ان لم تكن النية منعقدة على قتل هذا العدد الكبير من المعتصمين 35 حتى الآن وتسبيب الاذي الجسيم لاكثر من مائة- لما استخدامت الزخيرة كقوة مميتة في مواجهة العزل،هذا دليل كاف على ان القتل العمد هو الجريمة التي يحاسب عليها أعضاء المجلس العسكري...ومعلوم ان القوة المستخدمة لفض التظاهرات والاعتصامات تتدرج لتبداء بالتحذير بمكبارات الصوت بواسطة وكيل النيابة،فان كان هناك خطر داهم على الارواح والممتلكات تستخدم أقل قوة ممكنة ومنها الغاز المسيل للدموع ثم الاعتقال في حال المقاومة.ولا تستخدم الزخيرة والقوة الا عند خشية رجل الشرطة والامن على نفسه او غيره من الهلاك وبالقدر اللازم لدرأ الخطر وتعطيله دون قصد القتل. فإن كانت نية المجلس العسكري وقراره فض الاعتصام او القبض على من ذكر انهم شكلوا خطر بتواجدهم في منطقة محددة،فلماذا كل هذا القتل للمعتصمين العزل؟ وقد كان متاحا التواجد الشرطي وتتبع أي انفلات والتعامل معه وفق الإجراءات المنصوص عليها في القوانين!.لم يترك المجلس للناس مجالا لأي استنتاج سوي نتيجة واحدة،هي انه تعمد قتل هذا العدد الكبير من مواطنين عزل يقومون يفعل سلمي مشروع،قاصدا اشاعة الخوف والزعر في النفوس واظاهر سلطته وانه سيد الموقف!وما افضحها من سيادة و ما اخزاها من قوة تستخدمها قيادة مهمتها حفظ والدفاع عن امن الوطن والمواطن،وهذا ابشع انتهاك للمبادي والقيم العسكرية ولقيم الجيش السوداني.تصريحات المجلس جاءت مرتعشة،يقول ان قيادة ميدانية قامت بهذا وان تحقيقا سوف يتم..الخ.مثل هذا يقال في صغائر الامور وليس هجوما مدبرا يفتح زخيرة قاتلة ويصيب المئات يرديهم قتلى وجرحى ثم يحاصر المستشفيات ويدهس ويطلق الرصاص بكثاقة وسط الأحياء.لم يتركوا لنا مجالات سوى أن نقول، انها العقلية الاقصائية التي ترعرعت وتدربت على محو الاخر وافنائه بقوة السلاح...فرنسا استمرت الاحتجاجات وكانت عنيفة ومارست عنفا وتخريبا،ولكن المنظومة الديمقراطية الحاكمة كانت عصية على تخترقها اهواء باطشة بالحق والعدل.وهذا ما عصم افراد الشرطة هناك من أن تقتل او تسبب اذي لأي من المحتجين على ما ارتكبوه من تعبير عنيف.لهذا كانت تضحيات الشعب السوداني من أجل الحرية والعدالة وقدم مهرها دماء عزيزة في ثبات وصدق وهو الضامن لنصر ثورة السودان مهما طالت المعركة السلمية،فإن ارادة الشعب منتصرة بإذن الله تعالى. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.