لا.. لا.. لا... المؤتمر الوطني ليس حزباً مثل كل الأحزاب..!! إذا قالها المجلس العسكري فهي عبارة غير صحيحة (إن لم تكن مُغرضة) وإذا صدرت من جماعة المؤتمر الوطني فهي (كذبة صارخة) غير مُستغربة.. أما إذا جاءت في الصحف فهي (فضيحة بجلاجل)..!! فمتى كان المؤتمر الوطني حزبا مثل بقية الأحزاب السودانية؟ وهل في إمكان حزب أن يجنّب أموال الدولة ويصرف من الخزينة العامة على مؤتمراته ومناشطه وحفلاته وإسفاره و(مشترواته)؟ وهل يمكن لحزب مثل بقية الأحزاب أن يسخر طائرات الدولة وآلياتها وسيارتها ولوجستياتها و(خدمتها المدنية) ويجعل الدولة مسؤولة عن سفرياته ورحلاته، وعن تمويل اتحادات نسائه وطلابه وشبابه وهيئاته التي بلا حد ولا عد؟ وهل يمكن لحزب أن يجعل الدولة تتحمّل سفريات لجانه ورؤساء دوائره و(شراتيه وعُمَدِه) إلى الهند والسند وأمريكا اللاتينية ومدن المكسيك وبلاد العم سام ووفوده المتلتلة إلى بلاد تركب الأفيال.. والي الصين لتجتمع مع الحزب الشيوعي الملحد وتتصور مع رفاقه (سلفي) وفي مجموعة..! هل يمكن لحزب غير للمؤتمر الوطني الذي يقول الآن أنه حزب من بين جوقة الأحزاب أن يصادر (النادي الكاثوليكي) باسم الدولة، ثم (يتحكّر) عليه لمدى ثلاثين عاماً.. ولا يدرى أحد هل سجله باسمه أم باسم أحد أعضائه، أو أنه كان يدفع إيجاره لهيئة العقارات الحكومية وهيئة الأوقاف أو السياحة والمرطبات والفنادق؟ هل المؤتمر الوطني حزب مثل أحزاب السودان وهو (يغرف) من ميزانية الدولة ويجعلها تحت خدمته، وهو الحزب الذي يشتري ويصنع الأحزاب الموالية بمال الدولة.. فكيف يكون مثله مثل هذه الأحزاب التي تسمي نفسها أحزاب الوحدة الوطنية والتي بلغت المائة حزب، وكانت عالة على ميزانية الدولة في أكلها وشربها وحركتها وسكنتها وهي رهن إشارة المؤتمر الوطني يدعوها فتسرع ويزجرها ف(تصم خشمها)! ويملي عليها السنياريوهات البائسة التي لعبت فيها أكثر الأدوار (بياخة) في تاريخ السياسة السودانية! أليس من الجرأة أن يطلع جماعة المؤتمر الوطني الآن ويقولوا أنهم حزب مثل بقية الأحزاب وأنهم جزء من الحركة السياسية وأنهم لا يقبلون بالإقصاء، ثم تسمح لهم أنفسهم بأن (ينجعصوا) بين أحزاب الفكة في لقاءات المشاورات السياسية (خالفين رجلاً على رجل) وهم يعلمون أن رئيس حزبهم (الأصلي) ورئيسهم (المكلّف) يقبعان أو ينبغي أن يقبعا في السجون في انتظار المحاكمة لأنهما مسؤولان مع جماعتهم عن الانقلاب على الديمقراطية، وعلى تلويث الحياة السياسية، وعلى تحويل أموال ومؤسسات الدولة وآلياتها لصالح حزبهم.. وعن طرد مئات الآلاف من وظائفهم، وعن (تشليع) دارفور وعن فصل الجنوب، وعن قتل الناس وعن تدمير مؤسسات البلاد وعن بيع أراضي الوطن، وعن التقاعس عن حماية تراب البلاد، وعن تبديد مواردها وأرصدتها وعملتها الوطنية وعن إشانة سمعة الوطن.. وغير ذلك من الجرائم الجديدة والقديمة..! الآن أصبح المؤتمر الوطني حزب مثل بقية الأحزاب؟! يا ألطاف الله..! ولكن من باب التنفيس من كروب الدنيا يُحكي أن احد الاسكتلنديين كان غاضباً من خسّة جاره وعدوانيته و إصراره على التباهي بما يفعله من سوء..فقال له: عندي لك نصيحة؛ (لوجه الخوة الاسكتلندية) وهي ألا تخبر الآخرين بما تفعله.. فلماذا ترضى يا أخي أن تحمل القمامة على ظهرك على مرأى من الناس؟! عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.