منذ بداية ثورة ديسمبر المجيدة ظل سودانيى أوربا حضوراً طاغياً وداعماً للحراك الثورى ضد جماعة الإسلام السياسى فى كل الدول الأوربية بشكل منفرد حتى تكلل نضالهم بتوحد جماعى عبر مبادرة سودانيي أوربا برئاسة مقرها فى الدنمارك ووجود مكاتب لها فى غالبية دول أوربا. منذ تأسيسها ظلت المبادرة فى خط موازى مع بنات وأبناء شعبنا فى الداخل وإستطاعت دعم ثوار الداخل مادياً وعينياً وكانت الصوت الداوى داخل أوربا بتنظيم فعاليات شكلت ضغطاً ملموساً ضد النظام البائد بفعاليتين ضخام فى بلجيكا أمام مقر الإتحاد الأوربى مخاطبة البرلمان الأوربى وفعالية حاكت مليونيات الثورة بالداخل فى مدينة باريسبفرنسا. وهذه الأيام يتداعى السودانيون فى أوروبا لتسيير مسيرة مشياً فى بعض مراحلها على الأقدام بداية من اليوم السادس من شهر سبتمبر من مدينة الضباب لندن عابرةً فرنسا وبعدها بلجيكا لتنتهى فى الحادي عشر من شهر سبتمبر عند أعتاب المحكمة الجنائية الدولية بلاهاى الهولندية لتسليم ملف إنتهاكات حكم الانقاذيين منذ الثلاثين من يونيو 1989 وحتى أيام مذبحة الاعتصام أمام مقر القوات المسلحة بالخرطوم فى الثالث من يونيو وكذلك التعدي البشع على طلاب المدارس في مدينة الأبيض قبيل بضعة أسابيع. لقد تحقق جزء كبير من أهداف ثورتنا المجيدة ببداية خطوات الحكم المدنى انتقالا منه فيما بعد إلى الحكم الديمقراطى الكامل الذي يستطيع عبره شعب بلادنا الأبي مراقبة كل مفاصل الدولة وممثليه فيها. ولكننا نلحظ خلال هذه الأيام التى تلت التوقيع على الحكم المدنى بوثائقه وتعيين د. حمدوك رئيسا للوزارة، تراجعا حول ترتيبات السلطة القضائية. فى ظل وضع يشوبه هذا الغموض المخيف تتضاعف الأسباب لدينا من أجل الدعم الفاعل لشعار العدالة المكمل لثالوث شعار ثورة الشرفاء "حرية .. سلام .. عدالة" عبر مسيرتنا لفتاً لأنظار العالم الحر لتحقيق العدالة ودافعنا لإكمال هذه المسيرة هو: 1/بقاء من انتهكوا وحرقوا واغتصبوا أهل السودان فى دارفور وجبال النوبة والمناصير وكجبار وفى معسكر التجنيد فى العيلفون ومن أسقطوا العشرات من الشهداء خلال ثورة ديسمبر المجيدة حتى اللحظةأحرارا وبلا ضمانات ملموسة تحقق محاكمة عادلة ومنصفة لضحايا عذابات النظام الكيزانى البغيض. 2/عدم إفلات أى مجرم من العدالة والتذكير بأن دماء كثيرون من الأبرياء من الأطفال والنساء وكبار السن وخيرة الشباب السودانى لن تضيع هدرا. وحتى لا يجرؤ من يكابر وهو غير أهل لقيادة شعب عرف قدر نفسه، أن لا تقاعس بعد اليوم فى المطالبة بالحقوق كاملة. 3/ لكى يعلم الجميع بأننا سنكون على الدوام عين ساهرة، أفراداً وجماعات، على ما اكتسبناه حتى اليوم بدماء الشهداء الطاهرة. إن مسيرة العدالة التى تجهز لهامبادرة سودانيي اوروبا، ليست إلا فاتحةٌ شجاعة ونيرة تمنهج لمسيرة عدالة طويلة حتى تتحقق شعارات ثورتنا المجيدة كاملة غير منقوصة. وهى تجربة آثر فيها شباب سوداني من وقتهم ومالهم وساعات عملهم من أجل انجاحها وحشد ما استطاعوا من إمكانيات وأناس وأصوات من أجل قضية هى رأس الرمح الذى سيثبت للشعب السودانى مفهوم الدولة المدنية ويعزز للديمقراطية المنتظرة قريبا. ها نحن قد انطلقنا منذ بضعة أيام من الخرطوم وعطبرة والأبيض ومدن سودانية عديدة فى مسيرة الحرية والسلام والعدالة وما مسيرتنا من لندن إلى لاهاى إلا فقرة نحو مناداتنا بالعدالة و التى دونها لن يكتمل بنيان دولة الحلم الذى حتما سيتحقق.