في حياة كل منا أو غيرنا قصصا دراماتيكية ترتبط بالخطوبة أو الزواح أو الطلاق...تلك هي مسيرة الحياة ومتلازمة التعمير والاسكان في الأرض. ولكن ليست كل خطوبة تعني بالضرورة وتنتهي بالزواج....وليس كل زواج هو بالضرورة السعادة والأفراح ومحصن ضد الطلاق....وهذا بالضبط تفسيرنا وما نراه في اللقاء المفاجئ في يوغندا بين البرهان ونتنياهو.. وهو لقاء بالتأكيد لم يتم مصادفة بل خطط له بعناية وبرعاية أمريكية لا شك في ذلك...ولكن تبقي الحقيقة ...فكم من الرؤساء والزعماء العرب قد زاروا اسرائيل علي الاقل خلال الفترة الاخيرة..وكم منهم من التقي سرا او جهرا علي استحياء او مباشرة بالقادة الإسرائيليين حتي في أحلك ايام العرب سوادا في صراعهم مع الصهاينة المعتدين؟ وتحاول إسرائيل دوما تسويق مثل تلك الاتصالات وتضخيمها حتي تغري الآخرين المترددين من العرب بسرعة الاعتراف او التواصل معها علي اقل تقدير حتي لا تغضب منهم ( ماما أمريكا )!! ولكن واقع الحال يؤشر ويقول بغير ما تدعيه وتروج له إسرائيل...فالحصيلة النهائية لمشوار التطبيع مع الصهاينة لم يتعد حدود سفارة في القاهرة واخري في عمان وفرقعات اعلامية هنا وهناك عن مشاركات ثقافية او إقتصادية اورياضية مع سلطنة عمان او مملكة البحرين او السعودية.. لقاء البرهان نتنياهو ، يجب ان تستثمره الخارجية والدبلوماسية السودانية بذكاء وحنكة ودراية بعقلية راعي البقر الذي خطط لهذا اللقاء واتبعه بتلك الجزرة المعلقة بخيط الامل بدعوة نفس( الضحية )لزيارة أمريكا خلال الايام القليلة القادمة. يجب تناول( اللقاء) ومشروع الزيارة بذات الادوات التي تستعملها امريكا من خلال الفلسفة التي تعتنقها منذ ان طرها رائدها الفيلسوف الامريكي ( ساندروس بيرس) عام 1878 وهي( الفلسفة البرغماتية) او ( الفلسفة العملية) التي جوهر فكرتها هو ( ان نجاح العمل. هو المعيار الحقيقي) و ( ان فائدة الفكرة ....في قابليتها للتطبيق العملي)...وهي الفلسفة التي تتبناها أمريكا في شئونها الداخلية والسياسية والمصرفية والاقتصادية والتربوية.. وأقول أنها فرصة ذهبية امام السودان وقادته الجدد حتي يبرهنوا انهم ليسوا اقل كفاءة وذكاءا عن الطرف الآخر الامريكي واليهودي...وبالتالي فإن علي مجلس الوزراء الا يستعجل الرد علي استفساره لرئيس مجلس السيادة المؤقت عن ملابسات لقاء يوغندا مع رئيس مجلس الوزراء الإسرائيلي وترك ذلك الي ما بعد زيارة البرهان لأمريكا...فإذا كانت الزيارة ناجحة وذات فائدة عملية للسودان خاصة رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب فصلا عن فك الضائقة المعيشية بالقروض والمساعدات المالية....فان (فكرة) البرهان في لقائه بنتنياهو قد كانت صادقة ويوجد ما يبررها... اما إذا كانت زيارة البرهان لأمريكا فاشلة بالمعني الذي نعرفه...فان لقاء البرهان ونتنياهو ( باطل....) وخطوبة باطلة ...وان الخاطب والمخطوب غير مؤهلين شرعا بالزواج لان كلاهما يعيشان فترة حكم منتهية الصلاحية قد لا تتجدد للاول بعد الانتخابات الإسرائيلية...وهي غير مجددة اصلا للطرف الثاني بحكم الوثيقة الدستورية التي تحكم مسار الحكم للفترة الانتقالية في السودان. د.فراج الشيخ الفزاري عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.