اذا كان صحيحا ما نطع وطفح علي السطح من اخبار تتناولها وسائل التواصل الاجتماعي بان الاحزاب ( البائدة ) العائدة بعد موتها..ومن والاها قد تقاسموا ،الجمل بما حمل،الحقائب الوزارية في الولايات وان كبارهم وسدنتهم سوف يتبؤون الرئاسة والزعامة ويصبحون حكاما عليها..اذا صدق ذلك..عندئذ نقول للثوار اجاركم الله وابحثوا عن ثورتكم بين الانقاض ولتدخل حرائركم بيت الحبس. فبعد التجربة المريرة التي امتدت الي عشرات السنين قبل وخلال حكم الانقاذ نعود مجددا لتطبيق فشل فلسفة الحكم المحلي وربما بذات الوجوه او تلك التي تشبهها رغم البؤس المنعكس في رداءة الخدمات والرشوة والمحسوبيةالتي اشتهرت بها المحليات ولا زالت قائمة. فالولايات والاقاليم في ظل الحكم المحلي كانت أشد نفاقا وفسادا في ظل كل الحكومات السابقة دون استثناء ان كنتم لا تعلمون. : ان يتم توزيع ادارة الولايات بتلك الكوتات لترضية الاحزاب والجهات وبتلك الهبات المجانية دون مراعاة للاهداف الكبري التي خرج من اجلها الثوار فيه انقاص وتجاهل لشعارات الثورة وفي مقدمتها مبدأ الكفاءة والخبرة والمسئولية الوطنية ...بينما المتداول من الحديث يقول بغير ذلك تماما حيث تم التوزيع علي الاقاليم بما يتناسب والثقل الجماهيري الحزبي لهذا الحزب او ذاك وكأننا نكرس للحزبية والجهوية من الان حيث تستعد تلك الاحزاب لخوض معاركها الانتخابية بعد الفترة الإنتقالية. : لقد سبق لنا ان كتبنا حتي جفت اقلامنا بان ولاية الخرطوم بالذات ليست هي كبقية الولابات....هي السودان كله مختصرا في قبائله وثقافاته وانسانه الريفي والمتحضر ..هي مجلس الوزراء مصغرا لولا الاعتبارات الدستورية...هي ولاية استثنائية بكل المعايير السياسية والادارية والتنظيمية ..وبالتالي فان اختيار الوالي ووزراء الولاية لا يقل اهمية من اختيار مجلس الوزراء المركزي بذات المعايير وبذات الاسس التي تم بها اختيار مجلس الوزراء. : اعود واقول...ان الفساد واامحسوبية وعدم الكفاءة الوظيفية والمهنية وتفشي الرشوة التي كانت تعاني منها البلاد خلال فترة حكم الانقاذ كان مصدرها الرئيسي حكومات الولاية والقانون الذي يسندهم ويسير دولاب عملهم خاصة كبار العاملين باامحليات ....وللأسف لازال اكثرهم يعملون وستظل بصماتهم الفاسدة باقية ونافذة علي دفاتر الجاز والبنزين وجوالات السكر والدقبق وجركانات السمن والزيت وفي توزيع الأراضي السكنية وحتي اكشاك الفول والطعمية...ولا تحدثني عن الاسواق وفرشات الخضار ومصاطب السمك.. : هذه الافات والأمراض ستظل باقية ومعشعشة في البلديات والمحليات وعلي ابواب الولاة ان لم نحسن اختيار حكام الاقاليم والعاملين معهم علي مبادئ الكفاءة والخبرة والمسئولية الوطنية وليس علي الحزبية والجهوية كما هو متداول علي الساحة السودانية الان. د.فراج الشيخ الفزاري عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته..