*كنت متعاوناً مع الإذاعة السودانية بكتابة بعض المقالات والحوارات الصغيرة التي تتناول القضايا التربوية والمشاكل الأسرية،أذكر من بين المواد مادة بعنوان "وصفة للسعادة". تذكرت هذه المادة وأنا أتابع المحاضرة التي قدمها المحاضر الصيني سنق هن كيم Sung Hun Kimبعنوان تعليم العقول Mind Education - وجدت السعادة -، ضمن برنامج إستمر في الفترة من 23 -25 أبريل الماضي بمركز هولريود بمريلاند. *قدم المحاضر نماذج حية من المشاكل النفسية والإجتماعيةالتي تحدث للأفراد والجماعات نتيجة لضعف التواصل الحميم مثل عدم الإصغاء الزوج لشكاوى زوجته وعدم إنصات الأباء لكلام وأسئلة بناتهم وأولادهم. *أوضح الحاضر الفرق بين الإستماع والإنصات فقد يسمع الإنسان تعبيرات وأخبار كثيرة سواء من الإذاعة أو القنوات الفضائية المختلفة أو في حياته العامة لكنه لايحفل بها أما الإنصات فيعني إعطاء الموضوع أهتماماً خاصاً. *أكد المحاضر حاجتنا جميعاً للإنصات للاخرين خاصة في محيط الأسرة ووسط الأصدقاء وفي مجال العمل والإنتاج حتى نستطيع التفاعل بصورة إيجابية في محيطنا الأسري والمجتمعي. *قال أنه كان يعاني في صغره من الحياء الشديد للدرجة التي كان لايستطيع مواجهة الناس، لكنه بحرصه على الإنصات للاخرين إستطاع إكتساب المهار ات والقدرات التي مكنته على التخلص من هذه الخصلة السلبية وأصبحت خطيباً مفوهاً كما ترون الان. * للأسف لم تمكنني ظروفي من مواصلة الجلسات الأخرى لكنني رأيت إشراككم في هذه المعلومات المهمة التي إستمعت إليها في محاضرة مفتوحة مجانية قلما تتاح للإنسان فرصة الإنصات إليها. *هذا ما علمتنا له رسالة السماء الخاتمة التي بدأت ب "إقرأ" لأنها جاءت لتخرج الناس من ظلمات الجهل إلى نور الهداية والمعرفة، وحرضتنا على طلب العلم ولو في الصين .. ولعلها من الصدف الطيبة أن تتاح لي فرصة الإنصات لهذه المحاضرة التربوية القيمة من محاضر صيني في هذه القارة النائية. *هذا يؤكد أهمية إنتهاز كل الفرص المتاحة في كل حين وفي أي مكان للإنصات للاخرين - من المهد لللحد - حتى نستفيد من تجاربهم مهما كانت الدرجة العلمية التي نلناها بالدراسة الأكاديمة لأنه فوق كل علم عليم. /////////////////
