+ خالص شكري وإمتناني لكل أولئك الذين عبروا عن وقفتهم ودعمهم أثناء فترة اعتقالي + سنضاعف من مجهوداتنا المشتركة الرامية إلى تحقيق السلام والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والمواطنة بلا تمييز أصالة عن نفسي ونيابة عن أسرتي ورفاقي إسماعيل جلاب ومبارك أردول، أرسل خالص آيات الشكر الجزيل لكل أولئك الذين عبروا عن وقفتهم ودعمهم لنا، داخل وخارج السودان، أثناء فترة اعتقالنا في الخرطوم بواسطة قوات الدعم السريع التابعة لحميدتي. لقد عدت إلى السودان بتاريخ 26 مايو 2019 على رأس وفد للحركة الشعبية من أجل دعم الثورة، وللعمل على تحقيق السلام، وللوقوف مع الشباب الشجعان وقوى الحرية والتغيير من أجل إنجاز هدف تسليم السلطة لحكومة مدنية. ولكن وبدلا من تلبية رغبات وتطلعات الشعب السوداني المنتفض التي عبر عنها شعار الثورة: "حرية – سلام – وعدالة"، قام المجلس العسكري بارتكاب مجزرة دموية فقد فيها شباب في ريعان شبابهم أرواحهم الطاهرة، وأطلق حملة عنف وقمع مستمرة في مواجهة شعبنا. بعد وقت وجيز من ارتكاب مجزرة القيادة، تم اعتقالي ومعاملتي بطريقة مهينة وسيئة بواسطة قوات الدعم السريع، وتم حبسي حبسا انفراديا داخل أحد الزنازين المبردة (ثلاجة) التابعة لجهاز الأمن وذلك خلال الأيام الأولى في المعتقل، وتم اعتقال الرفيقين اسماعيل جلاب ومبارك أردول بعد يومين من اعتقالي. وفي يوم 10 يونيو 2019، تم الافراج عنا وأبعادنا قسريا من السودان ضد إرادتنا وترحيلنا بواسطة طائرة عسكرية إلى جنوب السودان. منذ وصولنا إلى جوبا، حكى لنا رفاقنا في الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال عن الدعم والمؤازة الكبيرين من قبل السودانيين داخل وخارج السودان ووقوفهم إلى جانبنا، وشمل ذلك الدعم الذي أبدته وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي والأصدقاء وكذلك حلفائنا في قوى الحرية والتغيير وفي الجبهة الثورة وفي نداء السودان. تلقينا أيضا دعما ومؤازة من قبل عدة حكومات وأفراد من مختلف أنحاء العالم. وأود هنا أن أعبر بشكل خاص عن جزيل شكري للرئيس سلفاكير رئيس جمهورية جنوب السودان، وللسيد أبي أحمد رئيس وزراء اثيوبيا، وللحكومة المصرية الذين تدخلوا وضغطوا على المجلس العسكري مطالبين بإطلاق سراحي. أنا مدين أيضا بالشكر والامتنان للإتحاد الأوروبي، ولحكومات: الولاياتالمتحدة؛ والمملكة المتحدة؛ وفرنسا؛ وألمانيا؛ وللكونقرس الأمريكي؛ وللبرلمان البريطاني على الجهود التي بذلوها دعما لنا. وقد تأثرت تأثرا عميقا، على المستوى الشخصي، بالعديد من الرسائل الحميمة التي تلقيتها من عدد كبير من الأصدقاء، وأقول لهم أنني عاجز عن ايجاد الكلمات المناسبة للتعبير عن امتناني وعرفاني لكم عن تعاطفكم الإنساني ووقفتكم التي عبرتم عنها. يجب علينا الوقوف صفا واحدا والعمل معا من أجل إطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين، ووقف العنف الذي يستهدف المدنيين العزل من أبناء وبنات شعبنا، ولتحقيق السلام العادل والتحول الديمقراطي، وبناء دولة مدنية ديمقراطية قائمة على المواطنة بلا تمييز، والعدالة الاجتماعية والمساءلة. وأعدكم بأن أضاعف من جهدي وأياكم من أجل تحقيق هذه الأهداف. يواجه السودانيون في المدن والأرياف أخطارا متصاعدة تهدد أمنهم، في ظل الظروف الراهنة، لقد تم نشر قوات الدعم السريع في عدة مناطق سكنية في الخرطوم، وهي المدينة التي يقطنها حاليا حوالي 8 ملايين نسمة جاءوا اليها من كل أنحاء السودان. ويجب لذلك أن يتم سحب قوات الدعم السريع والقوات الأمنية الأخرى، على وجه السرعة، خارج الأحياء السكنية التي يقطنها المدنيون في العاصمة وكل أرجاء السودان. هناك أيضا خطر الإنهيار المحتمل لقطاع الأمن في السودان آخذين في الاعتبار الدور الذي تلعبه حاليا مليشيات الدعم السريع، والتي تقوم الآن بالتجنيد لقواتها من مالي والنيجر وتشاد وأيضا من داخل السودان. وإذا لم يتم التصدي لهذا الخطر وتلافيه، فإن قوات الدعم السريع يمكن أن تشكل تهديدا للأمن في كل الإقليم، بل ويمكن أن تتسبب في إنهيار الدولة السودانية، مما يترتب عليه موجات من الهجرة الجماعية لملايين السودانيين إلى أوروبا، وكذلك تصاعد خطر انتشار الإرهاب في الإقليم. 25 يونيو 2019