- يكمن ميراث البشرية فى مدي ما توصل إليه الإنسان من إرتقاء في جميع مناحي حياته، يسهم في توفير وقته وجهده للوصول إلي مبتغاه عن طريق تطوير الأدوات والتقنيات والأساليب العلمية والنظرية ، حيث يعتلي الإنسان قمة الهرم الحضاري الفريد فى ذلك الكوكب ، وينفرد بالحضارة دون باقي الكائنات التي لا تترك أثراً واحداً ، وسر عظمة الإنسان أنه يترك ميراثاً لمن يأتي خلفه ليكمل الطريق لغيره ، وتتوالي الأجيال لبناء الصرح البشري الرائع فى كل المجالات العلمية والأدبية والفنية ، وتتبلور ثمار تلك المجهودات البشرية الجبارة علي مر التاريخ تحت مسمي الحضارة. - الحضارة تعني التمدين بعكس البداوة ، وهي تتشكل من مجموعة الفنون والعادات والتقاليد والقوانين والأخلاق ، ومجموعة النظم التي تميز كل مجتمع عن غيره من المجتمعات ، فهي حصيلة مايكتسبه الفرد من مجتمعه ، وقد تعددت الحضارات القديمة وتنوعت مثل: الحضارة الفرعونية، والبابلية، و الإغريقية، والفينيقية، والصينية، وحضارة روما القديمة، ومن العوامل الإقتصادية التي ساعدت علي إزدهار الحضارات : إرتفاع الإنتاج الزراعي والصناعي، تطور الحضارة، العناية بالطرق وتوسعها. - تتألق الحضارة من عناصر أربعة: الموارد الاقتصادية ، النظم السياسية ، التقاليد ، متابعة العلوم والفنون فهي تبدأ حيث ينتهي الإضطراب والقلق ، حيث ترتكز الحضارة علي البحث العلمي والفنون بالدرجة الأولي، فإذا أمن الإنسان من الخوف تحررت في نفسه دوافع التطلع وعوامل الإبداع ، وتستنهضه للمضي في طريقه لفهم الحياة وإزدهارها ، فالعلم والفن عنصران متكاملان يقودان أي حضارة، حيث تختصر الحضارة في الرقي والإزدهار في جميع الميادين والمجالات. - ومن ثم يتضح أن الحضارة تراكم مجهودات بشرية للإرتقاء بالإنسان علي مر السنين، وقد تصدرت حضارتنا الفرعونية منصة التتويج علي كل الحضارات القديمة ، بالتوغل في الزمن مايزيد عن سبعة آلاف عام ، وأسبقيتها علي كل الأمم وريادتها في القراءة والزراعة والتوحيد والطب والنظريات الهندسية في البناء ، بما تشهد عليه إقامة المعابد والاهرامات والمسلات والكثير من مجالات العلوم والفلك، ولذلك استحقت الحضارة الفرعونية أن تكون أشهر الحضارات علي مستوي العالم فهي الأقدم والأعظم بلاشك، وتشير إلى عظمة وذكاء الفراعنة إلي جانب الأسرار التي لم يستطع علماء الآثار كشفها حتي الأن رغم الإمكانيات المحدودة قديماً ، استطاع الفراعنة ببراعة وعبقرية حفر التاريخ وحفظه بشكل دقيق ويذهل من يراه، عن طريق تخدير عقله تماماً فيعجز عن التفكير لملاحقة إبداعات الفراعنة المتلاحقة التي لا تنتهي وتتباهي بها عشرات الأجيال علي مر العصور. - تنهار الحضارة مهما كان مجدها عندما ينهدم مركزها وهو الإنسان البنيان الأساسى الذي قامت عليه كل شئ وتدمير الإنسان لا يكتمل إلا إذا كان النسف المعنوي كامل بفقدان الثقة فى نفسه وقدراته ويستوحي كل المعاني السلبية لكل تصرفاته حتي تصبح جزء منه لا يتجزأ ولا تنفك عنه فيتصرف بهمجية فى كل أفعاله ويتخلي عن كل القيم الإنسانية وأعلاها الحق والعدالة والإنسانية. - الهمجية عكس الحضارة و تتجلي فى أمرين كسلوك معياري للتمييز بينهما ، ولذلك تلاحظ الهمجية بمنتهي البساطة لمن يري ويسمع ، حيث إستخدام القوة فى كل شئ قبل الحق وعدم الإعتداد بمصالح الناس ومصائرهم ، بالتفكير الإحادي لكل تصرف وإهمال الإساليب العلمية والفنية لكل ممتهن لأي مهنة ، فيفسد كل جدار و يُهدم كل بنيان يشارك في صرح المجتمع، و الكل يدفع ثمن ذلك ، وتسود الهمجية، وتعلو صوتها ، ويختفي العلم والفن ، ويتصدر المشهد الجهل والظلام ، فتنهار الحضارة التي بذل فيها أجدادنا الفراعنة كل ماهو غالي لتنتحر الحضارة بأيدينا... عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.