بيان هام لقد عاش الشعب السوداني سنوات مريرة من الكد واللأواء والبؤس والشقاء والقهر والكبت والقمع والمصادرة، صدرت من نظامٍ أدمن السقوط الأخلاقي والاداري والسياسي، إلى أن جاءت لحظة السقوط التام الذي توج سنواتٍ من النضالٍ في سبيل نهضةٍ تحقق للشعب السوداني رفعته المستحقة بين الشعوب، هذا النضال الذي قاده الشعب السوداني في الخمسة أشهر الماضية بكافة مكوناته ووجدانه وعاطفته الصادقة التي لطالما كانت تحلم في لحظاتٍ تاريخية تتوج لها هذا المشوار. إن اللحظات التاريخية المفصلية تحتاج دوما لعزائم ماضية و ذمم وفية تدرك عظم الأمانة التي التزمت بها فترتفع بحفظها أو تخون بتضييعها، وكيف إن كانت هذه الأمانة هي وطن بكامله برجاله و نساءه وأطفاله وشبابه وأمنه وسلامه ، وإن المجلس العسكري كان قد تصدّر لهذه الأمانة فأعلن نفسه شريكا للثورة و داعما لأهدافها و حارسا لثوارها، ولكنّا قد وجدنا الشريك يخون العهد و ينكس عن الأهداف و يسفك دماءً معصومة قتلاً و إغراقاً و تتبعاً لمن حاول النجاة من رصاصهم في شهر عظيم مقدس، ويختم ذلك بمصادرةٍ مستبدةٍ للمشهد السياسي. إننا في تيار نصرة الشريعة ودولة القانون ونحن نعايش هذه الأحداث الأليمة نوضح الآتي : 1) إن تيار نصرة الشريعة ودولة القانون لن يرضى بتفاوضٍ مع من فجر بركة الدماء في ساحة الإعتصام، خاصةً وسيل الدماء لم يقف ودموع الثكلى لم تجف. 2) دعوة رئيس المجلس العسكري لإنتخابات مبكرة أمر غير مقبول بالنسبة لنا مع هذا التسيُّد من المجلس العسكري للمشهد السياسي، في حالةٍ من المصادرة السياسية التي تجهض مشروع التوافق السياسي الذي كان ومازال يسعى له التيار. 3) ندعو كافة جماهيرنا لمواصلة التصعيد الثوري حتى تتحقق أهداف ثورة ديسمبر المباركة الداعية لفترة انتقالية ننعم فيها بالحرية والسلام والعدالة عبر توافق سياسي مفضٍ للأمن والاستقرار الذي تهدده السياسات القمعية والدموية. وتفادياً للمآلات المظلمة للمشهد السياسي اليوم ندعو رئيس المجلس العسكري ونائبه أن يتقدموا بإستقالتهم إستجابة لإرادة الشعب الذي إلتزموا الإنحياز إليه . عاش شعبنا حراً كريماً وحفظ الله بلادنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن. الأمانة العامة