سيظل سد النهضة الإثيوبي من أكثر الموضوعات المثيرة للجدل في الاعوام القادمة ، فالذين كانوا يناصرون السد في معظمهم كانوا جزءا من النظام البائد و خطه السياسي من أعلي قمة هرمه الي أدني قاعدته. وقد ساند ذلك الموقف آلة إعلامية مسخرة في الأصل لإبراز الموقف السياسي الرسمي... لذا فقد كان المدافعون عن السد يستندون لسطة الدولة لا سلطة المعرفة لتبرير مساندة السودان إنشاء السد في ظل تغييب تام ومتعمد للرأي الآخر حتي لو كان أكاديمي. اليوم وبعد ثورة ديسمبر المجيدة فإن معظم من كانوا يعارضون السد تحولوا للموقف الرسمي ، بيد انهم لا يملكون اي قول حول مخاطر السد.. لأن الممسكين بملف السد مازالوا هم الذين كانوا يناصرونه بالأمس. لذلك يستوجب علي حكومة الثورة أن تطرح موضوع السد كقضية رأي عام وبشكل حر ومفتوح حتي يتسني لجموع المواطنين تشكيل موقف حر من السد بعد الإطلاع علي جميع وجهات النظر... بعيدا عن سلطة الدولة و بناء علي سلطة المعرفة. فحاصل الأمر أن النظر لموضوع السد من منظور علمي سيفتح خياشيم الرأي العام بعد أن استطال عهدها بالإغلاق لإدراك ما يدور حوله حالاً ومآلاً... ذلك أنه وكما قال الأستاذ نجيب محفوظ :( إن العلم يفرض أخلاقه في عصر تدهور الأخلاق. )