أشعر بغاية الإمتنان لصحيفة سودانايل ورئيس تحريرها الأستاذ طارق الجزولي على أريحية استجابته للنشر وللأستاذ عيسى ابراهيم على اهتمامه وتفضله الكريم بالرد على مقالي الناقد للفكرة الجمهورية في شقها المتعلق بفكرة الرسالة الثانية من الإسلام التي أنتجها المفكر الأستاذ الشهيد محمود محمد طه. وأقول بكل أمانة بأن الرد الوقور الضافي الرصين بعنوان: (نقد النقد الهادي) قد زاد درجة احترامي لهذه الفكرة وطلاقة وحنكة ورقيِّ أتباعها في الذب عنها بالحجج والدفوعات مهما كانت درجة قناعتي - أو قناعة غيري- بها وأعترف بأن رد الأستاذ عيسى قد بصرني بقصور وعجالة كثير مما اكتنه خاطري واستنه قلمي من نقد لبعض جوانب فكرة الرسالة الثانية وبنجاحه في إحالة كثير من تقريرات أ مقالي إلى تساؤلات قابلة للرد وللمناقشة بل وللدحض أيضاً. ومع ذلك، فلا بد من الإشارة إلى ضرورة مراجعة وتصحيح أهم فكرتين تقوم عليها الفكرة الجمهورية كما ورد في تعقيب الأستاذ الفاضل عيسى لخطورة ما ينطويان عليه وهما: 1. اعتبار أن حضرة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم هو خاتم النبيين وليس المرسلين عملاً بمنطوق الآية: (مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ...)، واعتبار أن خاتم المرسلين هو سيدنا عيسى عليه الصلاة والسلام، وهو - في رأيي- مجانب للصواب لأن سيدنا عيسى لن يأتي برسالة جديدة من جانب ولأن هذا الاعتبار ينطوي على خطورة فتح الباب لادعاء النبوة من جانب آخر. وأقتطف للرد على هذا الرأي هذه الأسطر مما وجدته مبسوطاً في أحد المواقع: كل ما ورد في أن النبي محمداً صلى الله عليه وسلم هو خاتم النبيين وأنه لا نبي بعده ، أنه يدل على أنه لا رسول بعده أيضاً ، لأنه لن يكون هناك رسول إلا وهو نبي . ولو جاء النص على أن الرسول محمداً صلى الله عليه وسلم هو خاتم الرسل ، لم يكن هذا النص نافيا لوجود نبي بعده ، لأنه يحتمل أن يوجد نبي وليس برسول . لكن .. قد جاء النص بأن الرسول صلى الله عليه ومسلم هو خاتم النبيين وأنه لا نبي بعده ، فهذا ينفي وجود نبي بعده ، وكذلك ينفي وجود رسول بعده . قال ابن كثير رحمه الله : "(ولكن رسول الله وخاتم النبيين) ...فهذه الآية نص في أنه لا نبي بعده ، وإذا كان لا نبي بعده فلا رسول بالطريق الأولى والأحرى ، لأن مقام الرسالة أخص من مقام النبوة ، فإن كل رسول نبي ولا ينعكس" . "تفسير ابن كثير" (3/645) . ولأن الله سبحانه وتعالى جعل نبيه محمداً، صلى الله عليه وسلم، خاتم الأنبياء والرسل أجمعين فقد جعل رسالته عامة للبشر جميعاً يقول تعالى: قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا [الأعراف:158]. يقول الإمام الطبري في تفسيره: "قل يا محمد للناس كلهم إني رسول الله إليكم جميعاً لا إلى بعضكم دون بعض، كما كان من قبلي من الرسل مرسلاً إلى بعض الناس دون بعض" (7) . وتأكيداً لهذا المعنى فقد امتلأ كتاب الله تعالى بآيات كثيرة تبين للناس أن صاحب الرسالة الخاتمة ، صلى الله عليه وسلم، رسالته عامة للبشر جميعاً يقول تعالى: وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ [ سبأ :28]. وقال تعالى: وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ [ الأنبياء:107]. وقال تعالى: قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا [ الأعراف:158]. ولأن الله سبحانه وتعالى جعل الإسلام الدين الخاتم، ورسوله الرسول الخاتم، لذا فقد كمل الدين بالنبوة الخاتمة التي لا نبوة بعدها، يقول تعالى: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا [ المائدة:3]. 2. التمسك بالرأي القائل بنسخ آية السيف لجميع آيات الإسماح في القرآن الكريم بغرض احراج المناظرين ووضعهم بين أمرهما أحلاهما مرهما: القول بأن الاسلام ينكر الإسماح ويدعو للقتل، أو الإيقان بصحة ما ذهب إليه الأستاذ محمود- رحمه الله- من القول بانطواء الإسلام على رسالتين أحدهما لا يصلح لزماننا. وأستعين في إنكارالزعم بنسخ آيات الإسماح في القرآن الكريم بآية السيف بالإحالة إلى الروابط التالية الذين ناقشت بالحجج الوافية الموقف العلمي من مسألة النسخ بما وما قيل عن نسخ آيات الإسماح بتفصيل يزيل اللبس ويكشف الشبه. "آية السيف".. الآية التي قسمت العالم "آية السيف".. الآية التي قسمت العالم بقلم خالد الغالي: لم ترد كلمة السيف ولو مرة واحدة في القرآن. ومع ذلك، فإن هناك آية يطلق عليها الفقهاء والمفسرون ... النسخ في القرآن الكريم: مراجعة وتحرير (6) دعاوى النسخ بآية السيف النسخ في القرآن الكريم: مراجعة وتحرير (6) دعاوى النسخ بآية السيف دعوى النسخ بما يسمى "آية السيف" روي عن بعض مفسري الصدر الأول -مثل الضحاك بن مزاحم وقتادة وعبد الرحمن بن ز... هل نسخت اية السيف ايات التسامح ؟؟؟......... ردا على سماحة الإسلام المنسوخة هل نسخت اية السيف ايات التسامح ؟؟؟......... ردا على سماحة الإسلام المنسوخة بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وانا بتمشى على النت كدة لقيت مقال كاتبة نصرانى .. بيقول ا... وختاماً، آمل أن أكون والأستاذ عيسى قد أسهمنا بقدر ما في تحريك بواعث التأمل لهذه الفكرة الجمهورية الرائدة- كلاًّ أو جزءاً- ومناقشتها بما تستحقه من تقدير اتفاقاً واختلاف وقبولاً ورد، طلباً للحق الذي - أينما وكيفما وُجد- أحق أن يتبع، واستهداءً بمقولة أحد العارفين: العلم غثٌّ أو سمينٌ للقلوب يُخضِّب ... والله ولي التوفيق. عبدالواحد أيوب محمد
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.