بداية التهنئة لرئيس الوزراء القادم، الدكتور عبدالله حمدوك، كونه حاز ثقة الشعب وقواه الفاعلة ممثلة في قوى الحرية والتغيير، وتجمع المهنيين السودانيين، الذي تخطى في لحظة تاريخية فارقة، كل عثرات الماضي، بعد أن أستجمع طاقات الشعب، وأستوعب تطلعاته، ولخصها في إعلان الحرية والتغيير وبنوده التسعة، التي إلتف حولها الشعب السوداني، ولبى نداء الثورة، التي أفلحت في إزاحة الطاغية عمر البشير . وبعيداً عن المهاترات التي تحاول خائبة حرف مسار الثورة، على رئيس الوزراء وطاقم حكومته، أن يعدوا عدتهم لمحاربة أربعة أعداء: الفساد والفقر والجهل والفوضى . . ! الظفر في المعركة ضد هذا الرباعي اللعين، ستحدد صدق حكومة الثورة وإستحابتها لارادة شعبنا وأرواح شهدائنا الأبرار الذين ضحوا من أجل سودان جديد، خالي من الفساد والفقر والجهل والفوضى. وهذا يعني أن تسرف الحكومة في الأفعال وتتقشف في الكلام، عبر سن قانون من أين هذا . . ؟ الذي حتماً سيتكفل بتقليم أظافر رموز الفساد، ويسكت الكلاب النابحة، تحت رايات الجهل والتخلف، ومن جهة أخرى يعمق الثقة بين الشعب والحكومة، ويساعد في محاربة الفقر الذي تمددت رقعته وإستفحلت وطأته على الشعب ثلاثون عاماً . . ويعين الأسر الفقيرة على إرسال أبنائها إلى المدارس، لتلقي العلم كون الأطفال هم عماد المستقبل. الإستثمار في حقول العلم والمعرفة، يعد من أنجح المشاريع التي ستعود بالفائدة على الوطن والشعب، ويفتح أبواب الحياة والمستقبل أمام الأطفال وأسرهم لاحقاً، ويضع بلادنا في الإتجاه الصحيح، بعد أن إستطاعت الثورة بتضحيات شعبنا، والثوار الذين تحلوا بقيم التضحية ونكران الذات، وها هم يضعون الحصان أمام العربة، لتنطلق بلادنا في مسيرة البناء والتعمير . الوصول إلى هذا اليوم، الذي تنتظره بلادنا بفارق الصبر، لتوقد شموع الفرح، وتطلق حمامات السلام، وتشمر فيه سواعد العمل يوم غد، لم يك طريقاً سهلاً بل كان طريقاً شائكاً وطافحاً بالدماء، لذلك على حكومة الثورة، ألا تفكر بعقل يتخلف عن أفق الثورة الذي يفرض تخطي كل عقبات الماضي، وصياغة رؤية جديدة تستجيب لتحديات المرحلة عبر مواجهة جدية لهذا الرباعي الذي لخصته في : الفساد والفقر والجهل والفوضى. . ! لاسيما الفوضى التي أضرت بالحياة العامة وأشاعت التسيب في مؤسسات الدولة. أعلم تماماً أن مشاكل بلادنا ليست فقط، التي أشرت إليها في هذا المقال، بل كثيرة ومعقدة، لكن ما ذكرته في تقديري، هو الأهم، والتغلب على هذه المشاكل، سيسهل مهمة مواجهة التحديات الأخرى، وأمامنا تجارب النجاح في كلا من روندا التي خرجت من إنقاض الموت والخراب وبنت دولة رائعة. وكذلك الجارة الشقيقة، دولة أثيوبيا التي قهرت الطغيان وكسرت قيود الهيمنة، وبنت أيضاً تجربة فيدرالية ديمقراطية واعدة، هذه التجارب وغيرها، تخبرنا إن النعيم ليس في السماء وحدها، بل في الأرض، وبإستطاعتنا مواجهة التحديات وتخطي العقبات، وتحقيق الأمن والاستقرار والتنمية، وإحراز النجاح والتقدم بفضل العقل المستنير الذي ظل مقهوراً ومحارباً من كل تيارات الجهل والتخلف منذ الإستقلال، لاسيما في ظل نظام الإنقاذ الذي مارس القهر ورعى قطعان الفساد، ونشر الفقر والجهل، وكرس الفوضى والخراب. لذلك، لابد من بداية قوية، تتوازى مع أفق الثورة، وتستجيب لتطلعات شعبنا، الذي عانى طويلاً . عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.