بالرغم من أن الحكومات دائماً هي ما يفترض أن تُبدي حسن النوايا، لكن ولظروف وتعقيدات الوضع السوداني، ولكون الشعب السوداني سبق دائماً حكومته وحتى قادة ثورته، فلا مانع من أن يكون هذا الشعب سباق أيضاً في إبداء حسن النوايا تجاه حكومته قيد التأسيس. . بما أن ظروف أهلنا بالداخل بلغت حداً بعيداً من التعقيد، ولم يعدوا يهنأون بالحد الأدنى من الخدمات التي توفرها حكومة أي بلد مهما كان فقيراً، أقترح أن يستعجل رئيس الوزراء دكتور حمدوك فتح حساب للكرامة ببنك السودان لتلقي مساهمات المغتربين. . لو ساهم كل واحد بمائة دولار فقط سيتوفر المال اللازم لحل المشكلات الآنية، بل سيفيض عن ذلك ليتم توظيف المتبقي في تنفيذ الخطط متوسطة وبعيدة المدى. . ولا أظن أن مغتربي وأبناء الوطن بالداخل سيضعون شرطاً تجاه مساهمتهم هذه سوى البدء بطريقة صحيحة في تشكيل الحكومة وفق ما أُتفق عليه من مبادئ وأسس، وحسب ما ألتف حوله الشارع طوال الأشهر الماضية، وهو معلوم للجميع في القيادة والقاعدة، بالإضافة لضمانات محاسبة المتورطين في الجرائم ونهب ثروات البلد خلال الثلاثة عقود الماضية. . حساب، أو دولار وجنيه الكرامة هذا أو سمه ما شئت سيمكننا من ضرب جملة عصافير بحجر واحد. . أول هذه العصافير المضروبة وأهمها أن المبادرة سشعر الدكتور حمدوك بأنه لا يقف وحيداً في مواجهة هذه الرياح العاتية. . وفي ذلك دفعة معنوية كبيرة لرئيس وزراء محاصر بالمشاكل والصعوبات. . سوف يطمئنه ذلك ويمنحه فسحة للتفكير الخلاق، كما ستخف عليه الضغوط الداخلية والخارجية عندما يرى العالم ويدرك مدى رغبة وعزم السودانيين على حفظ كرامتهم وعزتهم والعيش بسلام في هذا الكون الفسيح. . كما ستتيح المبادرة لشعب السودان فرصة المشاركة الفاعلة في تحديد مصير بلده في مقبل السنوات، لتتحقق بذلك مقولة دكتور حمدوك في مؤتمره الصحفي الأول " مع بعض يمكننا أن نفعل كذا وكذا". . حينها سيتأكد الشعب من أن الرجل قد قصد حرفياً ما قاله، وسيطمئن هو إلى وقفة الشعب بجانبه وهي الأهم دائماً لأي رئيس حكومة عاقل يريد أن يتصدى للمشاكل دون تنازلات تضر بالمصالح الاستراتيجية لبلده. . ولأن الوقت للعمل أتمنى أن يتم تنفيذ الفكرة خلال أربع وعشرين ساعة. . فقط المطلوب هو إعمال مبدأ الشفافية وفقاً لما يفهمه أهل الاختصاص من إجراءات وبعدها أثق في تدفق الأموال خلال أيام معدودة. . ويمكن لأهلنا بالداخل المساهمة رغم ظروفهم الصعبة بمبلغ رمزي عبر حساب شبيه. . عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.