علينا أن نتعلم الدرس، ونتحسب لكل خطوة نخطوها، لأن سقوط الطاغية، لا يعني سقوط المؤامرات، أو خروجنا من دائرة الخطر والمكائد والفخاخ التي ينصبها أعداء الديمقراطية هنا وهناك . . ! منذ أن إستقل السودان، إنطوت ستة عقود مظلمة، كشفت، أن هناك ثمة إصرار من قوى التخلف والظلام، أن تحبس بلادنا في دائرة الظلام والخطر ، وتبقيها تائهة في مهب الريح عرضة للأقدار العاصفة . . ! المرحلة الجديدة بعد إنحاز الثورة ، تتطلب شيئين أساسيين هما "العمال ورأسمال" أي كل المهن وليس العمال فحسب، ورأس مال وطني، يحرك عجلة الإنتاج، والعاملان متوافران في البلاد، فقط نحتاج لدراسة جدوى فاعلة توفرها الأدمغة المتخصصة في علم الإدارة والإقتصاد، تأخذ في إعتبارها الأراضي الواسعة، والسواعد الفتية والعقول النيرة والضمائر الحية ، والمياه الوافرة، مصحوبة بصحوة إعلامية، في عهدنا الجديد، تستنفر كل أبناء وبنات الشعب السوداني في الداخل والخارج. حملة تقول: لهم قد آن الآوان أن تضعوا حداً لعهد المهانة والذل الذي ألحقه بكم الطاغية ونظامه المتوحش، الذي عبأ جيوبه وجيوب أهله وأقربائه وحاشيته الفاسدة، من أموال الشعب، وإنتهى به المطاف مستجدياً . . ! آن الآوان أن تنتصروا لكرامتكم وعزتكم، بإطلاق حملة تبرعات شاملة، لتوفير مبلغ الثمانية مليار دولار التي أعلن عنها السيد رئيس الورزاء د . عبدالله حمدوك لإنطلاقة عجلة إقتصادنا الوطني وتعافيه. ما لم نتحرر من التبعية الإقتصادية، تبقى بلادنا مقيدة والديمقراطية حبر على ورق، تموحها أقل خزات مطر مالحة، وستسقط مثل أوراق الشجر في موسم الخريف، وسنسير فوق الجثث كما سرنا عليها ستون عاماً وأكثر . . ! المرحلة تتطلب مزيد من الوعي والتكاتف والتعاون، ولنا عبرة في روح التضامن والتكافل الذي تجلت في إعتصام القيادة العامة لقوات الشعب المسلحة، الناس كان وقتها بتقول: لبعض بروح الأسرة الواحدة، لو عندك جيب ، ولو ما عندك شيل، ولو سقط زول كل الناس بتجري ليهو بتشيلوا، كما حصل ليلة فض الإعتصام. علينا أن نستقي الدورس والعبر من هكذا محطات مشرقة، ونعمق روح التضامن لوضع حد لمتاعب السودان، وعذابات شعبه. بلا مجاملة أو إطراء، نحن إنجزنا أعظم ثورة في التاريخ الحديث، وعلينا أن نعضض هذا الإنجاز بحملة تبرعات وطنية شاملة تشارك فيها كل قطاعات الشعب فقرائه وأغنيائه، من أجل صون عزتنا وكرامتنا وحماية ثورتنا من الإملات الخارجية والفكاك من المأزق التاريخي، إيذاناً بإنطلاقة المارد السوداني، كما إنطلقت أندونيسيا ورواندا وإثيوبيا. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.