(كلمة عن الشهيد في 6 سبتمبر 2013) (رحم الله الرئيس الدكتور محمد مرسي العياط (1951-2019)، Hول رئيس مصري منتخب في تاريخها. اللهم أغفر له ذنبه ما تقدم منه وتأخر، وضمد جراحات الأذى الذي لقيه على يد الديكتاتورية العسكرية المصرية التي كرهت منه خروجه من كنف المدنية الديمقراطية التي أغرقتها في الدم عبر التاريخ. لقد توفي مرسي في محكمة لعدالة الأنذال بتهمة التخابر ليرفع عرضحال محنته للحق عزّ وجلّ الذي لا تضيع الحقوق عنده. أقبله ربي شهيداً للديمقراطية والمدنية في رحابك السنية وصبر أهله ورفاقه وشعب مصر) رثيت لجماعة من السودانيين تناقلوا خبراً لئيماً عن الرئيس مرسي مفاده أنه تهافت أمام المحققين. وجاءوا بمثل على تهافته. ربما حدث هذا ونقول بذلك جدلاً. ولكن الأرذل من التضعضع أمام محقق حاقن هو التضعضع بقبول ما يصدر عن رجل مغيب قهراً عن وظيفته التي جاءها برغبة شعب مصر. فإذاعة خبر عن مصدر واحد عاهة وبروبقاندا. أما إذاعة "مأثرة" للأمن المصري (عن الأمن المصري) عن هَدم رجل في ذمتهم فهذا باب غائر في النذالة. قالوا إنهم يحققون مع الرئيس مرسي في هروبه الكبير من السجن خلال ثورة 25 يناير 2010 بمساعدة من حماس. واستغربت أن المحقق المصري كالكلب العجوز في قول أهل الإنجليزية ليس بوسعك تعليمه حيلة جديدة. عدت بذاكرتي إلى أيام في 1964 أو1965 حين اصطدم الإخوان المسلمون بنظام ناصر. فألقت القبض على الشهيد سيد قطب. وراحت الدولة تذيع تآمر الإخوان لزعزعة أمن لبلاد. ومن ضمن ذلك نشر صور لمصاحف مجوفة قيل إن الإخوان كانوا يخفون فيها مسدساتهم لوقت التخريب. وصدّقناهم في حماستنا للناصرية. وقتلوا قطب. وخرجنا في القوى التقدمية في مظاهرة لدعم النظام التقدمي في مصر من مؤامرات الإخوان. ولا أذكر ذلك اليوم إلا بهوان. لقد شقينا من أخوان السودان آنذاك ولكن لا تزر وازرة وزر أخرى. فليس من الخُلق أن يسير طلائع التقدم في جنازة مفكر وعابد ومفسر مرموق للقرآن قتيل غيلة. استمعت إلى كلمة أحمد شفيق في مناصرة نداء السيسى العام لمواجهة الإخوان المسلمين. ويؤسفني أنها معجونة من لغة "تحالف الشعب العامل" في أسوأ نسخها. سمى الإخوان خونة ومارقين. خونة لمن ومارقين من ماذا؟ وقال إنهم توهموا بحكم مصر أن أماراتهم الإسلامية بدأت بها. فهي الباكورة. وقال إنه قد يفهم مروقهم. من ماذا؟ ولكن لا يفهم خيانتهم التي لن يلوموا إلا أنفسهم عليها. وقال إنهم، أي شفيق غيره، سيحتشدون من وراء القوات المسلحة التي، فيما معناه، حملت رؤوسها على أكفها فداء للوطن. وبالدم بالروح. يرتكب يساريو السودان ذنباً غير مغفور إن لم يستنكروا بأغلظ العبارات ما يجري للإخوان المسلمين في عدوية والجيزة والقائد إبراهيم. فقتلة الإخوان في تجمهرهم السلمي بعدوية هم قتلة راتبون. وسيأتي يوم ميدان التحرير الذي اعتصم فيه خصوم الإخوان مناصرة لانقلاب السيسي. بل جاء وذقتم عضاضهم. ولن تنجو من القتلة الراتبون إلا إذا اتبعتم سنة التظاهر بأمر الزعيم. وهي عاهة قديمة فيكم. أرجو ألا نكرر خطأ 1952. فقد اتفق للإخوان والشيوعيين معاً الاحتجاج على انقلاب 1952. فقد صادم النظام الإخوان ووقعت المحاولة المزعومة لقتل ناصر واستباح النظام حرمات الإخوان. وحدث في نفس الوقت أن واجه النظام الشيوعيين بقتل "خميس والبقري" النقابيين ممن كانا في قيادة موكب للضغط لمطالب نقابية. ورتب الإخوان والشيوعيون حملات مشتركة للهجوم على الدكتاتورية العسكرية في مصر. وهكذا كان اسم ثورة يوليو في جريدة الميدان يومها. واشترك الشيوعيون مع الإخوان هنا في لقاءات مشتركة للتنديد بالديكتاتورية في مصر. ثم جنح الشيوعيون نحو النظام بعدها كما هو معروف. التهمة الموجهة للرئيس مرسي أنه كسر قيد السجن وخرج بالثورة. فليقل شفيق والبرادعي وعمرو موسي ورفعت السعيد من أي الأرائك والمشربيات جاءوا إلى الثورة؟ لن يحقن دم الإخوان إلا تحالف عريض (حتى ممن وقفوا ضدهم في 30 يونيو) لوقف الذبح للسياسة في عدوية والقائد إبراهيم. فالذبح للسياسة هو نهاية السياسة. وكلنا أخوان مسلمون اليوم. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.