إنَّ المِضمَار، الذي انخرط فيه الاستاذ عادل سيداحمد، أي مجال التُّراث الشَّعبِي، وبصورةٍ خاصَّةٍ التُّراثْ الشَّفاهِي، كما تجلَّي فِي مجمُوعةِ (أبْ لِحَايَة- قصصٌ من التُّراثْ السُّوداني)؛ يُشكِّلُ بعداً آخراً لمنظُومةِ الأحاجي والحكايات لدى الشايقيَّة من حيثُ لغة الخطاب التي استخدمها الكاتب؛ حيثُ لجأ أ. عادل سيد أحمد لإستخدام النسق المُتداول في عاميَّة الوسط، والذي يُمازجُ بين العامية و الفُصحَي. وهْوَ اتجاهٌ إيجابيٌ و مُستحدث، يرمِي الي إيصال مضامين ودلالات التُّراثْ الشفاهِي الي الناشئة، والمتلقين عامَّةً، عبر نمطٍ من أنماط اللُّغة المألوفةِ لهم، وهُم إذ يألفونُها يعشقونها... وهذه عمليةٌ تندرجُ في إطارِ تجديدِ قَوالِبِ الحَكِي، ورفدهُ بآليَّات وأدوات المُعاصرةِ والحداثة، حتَّي يُواكب المفاهيمَ المُعاصرة لدى الصِّغار والشَّباب... وفي ظنَّي، أنَّ الاستخدام الذي تبناهُ الأُستاذ عادل سيد أحمد، يُمثِّلُ أحد أهم العوامل لاحياءِ التُّراثْ الشَّفاهِي، وستدامَة قِيَمِه وأهدافِهِ... يتبقَّي القولُ؛ إنَّ الشايقية، وبنظرِ الكَثيرِينْ، لا يمثلون قبيلةً بمعناها الإثني والعِرْقِي، بل بالأحرى هُمَّ يُشكَّلون وِعَاءاً ثقافيَّاً جامِعاً لعددٍ من التداخُلات والتقاطُعَات الثقافيَّة المُتواجدة بالمنطقة... وهذا الوعاءُ، له أبعادٌ تاريخيَّة تتصلُ بالثقافةِ النوبيَّة من نَاحِية؛ و الثَّقافةِ العربيَّة من جهةٍ أُخري... في هذا الصَّدد، وعلى سبيلِ المِثَال، فإنَّ التَّثاقُف الشَّايقِي- إن صحَّ التعبيرُ-ينعكِسُ بشكلٍ أكثرُ وُضُوحاً لدى البديريَّة والمَناصِير والرَّباطاب، إضافةً الي الهواوير ومكوناتٍ أخرى في الوسطِ النِّيلي. ويتجلَّي الانعكاسُ الثقافيُّ الشايقيُّ في الأحاجي، الأمثال، الأشعار ، الأغاني والمُوسِيقَي. و لابُد، ونحنُ بصدَدِ مَجمُوعة (أبْ لِحَايَة) أن نُحدِّد منطقةَ الشايقيَّة في إطارها الجُّغرافِي؛ حيثُ تمتدُ من الشَّلالِ الرَّابعِ، جنُوباً، وحتَّي مُنحَنى النيلِ عِندَ كُوْرتِي والدَّبة، شمَالاً... ومن النَّاحيةِ التاريخيَّة، فقد شكَّلت منطقةُ الشايقيَّة مَوْئِلاً للحضارةِ النُّوبيَّة في جبلِ البَركَل، معبد الإله آمُون، فضلاً عن مواقعِ نُورِي، الكُرُوْ والعديدِ من الأماكِن الأُخرَى. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.