من الشباب والذين تراجعوا عن الفكرة واستبدلوها بما هو اشمل وأجمل فهم اليوم يقودون الحراك السياسي من أجل التغيير للتي هي أحسن جنباً الي جنب مع إخوانهم الشباب دون إذنٍ من أحد متجاوزين معاً كل أمراض الماضي الخبيثة والثنائيات التي أضرت بالوطن كثيراً 0 الذين يَرَوْنَ أن المواطن السوداني الإسلامي الذي لم يرتكب جرماً الّا جرم فكرته وانحاز للانتفاضة بمفاهيمها أنه لا مكانة له في صف الثوار فهم واهمون وربما أجد لهم العذر لمرارات نقدرها حجبت عنهم قيم الانتفاضة وحالت بينهم وبين أن يستوعبوا ضرورات المرحلة ولذلك أرجوهم مراجعة أنفسهم وتغيير لغة خطابهم ليتوافقوا مع طرح الثورة ومكارم أخلاقها 0 أختم مقالي بأن إقصاء الأفكار يُولّدُ عند البعض من الشباب الإسلامي تطرفاً وها هي الداعشية وشيطانها داخل جامعاتنا تعوس فسادها الفكري فأرجو أن نتجنبها ونتخذ من الحوار علاجاً لأمراضنا ونعبد به الطريق لما هو آت من مستقبل ، والله من وراء القصد وهادي السبيل 0،،، مبارك الكوده الثورة الحارة ( 20 ) منزل رقم 1566 11/ 2 / 2019