———————— حكمة الثورة تقتضي ان تستقبل في صفوفها كل من ينشق عن النظام ( من مؤتمره الوطني ، حركته الاسلامية ، قواته النظامية ...الخ ) ، فكل حالة انشقاق او قفز من هذا النوع فيها اضعاف لعصب العدو وتوسيع لشريان الثورة ، وهي بالفعل الحكمة المعمول بها لدى كل اطراف الثورة من تحالفات و تجمعات وأحزاب ، وستسري حتى لحظة النصر الحاسم .. هذا يعني قبول كل المنقسمين في صفوف الثورة دون شروط في الوقت الحالي ، اما بعد النصر فهنالك مطالب وإجراءات لازمة متعلقة بالوظيفة التي كان يضطلع بها كل منهم في دولة النظام (البائد) وأجهزته الحزبية والأمنية وتجاوزاته فيها .. وهي المطالب والإجراءات التي تعقب مواجهة الحقيقة ؛ حقائق الأدوار والممارسات التي قام بها كل فرد خاصةً في المجالات الرئيسية كتلك المتعلقة بالاقتصاد والممتلكات العامة والخاصة او بحقوق الإنسان والانتهاكات التي صاحبتها .. الوجه الآخر من حكمة الثورة نجدها في تلك الآيات الباهرة في سلوك الشباب الثائر ومنها : التمسك بسلمية الثورة والإصرار عليها في الهتاف وفي الفعل ، ثم التعامل الإنساني الأخوي بتقديم الماء والعلاج والكلمة الطيبة لمن يقع في ايديهم من عناصر الأمن والشرطة ، وغيرها من الآيات .. هذه الحكمه ، بإيقاعاتها المختلفة ، تصلح أن تكون عقيدةً للثورة ننتقل بها لمرحلة ما بعد إسقاط النظام ، مرحلة البناء والنهوض والانطلاق .. ترسيخ ديمقراطية مستدامة أساساً للنهوض بالوطن يعني فيما يعني ان نكون ديمقراطيين في علاقاتنا وان نستقطب ونوظف كل الأيدي وكل القدرات وان يقبل بعضنا بعضاً متساوين في المواطنة والحقوق .. وذلك لا يكون إلا بإقرار شكل من أشكال الحقيقة والمصالحة أو (العدالة الاجتماعية) ان شيت .. فتجارب جنوب إفريقيا ورواندا و سريلانكا وغيرها تؤكد أن تصفية النفوس ومداواتها من أهم عناصر توحيد المجتمع وتهيئته للانطلاق والإقبال على المهام الوطنية بنفوس راضية مفعمة بالمحبة والانسجام : - الذي اعتدي على شخص بالاعتقال والتعذيب مثلاً يعترف بذلك علناً ويعتذر عنه ويطلب العفو من ضحيته ، وللضحية أن يقبل الاعتذار ويعفو او يتمسك بحقه .. - كل من اعتدي علي مال عام بأي شكل من الاشكال يعترف به ويعيد ذلك المال بالصيغة التي يتم الاتفاق عليها .. - كل من قتل شخصاً يعتذر لأهله الذين لهم الحق في العفو او التمسك بالمحاكمة او قبول الدية ....الخ .. التفاصيل و الأمثلة على فرز الجرائم الخاصة والعامة ، الجنائية وغيرها كثيرة .. ولأن هذه المهمة شاقة وتستغرق وقتاً طويلاً وهي من مهام المرحلة الانتقالية أصلاً فإننا ندعو قوي الثورة وميثاق الحرية والتغيير أن تعيد النظر في سنوات الفترة الانتقالية المحددة بأربعة أعوام ، بأن تكون اكثر من ذلك ، اقترح ستة أعوام ، و أن يكون الإعداد لمهمة التصافي الوطني من أوائل واجبات القيادة الانتقالية وتخصص لها فترة تكون قبل سنوات الانتقال .. المهم أن تمضي الثورة في إبداعاتها لمرحلة ما بعد إسقاط النظام ومن أهمها أن تستلهم تجارب الشعوب من حولنا في مسألة (الحقيقة والمصالحة) وتبدع صيغةً سودانيةً خالصةً نتمكن بها من حشد كل السودانيين في معارك البناء والنهضة والترسيخ العميق للديمقراطية .. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. //////////////////