يا وطني أما تزال عينياك قادرتان على رؤية التقتيل و جحافل الأسرى يقتادون نحو سجون الطغاة أما تزال في أذنيك طبلة تستمع لأنات المعتقلين والمعتقلات في قبضة حرس أوحد مفقؤ العين يرى بواحدة حين تغوص الأخرى في دماء شهداء التعذيب الممنهج في زنازينه السوداء في أرجاء بلدي وموقف شندي وما جاورنا من بيوت تبحث عن ضحية أخرى أم إنه الدم ياهذا يغلق هذي وتلك يغرد في بؤبؤ العين التالفة ويؤذن بحمدنا في قاع الأخرى العمياء؟ ثلاثون عاما يا وطني وأنت في متاهتك القصية تلك لسانك مخصي وكذا فعلك السجم تنام وتصحو على جلالات الخواء مرمية في قاع المدينة الحلم لا تبتغي من لسانك الأحمر المدود سوى أغنية مكرورة ليس فيها إلا صور من لهاثك الأعمى لجدول ماء أهلكه الجفاف ولم تكن تدري شكرا أيها الوطن الشامخ المجيد الآن وبعد أن رأيت ما رأيت أود أن أموت وها أنذا أدعو عزرائيلي الذي إنتظر و ينتظر أن يأخذ روحي فهذا الشعب ينتصر عرفت هذا حين نامت أختي و بقربها فتى غريب في ساحة صاخبة أتتني في الصباح باسمة إحتضنتي وخصت طبلة الأذن السليمة بسر عجيب: أخي أني أحبك وسأفشيك سري: لقد أسقطناها وشيعنا رموزها الفاسدين إلى الجهة التي تحب: مقبرة الفاسدين لكننا ننتظر فقد وقد!! تعال يا ملك الموت خذني الآن كي أستريح فها هي أمنيتي تحققت ونام الوطن في حضن شعبه الفسيح --- قررت أن أموت لأن ليس بعد ما رأيت من حياة خذني الآن يا سيد الفناء؟؟ عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. /////////////////