الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه على انعامه على السودان والسودانيين بشباب عمالقة في أخلاقهم ، وفى شجاعتهم ووطنيتهم وعزة انفسهم ومروءتهم وتصميمهم على عدم الركون إلى الأمانى العاطلة، بل أخذوا حريتهم وسلامهم وعدالتهم غلابا ، وانتصروا لشهداء قتلوا قبل أن يولدوا هم ، ولبلد سرقت ديمقراطيتها قبل أن يولدوا، ولقيم سودانية اصيلة أخذت تتراجع يوما بعد على مدى ثلاثين عاما ، وانتصروا لحروب مصطنعة سفكت فيها دماء ذكية فى غرب البلاد وشرقها وجنوبها ، قتل فيها مئات الآلاف ، و شرد فيها من شرد ،وهجر من هجر، و ضاع بسببها ثلث البلاد ، وتم كل هذا بأيدى طغاة متجبرين مستبدين ، ساموا الناس سوء العذاب، فذبحوا أبناءهم واستحيوا نساءهم، وجعلوا الناس فى بلاء عظيم طيلة 30 سنة متفوقين بذلك على آل فرعون. وليت الذين فعلوا كل الكبائر أعلاه افلحوا في الانتصار على الجهل و المرض والفقر ونهضوا بالبلد التى سادت لهم وحدهم طوال 30 سنة ، لكنها كانت سنوات عجاف اهلكوا فيها الحرث والزرع والنسل وسرقوا المال العام ونهبوا ثروات الوطن، وخربوا ماوجدوه عامرا إبتداء بالخدمة المدنية مرورا بقطاعات التعليم والصحة والزراعة والصناعة والنقل البرى والجوى والبحرى، بل حتى الدين الإسلامى الذى تاجروا به خسرت تجارتهم فيه ، ونفروا منه الناس حتى بدأ الناس يعلنون ردتهم وانسلاخهم منه علانية ، وجعلوا البلاد طارده لاهلها فانتشروا فى بقاع الارض جميعها بما فى ذلك اسرائيل مهاجرين ولاجئين شرعيين وغير شرعيين وغرقى فى البحار. لقد ظن المتأسلمون أنهم اخذوا من الله عهدا أن يحكموا السودان حتى قيام الساعة فتعالوا على الخلق وهددوهم وتوعدوهم بالويل والثبور وعظائم الأمور وفعلوا كل ما امكنهم من محاولات لقتل روح الثورة في الشعب عند كل هبة من هباته ولكن ظلت محاولاتهم تلك تزيد الشعب إصرارا حتى انفجر في 19 ديسمبر 2018 عاقدا العزم على وضع نهاية لهذا العبث ، فكان النصر على موعد مع الشعب الذي لم تلن قناته، وصمد فى وجه زبانية النظام لأكثر من أربعة أشهر متواصلة. ولقد خابت أمنيات المتأسلمين وتجار الدين أن يتحول السودان إلى ساحة حرب ودمار ،ويلحقه ما لحق بالدول التى خربها أهلها بايديهم وايدى المتأسلمين اخوان الشياطين . ونحمده تعالى أن جنب بلادنا ماكانوا يتمنوه لها من الانزلاق للمجهول و لاهلها من اللجوء والتشرد إذا نازعهم الشعب فى الحكم الذى جاؤا إليه خلسة، فكانت إرادة الله أقوى من إرادتهم، وتدبيره أعلى من تدبيرهم ، وأخرج بلادنا سالمة غانمة ، لتلتفت إلى النهوض من عثرتها وتطوى السنوات القادمة بإذنه تعالى للحاق بركب الأمم ويحتل السودان مكانته التى تليق بتاريخه وشعبه وموارده . ولايفوتنى أن أقول لكل من تحدثه نفسه أن يحكم السودان بالانقلابات وبالسرقة والفهلوة والمتاجرة بالدين او لفرض اى فكر أو منهج احادى ، ان المرأة السودانية وحدها لكفيلة أن تلحقه بنظام العار الانقاذى ناهيك عن الاسود من الشباب اخوان عزة الذي هزموا الظلم والظلام واوقدوا شموع الحرية بدمائهم الذكية. أما وقد أدى الشعب الجبار ماعليه ، واسترد للبلد حريتها وكرامتها من أيدى اللصوص وهى مصابة بهزال بعد أن امتصوا دمها ، واكلوا لحمها ، وباعوا أرضها وشردوا شعبها ، أصبح لزاما علينا نحن المغتربين المؤمنين بالثورة وأهدافها أن نقوم بدورنا في دعم الاقتصاد الوطني بالمال حتى تقف البلاد على قدميها ، ولاتصبح عرضة للابتزاز من الدول الطامعة فيها، وأن نحررها من الوقوع فريسة للضغوط الاقتصادية كما حررناها من ايدى اللصوص. لهذا فإن فاتنا شرف الوقوف مع الثوار في ساحات النضال أناشدكم أن لايفوتنا شرف المبادرة بتأسيس صندوق يسمى صندوق " انا سودانى" وان يتبرع لهذا الصندوق اى خريج مغترب بمبلغ لايقل عن 100 دولار لاترد ومن شاء فليزيد مشكورا ، كما أن يتبرع غير الخريج بمبلغ لايقل عن 50 دولار، كما يقوم كل مقتدر بالداخل بالتبرع بمبلغ لايقل عن 1000 جنيه لاترد لهذا الصندوق. وأن يقوم الخريج المغترب بتحويل مبلغ 1000 دولار في حساب يفتح بالبنك المركزي السودانى يمكن أن يسمى "حساب العزة" وان يكون هذا المبلغ وديعة باسم المغترب بدون فائدة لمدة سنتين بحيث يستطيع البنك المركزي تلبية الاحتياجات العاجلة من السلع الضرورية من قمح ودواء ومواد بترولية ومدخلات زراعية وصناعية.... إلخ لسد الفجوة التى توجد في هذه السلع ، كما أن هذه الفترة ستعطي الحكومة الانتقالية الفرصة للتفكير فى تعزيز موارد الدولة من مصادر أخرى دون ضغوط غير محمودة النتائج والعواقب. والله ولى التوفيق والسداد استووا واعتدلوا وقوموا إلى بناء سودانكم نبنى_ بس_ شعب السودان ينهض صلاح عثمان ابوزيد مستشار قانونى مملكة البحرين عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.