عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. انه سليل اسرة المعلمين والتربويين منذ سوابق القرون .. فهوالشقيق الاصغر لآربعة ممن حملوا الامانة التربوية وقبل هذا وذاك فكلهم ابناء لشقيق معلم للاجيال صال وجال فى كلية غردون منذ عشرينات القرن العشرين وكان اول سودانى ينال شهادة بكالوريوس العلوم والرياضيات من الجامعة الامريكية فى بيروت ثم كان اول من جلس على كرسى رئاسة مجلس السيادة فى الاول من يناير 1956 (انه الاستاذ عبد الفتاح المغربى.) * معلم الاجيال .. فقيدنا العزيزالراحل الذى غادردنيانا الفانية نشأ وترعرع فى ذلك التيارالتعليمى الجارف يحمل بين امواجه العلوم والمعارف وبناء الانفس والعقول منذ بداية ثلاثينات القرن العشرين حينما تخرج اكبر اخوته فى قسم المعلمين بكلية غردون فى ديسمبر1930 بين اخوة شهد لهم طلابهم بالفضل وغزارة المعرفة.. اولهم الاستاذ محمد عبدالله محمد مصطفى المغربى.. يليه احمد فعبد الرحيم ورابع لم تسعفنى الذاكرة بتذكار اسمه..وكان خامسهم و خاتمة عقدهم الفريد ابن الدفعة ورفيق الدرب "يوسف" الذى صال وجال فى كل مؤسسات ومواقع وزارة المعارف والتربية والتعليم لاحقا.. معلما لمادة الامصار وطرائق عيش اهليها فى كل بقاع العالم الفسيح واداريا ذربا فى العديد من مدارس ومعاهد التعليم العام والعالى داخل السودان وخارجه.. اشهد الله انه كان هوالاجدرمنى بتولّى قيادة العمل التربوى فى البلاد عام 1985لولا انه كان حديث الانتقال الى جامعة امدرمان الاسلاميه وكيلا لها. عرفته زميلا تقدمنى للعمل فى وزارة المعارف بعام واحد (1957) بعد تخرجه فى جامعة القاهرة ألأم حيث حصل على اضعاف اضعاف التجارب والخبرات مغتربا للدراسة فى ارض الكنانه ..التقينا فى عام 1958 وقد جمع بيننا مقراقامة غير المتزوجين من معلمى مدارس ومعاهد التربية التى كانت تزخر بها ثُكنات الجيش البريطانى حال رحيل الجيش البريطانى فى اواخر عام 1955 ..عمل يوسف فى مدرسة الخرطوم التجاريه التى انتقل فى صفوف معلميها من امدرمان فى يوليو 1958وحظيت الخرطوم الثانويه بنفرممن كانوا يقيمون فى ذلك المكان من رفاقى فى الخرطوم القديمه.. توثقت عرى الصداقة والاِلفة بين ذلك الجمع من كرام المعلمين (رحم الله من سبقونا الى دار الخلود والقرار. عرفناه صديقا صدوقا يفيض حيوية ويتزين بالحكمة وفصل الخطاب..فى شجاعة راى وحسن نطق وحلاوة حديث.. وطهارة سر وسريرة .. سودانى ود بلد.. تجاربه واسعة المرتكزات بما ورثه ومما اكتسبه من البيئة المتفردة التى عاش فى ارجائها.. فسما قدره وعلا مكانه بين رفاق عمله وارتفع شانه بين طلاّبه ورؤسائه ومرؤوسيه فى لاحق من الازمان. اختطفته حنتوب عقدا من الزمان او يزيد..فهو من كان يليق بها وتليق به..رائدا لفِرقها الطلابية وتيوترا لآعرق داخلياتها "مك نمر" الى ان وقع عليه الاختيار مساعدا لسكرتيرامتحانات السودان حيث كان بلاؤه منقطع النظير تعجز الكلمات عن وصفه الى ان تفرّق العاملون فى ذلك الموقع فى بداية العهد المايوى ليحظى بخبراته التربويه والاداريه معهد مبروكه فى بخت الرضا .وسار بالعمل فيه كانما كان من المتمرسين فى العمل من قدامى العاملين فى المعهد العريق واوسعهم معرفة حنكة ودراية باعِداد المعلمين لممارسة العمل التربوى فى المدارس الاوليه..وعاد ثانية لقيادة العمل فى ادارة الامتحانات التى ظلت تزداد اعباء ومسؤوليات من تولوا قيادتها. فكان الفقيد العزيز الراحل القوى الامين.. يواصل ليله بنهاره ويشحذ همم من اختارهم لعونه من رفاقه وطلابه من شباب المعلمين المقتدرين على حمل الامانة وهى العبء الفادح الجسيم..وفى الملحقيات الثقافية فى بيروت وموسكوالتى اختير لتولى العمل فيها كان خيرموجه لمبتعثي الجامعات ومؤسسات التعليم العالى وكانت داره العامر تشد من ازره زوجته الفضلى..كريمة معلم الاجيال البروفسيرمكى شبيكه دارا للمبتعثين..والدبلومسيين والزائرين من السودانيين! وعاد الى السودان بعد قضاء فترة عمله بالخارج ليشغل منصب وكيل جامعة امدرمان الاسلاميه فكان خير معين لمديرها ومجلس ادارة الجامعية واساتذتها على اختلاف مشاربهم.. رحيل معلم الاجيال الهب المشاعر فجزعت النفوس وتزاحمت الكلمات وتوقفت الالسن ونضب معينها فاستعصمت الحروف..وفاضت الاعين انهارا. انه تاريخ حافل لآسرة عريقة فى العلوم والمعارف تدثرت بالوفاء للتربية والتعليم وفاضت بالتفانى ونكران الذات وبالشجاعة والاقدام ومواجهة التحديات. الاستاذ العزيز الراحل يوسف المغربى معلّم نادر وفريد. مهما حاولت ان اوفيه حقه ولو بالقليل مما هو مستحق له..اقف عاجزا.. علّم وهدى وارشد وادار من اعراف العملية التربويه الهيجاء فى كل زمان ومكان. اللهم اجزل له من المثوبة اعظمها واجلّها واجعل قبره روضة من رياض الجنّة واجعل لنا جميعا طلابا له ورفاق درب حناتبة فىمواقع التعليم المتعددة مع اسرته المكلومة وكل من سعدوا بالعمل معه (الاخ عبد العزيز محى الدين وكل من مد الله فى ايامهم من العاملين فى الحقل التربوى وكل اعضاء المنتدى التربوى.. حسن العزاء والرضا بقضاء الله وقدره فلن تدوم ارض اوتبقى سماء وانّا والله على رحيله لمحزونون.. ولا حول ولا قوّة الآ بالله العلى العظيم.