قرأت مثلما قرأ الكثيرون غيري ما تمَّ تداوله مؤخراً من أن السيد الصادق المهدي قاد يوم الجمعة الماضي مظاهرة مناهضة للنظام المُهلك المتهالك وفي إطار الحراك القومي الراهن، خرجت، مرة أخري، من مسجد ودنوباوي. قرأت أيضاً التصريح الذي صدر عن جهة مأذونة من حزب الأمة تنفي ذلك ثم بيان السيد الصادق المقتضب الذي وضَّح فيه التوضيح. لا أود هنا أن أقيَّم السيد الصادق المهدي بل ما قام به. دافعي لذلك قناعتي أنه في كثير من الأحيان يكون من الأفضل والأمثل أن نقيَّم القول والعمل وليس من صدرا عنه فقط فلعله تكون لذلك قيمة مجردة ويكون فيه درس مستفاد. وجد الكثيرون في التصريح ثم التوضيح فرصة أخرى للهجوم على السيد الصادق المهدي الأمر الذي لا اعتراض عليه إن كان في الحدود المعقولة وراعى أصول اختلاف الرأي الرصينة والديمقراطية الرشيدة فالسيد الصادق المهدي شخصية عامة، تعوَّد على ذلك وتعرَّض للكثير من النقد بل التهكم والتجريح وهو وأجهزة حزبه أجدر وأقدر بالتعامل مع الأمر والرد عليه بما يشاؤون، إن شاءوا. ذهب الكثيرون للقول بأن السيد الصادق (جاته "أتته" مملحة وباردة) فأباها وأنه سوف يندم على ذلك. لا أو هنا أن أتملق السيد الصادق المهدي أو أن أداهنه هو أو غيره فليست لي حاجة إلا لخالقي وأحمده أن كفاني وزاد. كما لا أو أن "أكسِّر تلج" سوى الذي تراكم في شتاء كندا الاستثنائي هذا العام أمام دارنا وخلفها فأعيا كل حيلنا وهدَّ حيلنا. قبل طرح وجهة نظري أبدأ بأصدق وأفضل الكلام وقد قال سبحانه في مجم تنزيله "لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب ولهم عذاب أليم". لعل السيد الصادق المهدي استحضر هذه الآية الكريمة فاستنكف أن ينسب إليه ما لم يفعل وأن يحمد على ما لم يبدر منه أو يأت به. وفعل ذلك نزولاً عند التوجيه والنهي الرباني الكريم أو في إطار حسابات سياسية، فإنها سنة حميدة أن يكون صادقاً فلا يكذب أهله خاصة ونحن في زمن لم يعد الصدق فيه عملة كثيرة التداول في مجال السياسة وغيرها وكثُر فيه البحث عن البطولات الزائفة والأمجاد المنتحلة. ونحن نؤسس لمرحلة جديدة تتطلب أن نعيد فيها اكتشاف أنفسنا وإعادة صياغة أكثر من جانب من جوانب حياتنا وأن نرسي، ضمن ما نرسي، قيماً جديدة في مجال العمل العام من بينها الشفافية والصدق، فإنما ما قام به السيد الصادق المهدي يستحق الإشادة والتقدير وهو بالاحترام جدير. وبقوله سبحانه وتعالى اختم " ولا تبخسوا الناس أشياءهم". عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.