هل ينبغي على الشعب السوداني أن يرهن أمر ثورته للشباب فقط؟ هل ينبغي على أحزابنا السودانية أن تخلى مقاعد القيادة لشبابها فقط؟ لا شك أن مرحلة الشباب هي الفترة العمرية التي يكون فيها الفرد قادرا على بذل مجهود بدني و عضلي أكثر من أي مرحلة أخرى. لذلك استطيع أن أقول ينبغي على المجتمعات الانسانية أن تترك العمل البدني العضلي للشباب دون غيرهم رغم أن الفئات العمريه ما فوق الشباب أو قبلها تستطيع أن تؤدي جيدا و لكن هذا لا يناسبها وفقا لاحكام العمر.. كل الاعمال الاخرى التي لا تحتاج لجهد بدني وعضلي يستطيع أن ينجح فيها الشاب أو غيره من الفئات العمرية الأخرى.. و على مستوى القيادة أحيانا تكون الحكمة و الخبرة عاملا حاسما في اتخاذ القرار الصحيح و هذا ما قد لا يتوفر عن فئة الشباب مع ذلك يصبح ذلك أمرا نسبيا.. القيادة و السياسة و الإدارة تحسب بالفعل و الإنجاز و الكفاءة و المقدرة و القدرة على تطويع ظروف الواقع لكي تتناسب مع نمط حياتنا.. لقد عاد د. مهاتير محمد للقيادة في ماليزيا و هو في سن ال90 ليس لأنه كهلا و ليس لأن المفهوم في ماليزيا هو أن يسود الكهول على أمر القيادة.. لكنه عاد بتفويض شعبي لأنه نزيها، كفوءا و له من الخبرة و القدرة ما يساعده على تطويع ظروف الواقع في ماليزيا ليتناسب مع نمط حايتهم.. و بالطبع سيذهب دون رجعة ان لم يستطيع فعل ذلك ليس بسبب عمره و لكن لفشله في تحقيق تطلعات الشعب.. قاد مان موهان سينج الوزارة في الهند وهو في سن ال 94.. وقد استطاع الرجل بخبرته السياسيه و إمكانياتة العلمية الاقتصادية في تحقيق طفرة اقتصادية غير مسبوقة جعلت الهند من أفضل 10 دول اقتصاديا في العالم.. رئيس وزراء كندا جاستن ترودو هو إبن رئيس الوزراء الكندي السابق بيير ترودو، استطاع أن يصل لقيادة كندا في منصب رئيس الوزراء في 2015 و لم يتجاوز عمره 44 سنة. و قد حقق هذا الشاب نجاحا غير منقطع النظير في حدود ولايته السياسية .. بالطبع نجاحه هذا لاعلاقة له بفئته العمرية.. و لكن في مقدراته و حسه السياسي المرهف في التعامل مع مع مختلف القضايا بحاسة سياسية و قيادية مفرطة و هذا سر نجاحه.. بينما سجل الشاب إيمانويل ماكرون صاحب ال 40 عاما فوزا ساحقا على منافسة في انتخابات الرئاسة الفرنسية على منافسه مارين لوبان في 2017 و بذلك أصبح أصغر رئيس فرنسي. لكنه لم يحقق نجاحا و شهدت فترة حكمه اضطرابات و صعوبات اقتصادية. و فشله لا علاقة له بفئته العمرية و لكن لعدم امتلاكه المقدرات المناسبة لقيادة دولة مثل فرنسا. لا ينبغي أن نحمل الشباب دور أكبر من دورهم ففي ذلك تعميق للازمة و تأسيس مقنن لبداية الفشل.. و عليه ينبغي أن نتعامل مع المجتمع بكل فئاته العمريه و أن لا نغفل أن كل فئة عمريه لها أيضا احتياجاتها و اهتمامتها التي ينبغي على الدولة إدراكها و العمل على تحقيقها في سبيل الوصول إلى دولة الرفاهية.. و من له المقدرة في القيادة بمواصفاتها المعروفة أن يتقدم الصفوف بغض النظر عن فئته العمرية مع عدم إهمال التنوع لتشمل القيادة كل الفئات العمرية و الفكرية و الجهوية ألخ... و اخيرا نقول لا للإقصاء بسبب الفئة العمرية أو لاي سبب آخر.. أ. غازي محي الدين عبد الله كباشي عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.