كولمبيا مننا وفينا... وليس من حق قوى الحرية والتغيير التبرؤ منها والتنكر لها....فهي قوى ثورية متقدمة عليها... في الفهم... التغييري... أهل كولمبيا ضحايا لسياسات السودان المركزي ضد الهوامش... فكولمبيا... نتجت من هجرة الريف إلى هامش المدينة.... فالأسر التي أجبرتها ظروف... الحرب... وقلة فرصة العمل ونقص الخدمات في الهامش باديته وريفها.. وحاضرته المتريفة إلى هجرة قسرية إلى المراكز التي لا ترحب بها وتحصرها في أحزمة البؤس ومدن الصفيح المحيطة بالعاصمة... يكون أربابها مجبرون على البحث عن عمل شريف... يكاد لا يكفى مدخوله أحتياجها الضروري... فتعجز عن توفير ضرورات العيش لأفرادها .. وينفرط عقد الأسر... وتتفكك... وينتج عن ذلك الظواهر التي تغذي كولمبيا... بمعين من الأفراد ... المحطمون .... أجتماعيا .... ولو تعلمون أن ذلك الحطام الذي تكون... بضعف المجتمع قد خلق في ذات اللحظة أفراد أحرار يتمتعون بمقدار من الحرية كبير.... فلآخرون هم الجحيم على قول لسارتر.... وهم حلو معضلة علاقة الفرد بالجماعة بصيغة.. جعلت الفرد حرا بالكامل ويقف في عداء مطلق من الجماعة... في أقصى افتراض وجودي لهم... ومن هنا فهم ثوار أحرار... ويسهمون في بداية المشوار...إذا أخذنا الثورة بأنها هدم القديم وأعادة بناء جديد محله......فهم رواد في الهدم فقد تحطمت روابطهم الاجتماعية بالانفصال عن العشائر والقبائل والقرى والبوادي.. التي نزحوا منها أو نزحت منها أسرهم... و تحطمت آخر روابط الاجتماع التى تقيدهم في المدن بتفكك الأسر تحت وطأة قسوة حياتها اللئيمة... هم أصحاب مصلحة أصيلة في شق الثورة المتعلق بالهدم فقد عاشوه بتفاصيله الأليمة قبل أن تفكر فيه قوى الحرية والتغيير التي تتبناه وتتواثق عليه... وهم أعمق فهما له.. منها فإذا كانت هذه القوى تسعى لهدم نظام الانقاذ... كنظام سياسي... فأهل كولمبيا يعرفون... معنى هدم المجتمع بانقاذه وقبائله وعشائره وقراه وحواضره ومدنه وحكومته ودولته وأسره...فقوى الحرية تعرف جزء يسير فقط من معرفة أهل كولمبيا.. وبهذا هم جزء أصيل وشجاع... ومتحرر بالكامل... من هذه الثورة...وعلى قوى الحرية والتغيير إذا كانت تؤمن بميثاقها الذي وقعته... في سعيها لإزالة نظام البشير وأحلال آخر محله... يسعى لتجاوز... مسالبه... ومسالب الأنظمة الشبيهة به... إذا كان هذا هدفها... فلا يصح لها استثناء كولمبيا... بل تشركها في بناء الوطن الجديد وتستوعب أهلها. بالتعامل الانساني الشامل الذي لا يستثني الهامش وضحاياه وتضع في حسبان الحكومة التى تسعى إليها أن تجعل لهم برامج للتأهيل والأحتواء بالوسائل المعروفة في المجتمعات المتحضرة.... وإلى ذلك الحين ينبغي أن يكون التعامل معها بشرورها وفقا لهذا المنطق.. بتقليل سوالب ظاهرها... بالمعالجات والحلول الشاملة التي لا ترتكز على فرط القبضة الأمنية التي تجعل من كولمبيا... عدو خارج أطر الإنسانية وشروط وجودوها بالحقوق المرعية... و مستهدفة بالابادة كقطيع من الكلاب الضالة.... عمر البشاري عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.