الشكر لي حماد . في مستهل حديثه أثناء المؤتمر الصحفي تناول الوزير البدوي الأزمة الاقتصادية الخانقة مُعتذراً عن تأخرهم في حلها، وشاكراً دولتين عربيتين هما السعودية والإمارات على دعمهما. . نشكر للوزير اعترافه بالفشل في حل الضائقة المعيشية، وهذا أمر محمود شريطة أن تكون هناك جدية للسير على الطريق الصحيح وصولاً للحلول. . لكننا نرفض وبشدة الحديث الخانع بشكر السعودية والإمارات. . لسنا ناكري جميل ولا على عداوة مع الشعبين السعودي والإماراتي. . بل على العكس نقدر للبلدين وقفتهما مع السودان خلال أوقات مضت ودعمهما المتنوع لبلدنا عندما كانت لدينا حكومات عليها القيمة نوعاً ما. . لكن منذ أن حكمنا (الساقط) البشير لم تعد لدينا علاقات احترام متبادل مع غالبية بلدان العالم. . وصرنا مطية للجميع يركبون على ظهورنا لتحقيق مصالحهم ضاربين بعرض الحائط حقوق وتطلعات ورغبات شعبنا. . ولم تكن السعودية والإمارات إستثناءً عن هذه القاعدة. . فقد استغلتا مواردنا وأستأثرتا بها بشكل مهين. . وإلا دعونا نسأل: لمن تذهب منتجات أمطار الزراعية المحسنة؟ . ولمن بيع الصمغ العربي بتراب القروش؟ . ومن الذين استوردوا إناث ماشيتنا؟ . ولمن يباع الذهب السوداني المسروق حتى يومنا هذا؟ . و كم قيمة ما ابتاعه لصوص الإنقاذ من عقارات بأموالنا في الإمارات؟ . أفبعد كل ما تقدم يريد أن يقنعنا وزير المالية بأن للدولتين علينا جميل يفرض علينا تقديم الشكر والثناء! . لقد جقلبت خيل شبابنا يا البدوي ليأتون بكم حكاماً وأراكم الآن تسيرون على درب المخلوع بإهانة كرامتنا. . بدلاً من إهدار وقتنا في ترديد عبارات الشكر لمن ساهموا في أوجاعنا ألم يكن من الأكرم والأنبل لكم أن تحتذوا بكاغاما الذي بنى بلده من تحت الأنقاض! . أيهما أصعب أن تأتي للحكم فتجد اقتصاداً مدمراً في وجود بنية خصبة وثروات لا حدود لها، أم أن تجد أرضاً محروقة مليئة بجماجم البشر! . إستطاع ذلك الوطني الغيور أن يبني بلداً حديثاً من فوق تلك الأشلاء التي ظللنا نتابعها عبر القنوات على مدى سنين عديدة. . بينما تكتفون أنتم بالبكاء والنحيب مع أن بلدنا مليء بالثروات، وقد أبدى شعبه الثائر رغبة في البناء، لكنه لا يجد المسئولين الجادين لتدشين رحلة البناء هذه. . ما زلتم وقوفاً عند محطة إستجداء الدعم من الآخرين، والغريب أنكم تصرون على تجاهل إمكانيات شعبكم. . وأستغرب حقيقة لحكومة ثورة تحدثنا عن تشكيل لجنة لحل الأزمة. . إن لم يحل الأزمة الخبراء الذين جاءت بهم قوى الثورة، فمن الذي بوسعه أن يحلها!! . والأنكى والأمر هو أن تتشكل اللجنة بقيادة حميدتي. . ففي هذا اعتراف ضمني، بل صريح بأن الرجل يملك المال، لذلك تريدوننا أن نصبح عبيداً لمن يملك الثروة، مع أن الثورة ما قامت إلا من أجل التحرر. . بدلاً من استرداد أموالنا المسروقة وإيقاف إهدار الموارد واستئثار فئة محدودة بها ها أنتم ترفعون الراية البيضاء بمثل هذه الخطوة المأساوية. . وقد وضح لي جلياً من حديثك عن استرداد نحو 29 قطعة بمنطقة كافوري أن انتزاع ثرواتنا المسروقة سيظل أمراً انتقائياً. . فأل (29) قطعة التي تحدثت عنها يملك نسيب المخلوع نور الدائم إبراهيم وحده أكثر منها. . ومعنى ذلك أن 90٪من المال والأراضي والموارد المنهوبة لن تعود. . وإلا لما شكلتم لجنتكم برئاسة من لا يملك أدنى معرفة بالإقتصاد ومشاكله. . أنتم تدفعوننا دفعاً بمثل هذه التصرفات لإستبدال طاغية بآخر. . وهذا وضع كارثي ومخجل جداً في حقكم لو تعلمون. . وبمثل هذه الخطوة يمكننا أن نفهم أنكم تعمدتم ترك الأزمات بلا حلول حتى تستفحل فيقبل شعبنا بأول خيار يُطرح له. . لجنة برئاسة حميدتي ووجود مريم الصادق كمقرر لحل مشاكل إقتصادية مزمنة!! . يا لحسرتنا فيكم يا خبراء الاقتصاد والمالية. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.