لا يطرب معلم ومؤرخ مثلي مثل طربه لمثل الحصة وطن التي انعقدت حول قاطرة الذكرى السادسة وستين لصبة مزارعي الجزيرة في ميدان عبد المنعم مطالبين بالاعتراف باتحادهم في 29 ديسمبر عام 1953. ولم أفق لهذه الحصة إلا حين شاهدت طالبات مدارس الحصاحيصا وطلابها رتلاً بعد رتل يستقبلون تلك القاطرة في محطة السكة الحديد. وترقرق دمعي. فكانت حصة مكتملة الأركان: تاريخ الصبة منذ ست وستين عاما معروض على الملأ في نفس يوم الواقعة على عجلات قاطرة لطلاب خرجوا لتوهم من صبة لها نسب بالصبة العتيقة. بل هم من أعطى للاعتصام مفردة "صبة". وذكرني ذلك بيوم في 1969 احتفلنا في أبادماك بمرور خمس سنوات على مذبحة القصر في أكتوبر 1964 التي راح ضحيتها عشرات الشهداء يهتفون "إلى القصر حتى النصر". وأعددنا مسرحية تسجيلية بالمذبحة مثلناها في يوم الاستشهاد (28 أكتوبر 1964) في ساحة الشهداء أمام القصر حيث صرعوا وسميت باسمهم. بل وذكرتني بمسرحية أخرى أعددناه ليجري تمثيلها في بلدة جودة على النيل الأبيض لتجديد ذكرى مذبحتها المشهورة التي جرت في 1956. ولم نبلغ منها ما أردنا للحرب التي وقعت بين نظام مايو وشعب الأنصار. ولكننا شخصناها في مواقع أخرى. الحصة وطن. وتاريخه يتناسخ كالصهيل ويبرق كالسنا. الحصة وطن: طالبات الحصاحيصا في استقبال وثيقة من التاريخ عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.