أوردت صحيفة الراكوبة الإلكترونية الصادرة فى 14 أكتوبر 2019 تصريحاً غريباَ وصادماَ للدكتور جبريل إبراهيم محمد رئيس حركة العدل والمساواة وأمين عام الجبهة الثورية حول مفاوضات السلام التى أفتتحت فى جوبا صبيحة اليوم نفسه. ورد فى التصريح أن لحركته تحفظات تتعلق بشأن الوسيط والمنبر حيث لم يتم الإتفاق حولهما مسبقاَ وأن دولة جنوب السودان أنتهز هذه الثغرة فقامت بتوجيه الدعوات وبالتالى فأنه ذاهب لجوبا لتسجيل حضور رمزى وشرفى فقط وسوف لا ينخرط فى المفاوضات ما لم تتم تسوية هذين الأمرين ثم أضاف قائلا بأن الوسيط الذى يستضيف المفاوضات يجب أن يكون له الإستعداد فى دفع فاتورة الإعمار والمساهمة فيه بشكل فعال كما يتطلب الأمر صدور تفويض دولى وأقليمى جديد وعمل عدة ترتيبات أخرى قبل البدء فى المفاوضات. تصريح مثل هذا لا يصدر إلا من كوز بن كوز وآيه ذلك أن هذا التصريح يستبطن أربع خصال جبل عليها الكيزان وهى: أولاً: الإرتزاق والسمسرة من اى نشاط أو عمل وقبض العمولة مسبقاَ (ضرورة دفع فاتورة الإعمار) ثانياَ: الخسة والنزالة وعدم الوفاء للحلفاء والأصدقاء (دولة جنوب السودان) خاصة إن كانوا فقراء. ثالثاَ: عدم التردد فى رهن القرار الوطنى لجهات أجنبية والتخابر مع إجهزة إستخبارات خارجية طالما هم على إستعداد للدفع (ضرورة صدور تفويض أقليمى ودولى + إستعداد السعودية والأمارات للإستضافة) رابعاَ: التهرب من تحمل المسئولية وعدم الإحساس بمعاناة المواطنيين والتسويف (ضرورة الإعداد لعدد من الترتيبات الأخرى قبل الشروع فى المفاوضات). لا يخفى على أى مواطن كريم متابع لتكتيكات هذه الحركة الأصولية وهذا الكوز الشؤم الذى تربى على يدى الشيخ حسن الترابى أن خلفيات هذا التصريح تكمن فى: أولاً: لم يجد حتى الآن الضوء الأخضر من الجناح السياسى للحركة الإسلامية فى المضى قدما فى عملية التسوية السلمية التى تقود حتما لحل وتصفية جناحهم العسكرى وبالتالى عليهم المناورة لأطول فترة ممكنة ثانياَ: عدم تمكن حركة العدل والمساواة من حلحلة وتسوية عدة قضايا محلية واسرية غاية فى التعقيد تتعلق بإغتيالات وتصفيات وإعدامات خارج القانون طالت عدة قبائل فى دارفور والتى تتطالب الآن بالقصاص والثأر من قادة الحركة ومن ثم من غير الممكن عملياَ لجبريل إبراهيم العودة للسودان وممارسة حياته اليومية دون تسوية هذه الإشكالات وهو أمر قد يستغرق بعض الوقت وبالتالى هو شخصيا غير مستعجل لإتفاق سلام فى الوقت الحالى وقد أشار لذلك أحد أعضاء مجلس السيادة من العسكريين ممن يعرفون خبايا وتعقيدات قضية دارفور. ثالثاَ: إستناداَ على الفقرة الثانية أعلاه فهو أى جبريل إبراهيم فى حاجة ماسة لأمرين: المال والسلطة حتى يحمى ويحصن نفسه فى حال العودة، وبما أن عروض السلطة غير مغرية أو كافية – خاصة وأن قوى الحرية والتغيير تعى تماما إرتباطاته الكيزانية – فأن المال هو الأقرب لفؤاده وطبيعته عله يتمكن من تسوية بعض الديات على الأقل. رابعاَ: الحركة وعدت جماهيرها بوعود سخية وربما خيالية مستغلة بساطة المواطنيين وجهلهم لذا فقد قدمت هذه الجماهير تضحيات جسيمة طوال الفترة الماضية، ورغم أن الكثير منهم قد إنفض عن الحركة بعد أن أدرك الخدعة وإيقن من أفول الحركة وتلاشيها بسبب سوء إدارة القيادة وعدم كفائتها ومتاجرتها بدمائهم فما زال هؤلاء ينتظرون يوم المكاشفة والحساب الذى يخشاه جبريل وهو يخدعهم كل يوم وليلة بأن أبناءهم أسرى وإحياء بسجون الحكومة رغم علم الجميع بأن الفريق حميدتى أبادهم فى أربع عشرة دقيقة بمعركة قوز دنقو الشهيرة واليوم يجلس هذا الشؤم مع حميدتى ويقبل يداه بينما أخاه عبدالعزيز عشر يتلقى عربة بوكس دبل كابين من حميدتى. سبحان الذى أحى العظام وهو رميم. نقول لحكومة حمدوك أن المنهج الذى تتبعونه لا يأتى بسلام مستدام ولكنكم ستشجعون على إستنساخ حركات جديدة والتى ستنشأ لحماية نفسها وعشائرها من السلطة التى قد تمنحوها للحركات التى تتفاوضون معها لأن القضية ببساطة أن هذه الحركات لا تمثل حتى عشر أهل دارفور بل وحتى لا تمثل قبائلها بل هى للأسف مكاسب ورشى لحركات عشائرية وأسرية لديها حسابات مع بعضها. قلنا مرارا أن الحوار يجب أن يكون فى السودان ومع جميع أهل دارفور وأن يكون سودانيا سودانيا من دون تدخل أجنبى ويتناول فقط القضايا التى تخص دارفور أما ما درج المدعو عبدالواحد بتسميته بجذور الأزمة فمكانه المؤتمر الدستورى الجامع يا أهل العوض. والله لو لم يتم تغيير منهجية وعقلية وموضوعات وأطراف الحوار سوف نستمر فى هذا المسلسل الذى بدأ عرضه فى أبشى الأولى عام 2003 وتوالت فصوله فى كل من أنجميينا وطرابلس وأبوجا وكمبالا وأديس أبابا وأروشا ونيروبى والدوحة والقاهرة والآن يستعدون لعرضه على شاشات أبوظبى والرياض وجدة وغدا فى جمهورية بلاروسيا البيضاء إذا كان لديهم دولارات وسوف تجدون المئات من الحركات يحملون شنط السمسونايت ويربطون الكرفتات الحمراء لمناقشة جذور الأزمة ومفهوم التهميش والسندكالية والأنطولوجيا واللاجئين وأسرى غزوة بدر. أحمد الصادق مسار عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.