في المقال السابق والذي أردت من خلاله تقديم ملخص وتعريف مبسط بهذا القانون وأن أطلع القارئ الكريم علي أهميته وحاجتنا الماسة له في السودان، وهنا أواصل هذا التعريف بقانون تعارض المصالح والذي يهدف الي تغليب المصلحة العامة للمواطنين على المصلحة الشخصية . وتتعدد أنماط المخالفات المتعلقة بقانون تعارض المصالح ، علي سبيل المثال: إتخاذ قرارات إدارية ومالية ترتبط بمصلحة خاصة بالموظف، ومنها على سبيل المثال:- . أن يكون للموظف أو لأحد أقاربه أو أصدقائه المقربين مصالح مالية أو غير مالية مباشرة أو غير مباشرة، فى الموضوع محل اتخاذ القرار سواء كان منفرداً أو بالاشتراك مع آخرين، مما يثير الريبة فى موضوعيته حين ممارسته لمسئوليات وظيفته وواجباتها. . مشاركة الموظف فى أى عمل تجارى أو مهنى يكون فيه تعارض فى المصالح بينه وبين الجهة التى يعمل بها. . استغلال الموظف لوظيفته لتأمين مزايا أو امتيازات غير مبرره لنفسه أو غيره. . إجراء التفاوض أو الشراء أو التعاقد ليتوافق ومصلحته الشخصية على حساب المصلحة العامة. الوساطة أو المحاباة لخدمة أشخاص من الأقارب أو المعارف لتحقيق مصلحة أو تسهيل مهمة ليست من حق المستفيد أو الهروب من مسئولية أو تجاوز للقانون. تعيين الأقارب أو الغير ممن لديه مصلحة معه فى الجهات العامة التى له سلطة اتخاذ القرار بها أو الجهات المرتبطة بجهة عمله. الانتقال من الوظيفة العامة إلى وظيفة بالقطاع الخاص ترتبط بوظيفته السابقة ، للحصول علي مزايا تفضيلية. الامتناع عن القيام بواجبات وظيفته أو تأدية خدمة أو مصلحة عامة مجاملة لنفسه أو لغيره. وقد إستند البعض لمنهجة الفساد علي آيات من القرآن الكريم والاحاديث الشريفة لتبرير الواسطة والمحاباة بإعتبارها شفاعة باستخدام قوله عز وجل: "من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها ومن يشفع شفاعة سيئة يكن له كفل منها" (سورة النساء الآية 85). وكذلك بعض الأحاديث رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، ومنها قوله "اشفعوا تؤجروا"، وقوله صلى الله عليه وسلم "لأن أمشي مع أخي في حاجة خير لي من أن أعتكف في مسجدي هذا شهراً". إن هذا الاستعمال المخل بالمعني والمقصد يغفل عمداً الخيط الرفيع بين دعوة الدين الإسلامي السامية والرفيعة للتكافل والترابط المجتمعي وبين استغلال العلاقات لمصلحة ذاتية ، الذي يهدف لصلاح المجتمع وليس فساده . كما كانوا يغضون النظر عمداً عن قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: فهلَّا جلستَ في بيت أبيك وأمك حتى تأتيك هديتك إن كُنْتَ صادقا؟ وفي الحديث النبوي عن بريدة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من استعملناه علي عمل فرزقناه رزقا, فما أخذ بعد ذلك فهو غُلول) رواه أبو داود وصححه الألباني. قال الصنعاني: "(من استعملناه على عمل فرزقناه رزقاً) على عمالته( فما أخذه بعد ذلك فهو غلول) أخذ للشيء بغير حله فيكون حراماً بل كبيرة، ففيه أن لا يحل للعامل إلا ما أعطاه من استعمله، فلا يأخذ شيئاً مما قبضه غير ذلك، وأما الهدية من الذين يقبض منهم فقد عُلمت حرمتها من أحاديث وأنها من الغلول". وعن أبي حميد الساعدي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (هدايا العمال غُلول) رواه أحمدوصححه الألبان). ويقصد بها هنا الحكام والمدراء وكل من تسنم إدارة ، والله أعلم . وإنني علي ثقة في كفاءات السودان القانونية والإدارية قادرة على صياغة قانون يحتوي علي نصوص قانونية كفيلة يسد الثغرات ويحفظ حقوق المواطنين ، لتحقيق متطلبات الدولة المتحضرة والمتقدمة في المساواة والعدالة والتي تكون نتاج لتضحيات الشعب السوداني عبر ثورته المجيدة،،، والله من وراء القصد ،،، عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.