الحرب الأهلية فشل وفساد سياسي وأخطر بؤرة للفساد المالي والادارى وكم في السودان من أغنياء الحرب؟ وقال عمر البشير ان الحرب ليست وسيلة صالحة وصولا الي أى مكاسب سياسية، وهذا ما أدركه عمر بن الخطاب عندما أوقف الفتوحات في آسيا الوسطي وشمال أفريقيا وبلاد النوبة بعد القادسية واليرموك فليس للحرب مردودا سوى الكراهية والمرارات والأحقاد والاعراض والنفور، لكن الحرب كانت كذلك عندما دق أشياخ عمر البشير طبول الحرب فلم يكن للحرب ما يبررها بعد اتفاقية الميرغني قرنق واتفاقية كوكادام. في تحقيق نشرته جريدة التيار اتضح أن مجموعة من الضباط المنتفعين من الحرب أغرت نميرى بالتنصل من اتفاقية أديس أبابا بعد عشر سنوات من السلام في الجنوب، وجاء في مذكرات جوزيف لاقو ان القذافي اشترط تعريب وأسلمة الجنوب كشرط في المساهمة في اعادة تعمير الجنوب أما الكيزان فقد كانوا يريدون الجنوب أرضا بلا شعب، وتجددت الحرب بالتنصل من اتفاقية السلام وأصبحت الأولوية المطلقة لتمويل الحرب وفشل النظام المايوى في سداد مرتبات ومخصصات الدبلوماسيين والمبعوثين في الخارج. وجاءت حكومة الكيزان وأصبح 80% من الموارد المالية مخصصا للحرب وتمكين النظام أمنيا وسياسية في الداخل والخارج علي حساب الخدمات الضرورية، وأذكر أنني في مستشفي الشعب كنت مرافقا لمريضة تحتاج لعملية عاجلة للتخلص من ورم في المخ وكان ترتيبها في قائمة الانتظار المعلقة بلوحة الاعلانات رقم 76 وكانت غرفة العمليات الوحيدة بالمستشفي أشبه بسلخانة عشوائية، وفي نفس اليوم نشرت الصحف خبرا مفاده افتتاح مستشفي للأمراض السرطانية في جيبوتي تكاليفه عشرين مليون دولار تبرعت بها حكومة السودان، وخبرا مفاده أن حكومة السودان تبرعت بمبلغ عشرة مليون دولار لحكومةحماس، وخبرا مفادة أن خمسة أطفال ماتوا في ستشفي ريفي بولاية الجزيرة بسبب عدم وجود المصل المضاد لسم العقارب ومات 350 طفلا بالمناصير لنفس الأسباب. هذه صور من الفساد السياسي في السودان، وقال أبوالعلاء المعرى ان حزنا في ساعة الموت أضعاف سعادة في ساعة الميلاد، وذلك لأن الميلاد اضافة والموت خصم في قوانين الطبيعة ونواميسها الأزلية التي أودعها الله في خلقه، وأصبح العلاج بالخارج خصما علي سياسات التمكين وكنت أتابع مشروع توطين العلاج بالداخل والنزاع حوله بين الوزارة الاتحادية والولائية والتقيت بكثير من المرضي من أهالي الولايات لكن الحالة المرضية بدون الرقم الوطني ليست جوازا انسانيا واخلاقيا للعلاج بالداخل، ولم أكن أتوقع أن أكون من نزلاء مستشفي الشعب الجديد للعلاج بالداخل، وبعد اسبوعين من النفاخ وعدم القدرة علي الحركة الذاتية وآلام لا تطاق حملني أولادى بسواعدهم الفتية الي عيادة الدكتور أبو زلازل الذى أمربنقلي فورا الي مستشفي الشعب لتركيب بطارية تنظم دقات القلب، وكان ذلك في الحادية عشرة ليلا وكنت في الشئون الادارية محمولا علي الأكتاف في انتظار الطبيب لعدم وجود كراسي متحركة وأسرة لاستقبال المرضي، ولا أعرف متي جاء الطبيب الذى أحالني الي العناية المركزة ومتي تم تركيب البطارية، وفي قسم العناية الوسيطة عادت بي الذكريات الي المظاهرات والاعتصامات والخيم الطبية لأن معظم الكوادر الطبية والوسيطة من كندكاتنا بنات ملوك النيل ولولاهن لانهارت الخدمات الطبية في السودان، وكانت دقات القلب والأنفاس والوظائف الحيوية لكل مريض تسجل خمسةمرات في اليوم، والخدمات الطبية آلات أليكترونية ومعدات وميزانية ومصروفات جارية وهياكل طبية وادارية واتضح ان كل الكوادر الطبية والوسيطة من خريجي الخدمة الوطنية لعدم وجود ميزانية كأى مسؤسة حكومية، والميزانية وعاء المال العام يحكمها قانون الاجراءات المالية وقانون المراجع العام مما يعني الفوضي المالية والادارية، ولا أعرف حتي الآن جنسية قلبي الصناعي من تيوان أو هونق كونق أو الصين فقد طلبت نسخة من كتيب البطارية لكنهم قالوا لي ان ذلك لا يعنيني والمطلوب مني الالتزام بتعليمات الطبيب، ولاحظت أن أرضيات وممرات الأمانة العامة في حاجة للصيانة العاجلة وأهآلي المرضى تفترشون الأرض تحت الأشجار، ويعترض الأطباء علي المرافقين لكن ذلك يتطلب تعيين ممرض مللازم لكل مريض ولا علم لي بفواتير الأدوية خارج التأمين الصحي فقد كنت في ولاية أولادى جزاهم الله خيرا. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.