مناوي ووالي البحر الأحمر .. تقديم الخدمات لأهل دارفور الموجودين بالولاية    محافظ بنك إنجلترا : المملكة المتحدة تواجه خطر تضخم أقل من الولايات المتحدة    منتخبنا يواصل تدريباته بنجاح..أسامة والشاعر الى الإمارات ..الأولمبي يبدأ تحضيراته بقوة..باشري يتجاوز الأحزان ويعود للتدريبات    لم يقنعني تبرير مراسل العربية أسباب إرتدائه الكدمول    نشطاء قحت والعملاء شذاذ الافاق باعوا دماء وارواح واعراض اهل السودان مقابل الدرهم والدولار    ريال مدريد لنصف نهائي الأبطال على حساب مانشستر سيتي بركلات الترجيح    ركلات الترجيح تحمل ريال مدريد لنصف نهائي الأبطال على حساب السيتي    وزير الخارجية السوداني الجديد حسين عوض.. السفير الذي لم تقبله لندن!    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    سيكافا بطولة المستضعفين؟؟؟    العين يهزم الهلال في قمة ركلات الجزاء بدوري أبطال آسيا    مباحث المستهلك تضبط 110 الف كرتونة شاي مخالفة للمواصفات    شاهد بالفيديو.. بعد فترة من الغياب.. الراقصة آية أفرو تعود لإشعال مواقع التواصل الاجتماعي بوصلة رقص مثيرة على أنغام (بت قطعة من سكر)    مصر.. فرض شروط جديدة على الفنادق السياحية    شاهد بالصورة والفيديو.. ببنطلون ممزق وفاضح أظهر مفاتنها.. حسناء سودانية تستعرض جمالها وتقدم فواصل من الرقص المثير على أنغام أغنية الفنانة إيمان الشريف    ماذا كشفت صور حطام صواريخ في الهجوم الإيراني على إسرائيل؟    قرار عاجل من النيابة بشأن حريق مول تجاري بأسوان    العليقي وماادراك ماالعليقي!!؟؟    مقتل 33899 فلسطينيا في الهجوم الإسرائيلي منذ أكتوبر    الرئيس الإيراني: القوات المسلحة جاهزة ومستعدة لأي خطوة للدفاع عن حماية أمن البلاد    ترتيبات لعقد مؤتمر تأهيل وإعادة إعمار الصناعات السودانية    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    محمد بن زايد وولي عهد السعودية يبحثان هاتفياً التطورات في المنطقة    خلال ساعات.. الشرطة المغربية توقع بسارقي مجوهرات    بعد سحق برشلونة..مبابي يغرق في السعادة    شاهد بالصورة والفيديو.. فتاة تنضم لقوات الدعم السريع وتتوسط الجنود بالمناقل وتوجه رسالة لقائدها "قجة" والجمهور يسخر: (شكلها البورة قامت بيك)    شاهد بالصورة والفيديو.. بأزياء فاضحة.. الفنانة عشة الجبل تظهر في مقطع وهي تغني داخل غرفتها: (ما بتجي مني شينة)    رباعية نارية .. باريس سان جيرمان يقصي برشلونة    مبارك الفاضل يعلق على تعيين" عدوي" سفيرا في القاهرة    حمدوك يشكر الرئيس الفرنسي على دعمه المتواصل لتطلعات الشعب السوداني    وزير الخارجية السعودي: المنطقة لا تحتمل مزيداً من الصراعات    محمد وداعة يكتب: حرب الجنجويد .. ضد الدولة السودانية (2)    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الثلاثاء    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    تنسيقية كيانات شرق السودان تضع طلبا في بريد الحكومة    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    ماذا تعلمت من السنين التي مضت؟    إنهيارالقطاع المصرفي خسائر تقدر ب (150) مليار دولار    أحمد داش: ««محمد رمضان تلقائي وكلامه في المشاهد واقعي»    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    تقرير: روسيا بدأت تصدير وقود الديزل للسودان    تسابيح!    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    إيلون ماسك: نتوقع تفوق الذكاء الاصطناعي على أذكى إنسان العام المقبل    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    ما بين أهلا ووداعا رمضان    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    الجيش السوداني يعلن ضبط شبكة خطيرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المحن السودانية ... مسلمون لا يحترمون العمل .. بقلم: شوقي بدري
نشر في سودانيل يوم 08 - 03 - 2019

المسلمون يؤمنون بان العمل عبادة . ولكن الكثيرون يحتقرون بعض الاعمال بالرغم من تشدقهم بالايمان . ترد دائما قصة الوفد من المسلمين الذين قدموا الى سيدنا الفاروق عمر بن الخطاب رضى الله عنه ، وقدموا رجلا وصفوه بخيرهم لانه في المسجد كل الوقت . فسأل الفاروق .... من يطعمه ؟ فقالوا كلنا يطعمه قال الفاروق .... كلكم خير منه .
وانا في السنة الاولي من المدرسة الثانوية ونحن وقوف كالعادة تحت ،،الامية ،، في العصر بيت منزل آل البيلي وآل ابو سنينة ، ظهر رجل قوي البنية يميل الى القصر ويرتدي فنيلة من الصوف بدون اكمام كصديري وتحتها قميص كثير الالوان ، كان هذا في الشتاء . كان الرجل يترنح قليلامن جراء الخمر والدم يتسرب من ثقب صغير من الجزء الايسر من جبهته . توقف الرجل ليلتقط انفاسة قليلا . وشرح لنا ابن العم تمتام الذي تبعه ان الاخ حامد اسحاق قد ضربه برجل كرسي وكان بالرجل مسمارا . الرجل كان في طريقه من حي السروجية مخترقا حي السردارية بالقرب من البلدية مركز البوليس الخ . لحق العم تمتام بالرجل واقنعه بعد جهد بالرجوع للمنزل . وبعدها عرفنا انه قد تحرش بابنة العم تمتام ولم يقبل الاخ حامد وهو شقيق عبد العزيز حلاق الموردة الشهير واخي عبد الرازق او ابو رزفة الاساءة لبنات الحي والعم تمتام من جبال النوبة وآل اساغة كماعرفوا في الحي من غرب السودان . والرجل الغريب من جبال النوبة . ولكن قوانبن امدرمان والعباسية خاصة تجعل كل من يسكن حيك مسؤوليتك . واكتفى الرجل ب 150 قرشا كتعويض .
بعد ثلاثة سنوات من الحادث كان ذالك الرجل من اصدقائي ويجالسنا في قهوة مهدي حامد . عرفناه بعبد العزيز جهاز ، لانه يردد دائما ..... دين ابو اى جهاز . مهنته كما اوردت في كتاب حكاوي امدرمان كانت عامل صحة . بعبارة اخرى عامل التا . في وسط السودان عرفوا باولاد باندية .كانوا يقدمون خدمة مهة جدا للمجتمع . في بداية الخمسينات قاموا باضراب اربك المجتمع اكثر من اضراب البوليس في نفس الايام بعد تشكيل النقابات في كل قطاعات المجتمع . وحددت ساعات العمل وشروط الخدمة ، المعاش لكل العمال والموظفين وتحصلوا على اوضاع احسن من القديمة . وهذا بسبب توصل الحكومة الاشتراكية للحكم في بريطانيا وانتشار الوعي في السودان . الدرجة الاولي للعمال والموظفين ،كانت في شمال السودان تعني 9جنيهات و 75 قرشا . ومع علاوة الغلاء تصير 12 جنيها . وهذا ادنى مرتب يشمل الشرطة ،الكناسينوعمال الاشغال والتنظيم الذين يحفرون الخيران ويرصفون الطرق الخ . وهذا يعني1200 رغيفا ، يكفي الرغيف رجلا كاملا , او 100 كيلو لحمة . 100 جالون بنزين الخ .قطعة الارض في الثورة كانت 30 جنيه .ارجو المقارنة بمرتبات اليوم ! عمال الألتا كانوا يتحصلون علي علاوات اضافية لأن عملهم شاق ومقزز. وربما تعويضا عن وضعهم الخاص ، كانوا يبدون في مظهرجميل . وهم يعملون في المساء والليل ولهذا يتواجدون في النهار بدون عمل وقد يعرف الناس انهم من عمال قطار الليل .
وصف الشاعر صلاح احمد ابراهيم نظام النميري الذي شنق صهره وصديقه المناضل الشفيع ......بقطار الليل المدفق وفائح . وفي هذا القطار عمل رجال مثل اربعة حمير المصارع في ميدان الربيع ، كوكو والمئات في كل السودان . وهم اشرف كثيرا من رجال الانقاذ وزبانية الامن الذين فتحوا بيوت الأشباح ويعتدون على طالبات الجامعات والمتظاهرات ، يسرقون قوت الشعب . والغريبة يجدون الاحترام والتهليل من الكثيرين لانهم يسكنون القصور ويمتطون الفارهات . ورجال الالتا يقدمون خدمات جليلة بدونها لانتشرت الامراض المعدية منها الدسنتاريا التي كانت من الامراض العادية قديما ولا ينجو منها سوى القليل .
ما يؤلمني وقد فشلت في فهمة ، لماذا كان الناس تتعمد الاساءة الى هذه الفئة من اخوتنا وهم يقومون بعمل لانقدر عليه . بالنسبة لى كانوا دائما ابطالا . شاهدتهم في ملكال وهو يدفعون العربة الحديدية على القضبان . وكان هذا يحدث في كل مدن وقرى السودان . في مشروع بركة العجب كانت البيارة او ما عرف بالمضخاط الضخمة المولد الكهربائي . منازل العمال والموظفين وبيت المدير الكبير تحتاج لرجل صحة لنقل الجرادل في الليل . كان معزولا عن الآخرين . كان يتواجد في القيقر ويقطع المسافة كل يوم .
بدا البريطانيون هذا النظام وكان عبارة عن حاوية على عجلات حديدية يجرها جمل تلب . واخيرا صارت الحاوية اكبر ويجرها تراكتور . كان سائق التراكتور يلف رأسه بشال حتى في الصيف حتى لا يتعرف عليه الناس ، ولكن عندما كان يحث العمال بالسرعة امام كازينوا الريفيرا عرفته انه الاخ الخير من صوته . لماذا كان التحرش بهم وتوجيه السباب مثل عيفونة ، دنقر شيلو .... بالصوت العالي والاهازيج المسيئة لمن يقدم خدمة عظيمة لمجتمعه ؟ عند اضراب عمال الصحة عرف البعض بقيمتهم لفترة ولكن عادوا مرة اخرى لعادتهم البغيضة في الاساءة لمن يعمل .
سمعت من البعض خاصة النساء ان مهنة الجزار مهنة وضيعة واسمع ... الجزارين ديل ما لقوا شغلة غير شغلتهم دي . ولان بعض اصدقائيكانوا من الجزارين قكنت اغضب لني اعرف انهم من الاعادة من اكرم البشر واصلبهم واول من يهب للمساعدة . وبعد السؤال عن سبب كراهيتهم للجزار كان الرد بدون تردد ..... الجزار ما مشى في جنازة النبي ، لأنه كان يحرس اللحم خوفا عليه من الكلب . كنت اضحك واقول لهم هل تكرهون سيدنا ابوبكر الصديق، عمر بن الخطاب ، عثمان بن عفان وعلى بن ابي طالب ؟ وارى الغضب والاستعداد للعراك . وعندما اقول لهم ان هؤلاء لم يمشوا في جنازة النبي صلى الله عليه وسلم . وقبل ان ينفجر المستمع اقول بسرعة ان النبي دفن في الغرفة التي مات فيها . ان الجهل والخرافات هو ما يشوه الاسلام وحياتنا في السودان .
الاطفال في العاصمة وبعض مدن الوسط الكبيرة كانوا يصرخون في وجه الجنوبيين وخاصة النوير والدينكا الذين كانوا العنصر المهم في بناء العمارات والبيوت ، وهم يسيرون في الطرقات خاصة من وصلوا اخيرا ..... مريم ... مريم . وتعني امرأة . ويصرخون في اهل الغرب جنا حداد .. جنا حداد. والسبب ان مهنة الحداد منبوذة في كثير من مناطق السودان خاصة غرب السودان ووصف الانسان بجنا حداد تعتبر اساءة كبيرة . ولقد قال بعض اهل الغرب مستغربا ..... جينا الابيض قالو جناغرب ، وصلنا كوستي جنا حداد . في الخرطوم أبد اديييييييل . ولا يزال بعض اهل الوسط عندما يتكلمون عن اهل الغرب يصفونهم بجنا حداد .
نفس الشي لاحظته عند الصوماليين ولكن بطريقة عقائدية . ويضيفون اليهم من يعملون في صناعة الاحذية . عندما تكلم ،، الانسان الغريب ،، حسين خوجلي عن المبدع والرمز عبد الرحمن الريح وصفه بالصرماتي !!!! المعروف ان كمية كبيرة من السودانيين قد عملوا فب هذه الصناعة المهمة بجانب عمل السروج وكل المصنوعات الجلدية . ومع المبدع عبد الرحمن الريح عمل الفنان رمضان حسن ومؤسس نادي الهلال عباس حبيب الله او عباس جلادي ، كان يعمل في المصنوعات الجلدية . بخصوص الحدادين في امدرمان كانوا محبوبين ومحترمين .
هنالك تفسير للحديث الشريف والمقارنة بين بائع المسك ونافخ الكور . ويفهم الكثيرون ان النبي صلى الله عليه وسلم يدين الحدادة . وفي الاوسط للبيهقي حديثان احدهما ينسب لام ايمن ومعناه .... ان الاسود لفرجه وبطنه . وحديث آخرينسب للسيدة عائشة ... ما معناه .... ان الاسود اذا جاع سرق واذا شبع زنى . وهذا الكلام يستخدمه الكثيرون لاباحة اضطهاد السود حتى اذا حسن اسلامهم . وفي الاصحاح التاسع في سفر التكوين نجد .
0 وابتدأ نوح يكون فلاحا وغرس كرما
21 وشرب من الخمر فسكر وتعرى داخل خبائه
22 فأبصر حام أبو كنعان عورة أبيه، وأخبر أخويه خارجا
23 فأخذ سام ويافث الرداء ووضعاه على أكتافهما ومشيا إلى الوراء، وسترا عورة أبيهما ووجهاهما إلى الوراء. فلم يبصرا عورة أبيهما
24 فلما استيقظ نوح من خمره، علم ما فعل به ابنه الصغير
25 فقال: ملعون كنعان عبد العبيد يكون عبدا لإخوته
وهذا ما كان البيض في امريكا واماكن اخرى يرددوه لتبرير استعباد السود . والانجيل كتب بعد حوالي 180 سنة بعد السيد المسيح مثل الاحاديث في البخاري وغيره ولا يمكن ان تكون كلها صحيحة لان من كتبوها بشر وليست وحيا .وفي نقاشي من اصدقائي اليهود كنت اقول لهم مستغربا عن قصة النبي لوط في التوراة الذي وجد نفسه مع بناته ولم يكن معهم رجالا فقمن باعطاء النبي لوط الخمر وبعد ان سكر مارسن الجنس مع والدهن للحصول على ذرية . كنت اقول لهم ان زنا المحارم اسوأ من اللواط الذي حاربه النبي لوط ولهذا خسف الله الارض بقوم لوط .
ومن الاشياء التي لم يستطع اليهود مناقشتها معي واكتفي اصدقائي اليهود بالقول ... الدين لا يناقش يجب تقبله كما هو . تقول التوراة انه بعد جريمة قابيل الذي قتل اخاه هابيل ، عاقبه الله بأن يطوف الارض ثم تزوج بامرأة من الكوشيين ... هذا يعني ان الكوشيين كانواموجودن قبل سيدنا آدم !! وكوش قد ذكرت 8 مرات في الانجيل كما سمعت من البطل جون قرنق . ان علاقاتنا في السودان قد تشوهت بسوء الفهم او التفسير الخطأ للدين . فبعض الآيات قد نسخت ولا يصح الاعتماد عليها .
بسبب الحمى الراجعة التي يسببها القمل وكانت العاصمة تقوم بواسطة وزارة الصحة من القبض علي الوافدين ويساقون الي النيل ويطالبون بغسل اجسامهم ويعطون امواسا للحلاقة وبعدها يرشون بالفنيك وهو مطهر . كان يقودهم عساكر مسلحون بالبنادق ورجال الصحة . وكان بعض الاغبياء ينتظرونهم وهو يغنون .... حداد زينوا وبالفنيك وشوه . وكان هذا يردد في دار الرياضة وماتشات الكرة بواسطة مشجعي الفريق الفائز . في رواية الحنق التي كتبتها وانا في الثامنة عشر من عمري كنت اتسائل على لسان بطل الرواية مصطفي من المسترقين السابقين ... لماذا لم يقبض رجال الصحة رجال البادية اللذين لا يغسلون ثيابه مابدا الى ان تبلى ، ولا يعرفون الاستحمام ؟
في اليابان بوجد حوالى 6 مليون من اليابانيين يعتبرون من المنبوذين وعملهم ينحصر في الذبح ومعالجة الجلود الخ في الهند هنالك نظام لعين وهو نظام ،،الكاست ،، او الطوائف . وهنالك مجموعة تعمل في نقل البراز . وكاست متخصص في حرق الموتى . وكاست يعمل نساءه بالدعارة فقط . ولا يتم الزواج والاختلاط بين هذه المجموعات . وبعضهم قد ترك الهندوسية وصاروا مسيحيين لتفادي الاضطهاد . ولهذه سيكون هنالك عقبة في تطور وتقدم الهنود بالرغم من انهم امة ذرية . وفي شمال تانزانيا هنالك قبيله كبيرة هى الواهيتا يعمل النساء كبائعات هوى في دار السلام ، بجامويا وبقية المدن .ليس هنالك اسوأ من اقصاء الآخرين ووضع اختام عليهم .
وانا في العاشرة قام موسى بمناداتي والشنفيطي للاكل وقبل ذهابنا اصيبت احدي الزائرات بنوع من الجنون ورفضت وهى في حالة هياج ذهاب اولاد المفتش لاكل مع الخدم والسواق . وكنت انا قد بدأت اتضايق مع موسى العملاق لانه يفتك بالطعام بسرعة خيالية على عكس جون ومحمد السائق . وبما انني كنت لا ارتاح لدقيقة واحدة فقد كنت كثير الاكل . في المساء نادانا والدي و سالنا اذا كنا نلاحظ ديدانا تخرج من ايدي الخدم والسائق ، ولهذا لن نذهب للاكل معهم كعادتنا مع اصدقائنا . واضاف ان الخدم والسائق ناس شرفاء يعملون لكسب عيشهم لا يسرقون ولا يغشون . وعلينا ان نحترم الانسان الذي يعمل وان نمارس اى نوع من العمل . والدي كان اشتراكيا حقيقيا. وهذا الكلام قد اوردته من قبل .
في انتظار ذهابي لاوربا واثناء دراستي في الثانوية مارست الكثير من الاعمال . يمكن قوقلة نحن العتالة شوقي بدري او نحن الترابلة . شوقي بدري السمك فقد عملت كحواتي ونواتي . وبمكن قوقلة شوقي بدري نحن اصحاب المهن الوضيعة ، ردا على السفير الانقاذي الذي رفض مساعدة السودانيين في لبنان لانهم من اصحاب المهن الوضيعة . عملت كنجار متأثرا باخي فضل الله العم ناصر بلال ، ونقاشا متعلما من اخي محمد فضل تيا او كاريل . عجلاتيا متعلما من اخي عبد الله ناصر و التجاني حسين عبد الرحمن كيكس وآخرين . والحمد لله في هذا العمر لا ازال عندما اساعد في رحيل البعض .... اقوم بالكنبة على ظهري في السلالم . شكرا للعتالة في المواني .
في سنة 1970 بعدطردي من تشيكوسلوفاكية وتهديد رجل امن البشير اللواء على صديق له الرحمة ، باخذي لسجن كوبر مباشرة تسللت للسويد.وعملت كزبال في منزل الطلبة في جامعة لوند . كان على ربط اكياس الزبالة ونقلها الى الكونتينر الكبير لتاخذها الشاحنات . وعملت كمنظف نوافذ عامل حدائق وانتهي بي الامر كعتالي في الميناء ولسنتين ، تعلمت المهنة وصرت اول من يختارة الفورمانات للعمل . وكنت اجد مضايقات من بعض العمال . احهم كان يقوم بشطب لسمي من قائمة العمال الراغبين في العمل في الغد وعندما وجدتهيقوم بهذه العملية انفجرعاضبا انه لاحظ ان المظروف الذي استلمه في وم الخمبس متخم بالمال . وانهم يختاروني كل الوقت . وهو السويدي لا يختارونه . وعملت في بعض مواني اوربا المختلفة وجدت الاصدقاء والاعداء . بسبب ترددي بين الدنمارك والسويد كنت آخذ العبارة التي تحمل السيارات والشاحنات وبص احمر ينقل الركاب من مطار كوبنهاجن العالمي لجنوب السويد ، وهذا قبل بناء الجسر والنفق . وفي احد الايام كان السائق المتغطرس يدفع بالمنتظرين بفظاظة لكي يصل للبوابة التي تفتح لمكان السيارات وعندما لم افسح له الطريق دفعني فغسلته بنظرة غاضبة وقلت له يمكنك الانتظار مثل الجميع يا توماس ! ماذا تظن نفسك ؟ لقد فشلت في ام تكون حمالا في الميناء قبل عشرين سنة وبدا علية الاضطراب والدهشة ولا بد انه كان لا يزال يحاول ان يغرف كيف عرفت اسمه. توماس حاول مع اثنين من الاصدقاء العمل في الميناء ولانه كان يبدو كشاب مدلل فكان في اغلب الوقت يقوم بجذب السحاب او السستة في بلوفره الرمادي ويبدو غير مرتاح للعمل .فقام الفورمان بطرده ذلك العمل لم يكن للجميع . قبل بضع سنوات وفي مطعم متخصص في الاسماك على الشاطئ الحنوبي قلت لسويدي من اصل الماني يجلس مع مجموعة من الاصدقاء ويبدو متغطرسا .... كيف حالك يا وولفقانق؟ فنظر الى متأففا كيف عرفت اسمي ؟ فقلت له قبل اربعة عقود لانك كنت حمالا في الميناء . فبدأ عليه الحرج وسط تبسم الآخرين . عمل معي عملاق لطيف من السنغال . وقتها كانت جوالات الاسمنت تزن 50 كيلوجرام وقد صارت بالقانون 25 كبلوجراما . والعمل كان يتطلب التعامل معها كخرق لاننا نتحصل على اجر اعلى حسب كمية الاطنان . وكان العملاق الذي لم يتعود على عمل جسماني يفلت جوالات الاسمنت وترتفع انفاسه ، وكنت اغطي له . الا انه توقف بعد بضعة ايام .
كنت اقول مفتخرا لمن يسأل عن مهنتي بسبب ملابسي الجميلة ....انني عتالي ،، دوك ويركر ،، استوفاري بالسويدية رقمي كان 1436 وكان البعض يظن انني امزح والبعض من السودانيين يطلب منى ان احتقظ بالامر كسر لأنها مهنة مخجلة . كنت اعمل 16 عشر ساعة في بعض الاحيان وفي اثناء اضراب الرفاق في ميناء كوبنهاجن تحولت السفن لمالمو . فعملت 24 ساعة أنهوا عملى في الخامسة مساء وعدت مرة اخري بعد ساعة بتوظيف جديد لاواصل الي السابعة في الصباح . وكان دخلي احسن من الكثيرين ولدى سيارة سباق امريكية جميلة ، واعطي بعض من دخلي الى البعض الذي لا يؤمن بالعمل ويقضون الوقت في الحشيش والاستماع للموسيقى الخ . ويخجلون من العمل كغاسلي اطباق او عمال نظافة . وابناء السويديين من الطلاب يأدون هذا العمل بدون تردد . وكثيرا ما كنت اضيف ع . س لاسمي وتعني عتالي سابق . السودان لن يتقدم اذا لم يتعلم كل السودانيين احترام العمل . البعض في السودان سمع انني اعمل كعتالي في اوربا وهرعوا لوالدتي مستغربين وطالبوها باحضاري للسودان لان الامر مخجل . وردت عليهم بقصيدة منها
مالو شوقي ود امينة
ما راجل ودخل مينا
ومامدا ايده وقال ادونا.
المشكلة ان العقل الرعوي يرفض الكثير من المهن . وراعي البقرفي السودان يقول عن راعي الضان والغنم ... ريحته صنان . وراعي الابل يعتبر ان رعاية الابل شرف كبير لا يقارن باى مهنة اخري . الحقيقة ان الراعي يأخذ الانعام للمرعي ويقوم برعايتها وحمايتها فقط في اغلب الاحيان . والابل خاصة لا تحتاج للكثير من الجهد مثل الزراعة التي تأخذ كل اليوم من المزارع وجزء من الليل كذلك .
انا سعيد بأن الهجرة والاغتراب قد غيرت مفهوم السودانيين عن العمل . وبعض الخريجين اليوم يمارسون بعض الاعمال اليدوية . ولكن الاعلبية لا يرضون بغير الجلوس في المكاتب ، وقد يرفض بعض الاهل ان يقود ابنهم حافلة ويفضلون جلوسه في البيت .
كركاسة غدا عيد المرأة العالمي التحية لنساء السودان الباسلات وهن يحاربن جيوش الظلام في السودان . في احدي المؤتمرات الشيوعية يوم النساء العالمي . واخبروا جميع الرجال ان في مقدورهم الاتصال بزوجاتهم في اى مكان في العالم ، كما اخبرني الدكتور محمد محجوب عثمان طيب الله ثراه . ممثل الحزب الشيوعي الياباني رفض بتاتا . قال ان زوجته ستظن انه قد فقد عقله .
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.