د. محمد عبد الحميد/ استاذ مادة الحد من مخاطر الكوارث بالجامعات السودانية حزمت الوفود المشاركة في إجتماع أديس أبابا حقائبها بعد الإعلان عن فشل هذه الجولة من المفاوضات ، والتي عند بدايتها أعرب السيد وزير الري السوداني عن أمله في توصل الأطراف الي توافق حول القضايا الخلافية ، فقد خرج الوفد المصري راضيا عن ذلك الفشل لأنه سيدفع وبحسب استراتيجيته التفاوض لمرحلة الوساطة للضغط علي إثيوبيا فيما يلي الملء والتشغيل للسد. بينما الجانب الإثيوبي مازال يحتفظ بموقعه المتقدم في التفاوض بعد أن تمكن من جعل السد حقيقة واقعة. أما الوفد السوداني فقد مثل حضوره كمتفرج للعبة (البنق بونق) بين طرفي التفاوض الحقيقي. ولم يكلف نفسه عناء حتي أثارت علي أقل تقدير النقطة التي أوصت بها لجنة الخبراء الدولية في تقريرها والواردة تحت البند الكلي 5.4.3.2. في النقطة الأخيرة من النقاط المتفرعة للتوصيات والتي أكدت علي ضرورة ( تحضير خطة شاملة للإدارة البيئية والاجتماعية ESMP للدول الثلاث في منطقة أسفل النهر ). وبهذه النقطة كان يمكن للوفد السوداني أن يكون له ما يفاوض عليه ويكون بذلك قد كسب عدة نقاط. أولها: ينفي عن نفسه حالة الحضور الشرفي للمفاوضات. ثانيها: يكون قد قدم خدمة للسودان في إيجاد آلية حقيقية مشتركة تدير مخاطر السد الاجتماعية والبيئية تحمل بها اثيوبيا أعباء اي خسائر ناجمة عن السد في حال حدوثها (عوضا عن تلك المادة 3 الفضفاضة المنصوص عليها في إعلان المبادئ 2015 ). فقد أورد التقرير حول هذا الجانب المهم وهو دراسات المردود البيئي والاجتماعي وهو بالمناسبة لازمة من لوازم انشاء وتنفيذ المشروعات الكبري كالسد الإثيوبي أن ما قامت به إثيوبيا من دراسات لا يتعدى كونه استعراض مكتبي Desk work وصفي معمم ، ولم يستند لأي دراسات ميدانية كمية حقيقية كما لم تركز علي المخاطر في دولتي المعبر و المصب. ثالثها : يكون قد سجل موقفا تاريخيا يؤكد به اهتمامه أمام المناوئين لقيام السد بسعته الحالية أن الوفد السوداني حريص علي مصلحة أهل السودان وعلي مآلات وجودهم الاجتماعي والبيئي. غير أنه حزم حقائبه راضيا من الغنيمة بالإياب إيذانا لحضور المفاوضات القادمة بذات النهج المتفرج. حاشية يقرأ الاختصار الوارد أعلاه ب Environmental & Social Management Plan