سيظل جرح الاعتصام غائراً وعميقاً في وعي أمتنا لمقبل آماد الكدح في شعاب هذا الوطن الصديق للجراح منذ ميلاده. وعند ذكر الاعتصام ستكف آلة البطش المعرفي عن انتاج صورة صحيحة له. سيراوغهم بزخمه ويفلت عن سهامهم السديدة عند إصابة غيره ويعف أن يغدو سراً لهم، ما عنتوا. فما أنضر أن تصنع بيداء سهلة الطي في خاصرة المدينة كجزء من إعادة انتاج الصحراء للمتعة، كجونرا لا يعيها الجمهور المبرمج، كإسترجاع لذاكرة فضٍ على مرأى من سكان أندروميدا وما يليها من سماء فسيحة، كالحضور المربك لحفل ماجنٍ لقبيل من الجن في ليل بلا قمر، وبلا شئ ينفي كون الرائي أسير أحبولة بصرية. وهنا يكون المرء على مرمى بمبانة من أن لا يعتقد بوجود ظاهرة إعتصام. لا تلتفت لإعتصام يا هذا ولا لمساورة، أو لكولومبيا هي حبن قديم في إبط كوبري الحديد من لدن صرير أحذية الجنود الأغراب وهم يقتلون متمردي الحامية ويلقون بجثثهم إلى النيل. كل هذا وغيره لا يصنع اعتصام القيادة ويصنعه! هل كنت تظن أن دأباً تاكتيكياً صنع هذا ال simulation، هذه المحاكاة بهية الكندكة؟ بهرج الكلايدوسكوب هذا، هل ظننت أن يقدر على فضه أحد؟ هل محض استحالة الولوج إلى القصر هو ما ساق الناس إلى باحة المخزن المكتظ بمنتوجات مصنع الرجال، هذي الدمي المسربلة بالكاكي ومنزوعة عنها حمية القتال؟ أكنت تنتظر العنقاء أم الخل الوفي؟ ويحك إذاً! فلسوف تطاردك أشباح التفسير الملتبس فيما تبقى من حياتك ويغيب عنك السر الذي تخاف الآلهة الجديدة أن تدركه. كان الاعتصام هكذا. كان مكشوفاً كحب أبله القرية. لم تكن فيه رسالة من السماء لسكان المتربول كي يفهموا آلام تبريح الجنجويد، فالجنجويد كانوا من رواده. هل يفوتهم حفل يقام في بيداء سهلة الطي من خاصرة المدينة؟ هم حضروا بلا عناء البحث عن أقنعة، حضروا كجراد السافانا في سأمه المداري. لم يكن الإعتصام رسالة من بل رسالة ماجنة إلى السماء كي تمطر، فغب المطر يحلو شراب الشاي. الشاي بموية صحة ومعاو كيكة وبسمة حميمة من غريب ولدته أمك! ولعمري ما أسهل للجرح الغائر أن يحتفظ بوخزه طالما كان إفتراضياً ولن يسقط من النسخة الأحدث لكل شيئ. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.