قالوا... قالوا، وينجينا الله من: شر قالوا... قالوا كان في رجل متزوج من امرأةٍ جميلةٍ لعُوب... وكانا يعيشان معاً في منزلهما الكبير، ولكنه كان يشكُّ في كونها لعوبًا فاجرة، ولكنه لم يجد فُرصةً، ولو واحدة، للتأكد من خيانتها له، بل ولم يكن أمامه سبيل لذلك، أيضاً، لحصافتها ودقتها في إخفاءِ الأمُور. وأثناء إحدى جولاته المسائية، وفي مكانٍ ما من اركان البلدة، وجد ديكاً نادراً وعجيباً، وكان من صفات هذا الديك، واسمهُ (دِويْك عَرفات)، أنه يستجيب لأوامر صاحبه، فيقُولُ له: - (دِويْك عَرفات!)، انضبح... فينضبح... - (دِويْك عَرفات!) اتمعط ... فيتمعط... -(دِويْك عَرفات!)، انسلخ ... فينسلخ... - (دِويْك عَرفات!) اتغسِل... فيتتسِل... - (دِويْك عَرفات!) انطبخ... فينطبخ... - (دِويْك عَرفات!)، انكب تعال... فينكب الديك المطبوخ بشحمه ولحمه في الأواني. وما أن يأكلوه، حتى يجمعُوا عظامه الرميمْ، ويقول له زوجُها بلهجةٍ آمرة: - (دِويْك عَرفات!)... فيردُّ الديكُ: - إيي إيييي ! - (قُوُمْ!)... فينهضَ الديكُ حيّاً... وَتُعادُ الكرّةَ من جديد. وفي الصّباح وما أن خرج الزّوْجُ إلى عمله، حتى أتى عشيقُ الزوجة اللعُوب. وكانت الزوجة الخائنة تنتظرهُ وبفارغِ الصّبر لتريه (دِوِيكْ عَرَفَات)، وليأكُلانِ معاً من لحمه المُتجدد. فوصفت لهُ كيف يأمر الديك، فأمره، وقال لهُ: - (دِويْك عَرفات!) انضبح... فانضبح له دويك عرفات... - (دِويْك عَرفات!)، اتمعط... فاتمعط له الديك... - (دِويْك عَرفات!)، انسلخ... فنفذ الديكُ الأمرَ وانسلخ... - (دِويْك عَرفات!)، اتغسل! فأطاع الديكُ الأمرَ واتغسل... - (دِويْك عَرفات!) انطبخ... فانطبخ له الديك... - (دِويْك عَرفات!)، انكب تعال... وهنا حدث ما لم يتوقعه العاشقان، فقد رفض الديكُ الأوامر، وأبى أن ينكب، وسكن وصمت صمت القُبُور. واقتربتِ المرأةُ اللعُوبُ من حلّة طبيخ دويك عرفات، لتسكُبَ الإدام المصنُوع من لحمه، والتصقت أيديها على الفور بالحلّة، وهرع إليها عشيقُها ليحررها، فما كان منه إلا أن التصق هو الآخر بالوعاء العجيب. وفي الأثناء، مرّ بهم شحّاد (سائل)، فطلبا منه مساعدتهما وتحرير جسديهما من حلة طبيخ دويك عرفاتووعداهُ بجائزةٍ قيمة، إن هو فعل... ولكنَّه، ما أن لمسهما وهمَّ بفكهما من الوعاء حتى التصق هو أيضاً به... وجاءَ الكلبُ ليلعق الطبيخ الذي علق بالمُفراكة ، فانضم هو الآخر إلى طابور الملتصقين... وهرُعت إحدى الجاراتُ إلى حيثُ الجلبةِ، مُستطلعة، يحدوها الفُضُول، ولكنها ما أن حاولت المُساعدة حتى التصقت هي الأُخرى بالحلَّة وانضافت لرَهْطِ المُلتصِقِين الغَفِير! وظلُّوا على التصاقهم بحلة طبيخ دويك عرفات حتى حلَّ المساء، وعاد الزوج المخدوع من العمل إلى البيت، فوجد الجَمْهَرة الملتصقة، وسرعان ما ما جرى. وأصدر أوامرة للديك: - (دِوِيْك عرفات!). - إيي إيييييي! - فكَّ المرأة، ودعها تلحقُ ببيتها وأولادِها. ففكها دويك عرفات وتحررت المرأةُ الفضوليّةُ من قبضته، وواصل الزوجُ الغاضب حديثه لدويك عرفات: - (دويك عرفات!). - إيييإيييييي - فِكَّ الكَلِبْ. فَفَكَّهُ الديكُ، وتحرّر الكَلِب. - (دويك عرفات!). - إيييإييييييي... - دع الشحّاد وشأنهِ! فترك الديكُ الشحاد لشأنه وتحرَّر من قبضته الشحّاد. وهكذا اطلق الديك سراح الكل فتحرّرالجميعُ من قبضته، ما عدا الزَّوجة اللعُوب وعشيقها، الذين بقيا ملتصقين، على حالهما مُنذُ الصباح، بحلة طبيخ لحم دويك عرفات، عندما حاولا أن يَصُبَّا إدام (دويك عرفات!) في الصحن. وأمر الزوجُ الديكَ بأن يحُوم (يجُوب) بزوجته وعشيقها السبع حلاَّل ! - (دويك عرفات!)، حُوم بيهم السبع حلاَّل، ولا تترك جَبَلاً أو وادياً أو خَلاءاً أو قريةً، إلا وطُفت بهِم على الناس فيها. فَطارَ الديكُ، طائفاً بالعشيقين كما أمِرْ، حتى ذاع أمرهما وفُضِحُوا بين النّاسِ في مَضارِب القُرى ودُرُوب الحَضَر! عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. //////////////////