في خطابه الذي نظمه له احزاب الحوار في ضاحية أمبدة بالامس ظهر الفريق اول عبدالفتاح برهان رئيس المجلس العسكري الانتقالي وهو بصحبة اشخاص ينتمون لنفس الأحزاب التي رافقت البشير حتى دخل السجن وتركته وعادت تتعلق في المجلس العسكري بثياب الثورة، هذه الاحزاب لاتعرف ولا تنتمي لأي ثورة بل كانت هي احزاب الحوار ومن ثار الشعب ضدها، وقد اظهرت شاشات الفيديو المتحدث الذي اقتلع الفريق برهان منه الميكروفون بشكل غير لائق هو شخص معروف ينتمي لحزب العدالة وهو الحزب الذي نظم رئيسه (شخص معروف ايضا ) لقاء البشير في كادقلي (لوتذكرون) ابان الفترة الاولى من الاحتجاجات وجولته في حشود الولايات، وهو الحزب نفسه الذي ينتمي اليه بشارة جمعة ارور اخر وزير داخلية في عهد البشير. المجلس العسكري يقول انه مع الثورة ولكن كل افعاله وحركاته مع قوى الثورة المضادة، التي تعمل ليل نهار ضد قوى الحرية والتغيير، فلا يمكن ان تزيح البشير وتقعد في مكانه، وتمارس نفس سياساته وتستغل حتى بطانته البائسة. الذي جعلني انتبه في خطاب البرهان انه استلف جزء من خطب المهمشين الثوار ولكن في النسخة الرجعية التي تحلل الثورة على أسس زائفة اثنية وجهوية وغيرها من الانتماءات البسيطة، يعتقدون ان مجرد الانتماء الاثني يمكن ان يصنع ثوار او يصنفك كتابع لنظام قاهر، فتحدث عن (الجلابا- حاااااف كدة ) في محاولة يائسة لاستدرار عطف والمشاعر الاثنية لدى من يخاطبهم. الخطب هذه لا تشبه من يريد ان ينتمي الي ثورة تغيير حقيقية بل تطابق من يريد ان يمتلك نفس ادوات النظام السابق ويستبدل الفاعلين والمقهورين، هذه الثورة ضد الاضطهاد بشتى انواعه طبقيا او قوميا ومن نظام انتمى من ينتمي اليه، فالطلقة التي يطلقها كباشي لا تختلف من التي يطلقها ياسر العطا ولا تتزين او تتعطر من التي يطلقها حميدتي، فكلها تصب في نفس الغرض وتخدم مصالح نخبة سيطرت على القرار السياسي والاقتصادي في البلاد وتسعى الي التمكين باي شكل، والنخب مصالحها تتعارض حتما مع كل الجماهير. والمجلس العسكري بحاله وسياساته هذا اكبر اختبار لمن فقعوا آذاننا تنظيرا بان المركز اثني والهامش اثني ولم يعرفوا انها مجرد سياسات ومصالح يمكن ان يختلف الفاعلين وتظل المصالح والسياسات قائمة لنخبة اخري جديدة امثال الكباشي وحميدتي. مانريده في ثورتنا الغاء كافة اشكال الاستغلال والاضطهاد، فمن تم اضطهادهم طبقيا وتهميشهم في سوق العمل والاستفادة من الخدمات هم وقود ثورتنا، ومن تم اضطهادهم ايضا قوميا اثنيا او دينيا وابعدوا من التمتع بحقوق المواطنة المتساوية هم ايضا وقود ثورتنا، وكل المتضررين من نظام النخبة المسيطرة على القرار السياسي ومستنفعة بالمكاسب الاقتصادية هم ايضا شركاء في ثورتنا، لسنا ضد غرابة او جلابة او نوبة او بجة او فونج او اي احد بسبب انتمائه الاثني او الجهوي او الديني وانما نحن ضد السياسات المختلة التي تمثل مصالح النخب، وكلنا نعمل من اجل خلق نظام جديد يساووينا جميعا ويعبر عننا. مدنيااااااو .... مبارك أردول 30 يونيو 2019م من المنفى