جنرالات المجلس العسكرى ظل فيل الكيزان، والشراكة المزعومة لخداع الرأى العام في الداخل والخارج، ولا يمكن اختزال الديموقراطية في مسائل اجرائية، ولا يزال النظام قائما بكل مؤسساته القمعية، ولدينا ما يكفي للاعتقاد بأن جنرالات المجلس العسكرى يتلقون التعليمات والأوامر من تحالف قوى الفساد والتورط والمصالح الخاصة وكهنة معبد الشيطان للكراهية والارهاب الديني، وكان ولا يزال هذا التحالف الشيطاني فيل والنظام ظله، ومن ذلك التراجع عن بعض المواقف والقرارات ومنع النشر في كل ما يتعلق بالفساد والمحسوبية واستغلال النفوذ، وجاء في ملاحظات الكيزان حول وثيقة قوى الحرية والتغيير ان الوثيقة لم تنص علي استمرار سريان القوانين الي أن تلغي أو تعدل، ويعني ذلك سريان قانون أمن الدولة وقانون النظام العام وقانون الصحافة والمطبوعات وقانون الدفاع الشعبي والدعم السريع والشرطة الشعبية. كان ولا يزال السودان مستعمرة مملوكة علي الشيوع بين أطراف أجنبية شاركت في الاحتلال بجنود من ريالات ودولارات بترولية أفسدت حياتنا السياسية وأضعفت شعورنا القومي واحساسنا الوطني، وكان ذلك يجرى تحت سمع ونظر المجتمع الدولي، ولا مثيل لذلك منذ قيام الدول القومية وتصفية الاستعمار، ولا يجمع بين هذه الأطراف سوى الخوف من عدوى الديموقراطية والمظاهرات واحراق الاطارات والاضرابات والاعتصامات. قال الترابي ان الحدود الجغرافية بين الدول العربية والاسلامية مؤامرة استعمارية وصادر الوطن واستولي علي الدولة، وألغي تأشيرة الدخول واستباح السودان لكل طريد شريد خلعته قبيلته وتبرأ منه قومه، وأعلن ان السودان ليس هدفا بمعني أنه أرض ومنطلق لأهداف خارجية لا ناقة لنا فيها ولا جمل، ولمصر أطماع توسعية في السودان منذ محمد علي باشا وابنه اسماعيل وأملاك الخديوى في أفريقيا تحت الحماية البريطانية ووحدة وادى النيل تحت التاج المصرى والملك فاروق ملك مصر والسودان، ولماذا لايكون للسعودية أطماع توسعية عبر البحر الأحمر فقد كان لفرنسا أطماع توسعية في الجزائر علي الساحل الأفريقي عبر البحر الأبيض المتوسط، لولا عبد الناصر الذى تصدى لها بدعم الثورة الجزائرية، وكانت جميلة بوحريد أيقونة المقاومة التي خلدتها السينما المصرية في فيلم بطولة الفنانة ماجدة. يذكرني تحالف أعدا الديموقراطية باتفاقية الحكم الثنائي بين مصر وبريطانيا التي وصفها صحفي بريطاني من ذلك الزمان بشريكين في حصان أحدهما يركبه والثاني يعلفه فقد نصت الاتفاقية بأن تتحمل مصر العجز في ميزانية السودان، فقد كانت ولا تزال الدول البترولية تعلف النظام والتنظيم الدولي للاخوان المسلمين يحكمه لأن التنظيم ليس دولة يحكمها القانون الدولي، وعند تكوين الحكومة الانتقالية في أبريل تأمرت الأحزاب الطائفية مع الجبهة الاسلامية علي تغييب الحركة النقابية عند تكوين الحكومة الانتقالية لابقاء قوانين سبتمبر وعزل القوى الحديثة وتكريس الدولة الطائفية وتبادل السلطة بين الأحزاب الطائفية الثلاثة، لأن الجبهة الاسلامية كانت الأغني مالا والأفضل تنظيما. وكان التنظيم ومنذ اغتيال أنور السأدات مشردا في الأرض يطلب مسكنا الي أن أصبح السودان وطنه وأرضه الحرام. لكن النظم الوراثية وبارونات البترول كريت التي أكلت القرض لأن الاسلام السياسي أشد خطرا قياسا بالديموقراطية في السودان. يتحتم علي قوى الحرية والتغيير تنظيم اعتصامات وتسيير مواكب احتجاجية أمام سفارات مصر والسعودية والأمارات وقطر وتركيا لاعلان موقف الشعوب السودانية واعلام المجتمع الدولي بالتدخل في شئوننا الداخلية والتآمر ضد وحدة السودان الجغرافية والبشرية. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.