نستهين، تواضُعاً أحياناً، وغفلةً في كثيرٍ من الأحيان، بما لدينا من معلُومات أو مُلاحظات أو أفكار ومُقترحات... ونصِمها، دونما اختبار حقيقي... وقبلما ندفع بها إلى منابر الثورة ومنصاتها، نصِمها بعدم الأاهميَّة وضآلة الشأن، أو نتوقع، حسب تصوُرنا القاصِر، لأنها من البديهيات، نتوقَّع إنها لن تُضيف، وإن غيرنا كانَ أشطر، وإن هيئاتنا القائدة ومُؤسساتنا الثوريَّة أرفعُ شأناً وأكبرُ قدرةً من أن تهتم لهكذا رُؤى وبرامج، وإنها أقدر منّا على اكتشاف الصَّواب وباستطاعتها بسهولة فائقة وضع الخطط المُحكمة والجهنميَّة. وتفُوت علينا الفرصةُ تِلو الأُخرى، وتندثِر أفكارٌ نيرة، وتغيب عن الناس مُلاحظاتٌ كان من شأنها إلقاءُ الضوء على مناطقٍ قاتمة من برامِجِنا، وتضيعُ معلوماتٌ في غاية الأهمية وذات تأثير، لوْعرفناها في وقتها: (لما حدَسْ ما حدَسْ!). إنَّ مُساهمات الثوّار غير مُرهونة بكمالِها، ولا تحتاج المشاركةُ منَّا لاضافة الخوارِق والشئُوُن العظيمة. معلُومة من هنا، وإقتراح مِن هُناك، يُثري العقلَ الجمعي، ويُضيء الطريقَ الذي يجب السير إلى نهايتِهِ، في سبيل تنزيل كُلَّ أهداف الثُّورة إلى أرضِ الواقع. إن الإهتمام بالمشاركة مع الثُّوار والإشتراك في الثورة، يُمكن أن يكُون، بل يُحبذ أن يكُون بتقديمنا (لكل ما لدينا)، مهما كان شأن ما نملك ضئيل... لسنا في مسابقات او تباري، وإنما نحن في مُهمة جليلة، تهُون كلَّما كانت فُرَص المشاركة للثائرات والثُّوار أكبر. وإنه في مثلِ هذه الظُّروف، يكُون التفكير بصوتٍ جهُوريٍ مَسمُوع، وتعضيدُ مباديءِ القِيادة الجماعيَّة، نعمةً لا يسعنا إلا أن نُحافظ عليها، ونَجِلُّها، شاكِرين ومُقدِّرين! عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.