(هذه كلمة قديمة عن الدين والسياسية على عهد جورج بوش الابن ربما ألقت الضوء على تسيد الإنجيلين على عهد الرئيس ترمب الحالي بل وعلى سياساته "الإنجلية" من وراء "صفقة القرن"). قال جون إسبسيتو، الاستاذ بجامعة جورج تاون، إننا ينبغي أن نحذر من الاصولية العلمانية حذرنا من الاصولية الدينية. فمعرفتنا الراهنة بالدين، في رأيه، هي بنت ضغينة علمانية تمكنت من الصفوة الحديثة. فغالبأ ما جري التعامل مع الدين بلا مبالاة أو بعداء صريح. وقد أصمت الصفوة آذانها دون سماع صوت المتدينين. ولم تنطمس بذلك دراسة الدين في معاهد الصفوة فحسب بل بات الدين نفسه موضوعاً غامضاً. وقد وجدت من بين الصفوة العلمانية من بدأ ينتبه الي ضرورة اطراح هذه الضغينة العلمانية على الدين. فقرات في الشتاء الماضي لنيكلوس كريستوف، المحرر بالنيويورك تايمز، كلمة جيدة في هذا المعني. فقال إن اتهام المؤسسة الصحفية الأمريكية بالليبرالية من قبل المحافظين فيه مبالغة. ولكن مع ذلك نلاحظ أن الأسباب تقطعت بين الصحفيين و64% من الأمريكيين ممن يصفون أنفسهم بالمهتدين الجدد الي الدين. وقد سمي أحدهم هذا الهدي بالصحوة الدينية الرابعة خلال الثلاثمائة عام من عمر امريكا. فلم تعد هذه الجماعة المهتدية جماعة طرفية بل زحفت الي مركز الأحداث في ظل الادارة الأمريكية الحالية (بوش الابن). ونعي كريستوف على الصحافة غيابها عن عوالم هذه الفئة الكبيرة. فمن بين أكثر الكتب مبيعاً سلسلة كتب مسيحية عن نهاية الكون وزعت 50 مليون كتاب. ومن بين أكثر مقدمي برامج التلفزيون شهرة داعية إنجيلي يشاهده الناس في 190 قطراً في العالم. وقال كريستوف إنه لا سبيل لنا لفهم سياسة بوش الابن بغير اعتبار لتمكن عقيدته الدينية منه. فهو لا يؤمن بنظرية دارون التطورية وقال إنها ما تزال تحتاج الي البرهان. وهذا اعتقاد أمريكي قوي. ف 48% من الأمريكيين يؤمنون بخلق الله للعالم في سبع أيام بينما يؤمن 28% بمبدأ دارون، والبقية إما غير متثبة من قناعتها أو مائلة نحو خلق الله للعالم. ويعتقد الأمريكيون بنسبة الثلثين أو يزيد في وجود الشيطان بأكثر من صدقية نظرية دارون. يرجع كريستوف انقطاع الصحافة عن هذا العالم الديني الغالب الي سيادة الصفوة وبخاصة صفوة الشمال الشرقي بجهة نيويورك ونيو انقلند. فقد درجت هذه الصفوة الي رد الجريمة الي حرمان وقع للمجرم في طفولته. وستشمئز جداً متي تطوع أحدهم برد الجريمة الي إغواء الشيطان. ومع أن هناك ما يمكن أن نعترض عليه بحق في عقائد المتدينيين ولكن يخطيء الليبراليون حين لا يكتفون بالغضب الصحيح ضد سياسات الأصوليين فحسب، بل يكشفون عن إزدراء بليغ بالدين نفسه. وهذا شطط. فقد تجد من الليبراليين الأمريكان من يشغف بديانات في افغانستان ولكنهم قليلو العناية بدين شعبهم في الباما. وقال كريستوف إنه مشغول بالمسألة لأنه نشأ في قرية يامهل في ولاية أوريغون التي سكانها 790 نسمة وكنائسها خمس بالتمام. وقد تلقي أولي دروس استنكار نظرية دارون علي يد مدرس العلوم في الكتاب. وبلدة يامهل هي صورة طبق الأصل من براري أمريكا التي يعرض عنها مثقفو الشمال الشرقي. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.