نساء ملونات ونفسية رمادية {تفكير بصوتٍ عالٍ} لنا مهدي { وطويلاً سيظل قومي يحبونني فقد هززت بقيثارتي المشاعر الخيرَة وتغنيتُ ممجداً الحرية في عصري العاتي وناديتُ بالرحمة على المقهورين} " *الكسندر بوشكين* " ما زالت شموس "فرانز فانون " شديدة السطوع تتراقص في دهاليز عقلي محفزة إياي على كتابة اعتقدت أن نجمها الآفل قد حلّ محل نجم سعدها المتجلي في كتابة مساء أمس بين ثنايا (معذبو الأرض) *إنهم يكرهون ذواتهم* ————- سياحتي التالية مع قبس نور النفس المتجلية في ملكوت الحيرة إلى أن تستقر على ضفاف طمأنينة غير لحظية ولا آنية؛ بل نفس مموسقة تكاد تمس فصولها الأربعة تماماً كسيمفونية عبقري اللحن "انطونيو فيفالدي" الخالدة المترجمة ب(حرفنة ورهافة) لمشاعر الفرح والحزن *Le quattro stagioni* وهكذا هي النفس البشرية بفصولها الأربع النفس السوية التي لم تضع عليها قسوة الدهر بصمة اعتلال *بشرة سوداء أقنعة بيضاء* ل"فرانز فانون" هي الرواية التي كتبها وهو في السابعة والعشرين من (أعماره) التي عاشها ؛ أعمار لا عمراً واحداً؛ أعمار بقدر العطاء والبذل والمبادرة، الرواية ليست محض كتابة عن العنصرية وتضاد ألوان الداخل والخارج وليست توظيفاً للمهنية والخبرة والدراية في تخصصه كطبيب نفسي في مقطوعة أدبية ثرية وعذبة وحسب؛ بل يكاد القاريء يلمس بأصابعه "فانون" وهو بكامل تجاربه منذ ميلاده في جزر المارتنيك وحتى وفاته في الجزائر ( باعتبار الرجل حركة تحرر عابرة للقارات والإثنيات): ولرب بشرة سوداء متسقة كشفت وحشية أقنعة بيضاء ومن ثم مزق فانون عبر حواف مرايا سطوره الصقيلة مزق هاتيك الأقنعة مبكراً جداً فجر "فانون" قضيتين شائكتين بمقولتيه الأشهر: *نهاية الاستعمار لا تعني نهاية الكولونيالية* *إن المناضل ليدرك في كثير من الأحيان أن عمله لا أن يقاتل القوى العدوة فحسب، بل كذلك حبات اليأس المتبلورة في جسم المستعمَر* فوفق مقولتيه، الاستعمار قد يكون داخلنا ربما أكثر من كونه عدواً خارجياً ! *علاقات متشابكة بين رجل أبيض في روايته وامرأة ملونة* واستلاب نفسي ممض واستعمار من نوع مختلف لبطلته التي لا ترى لها خلاصاً إلا في أبيض سبب لها شرخاً نفسياً ؛ تلك البشرة السوداء التي كشفت عن ساقها بأمانٍ ل (أبيض) لاقاها من وراء قناع! "فانون" ليس الفرد المتفرج حد رهق التأمل العميق أو المعالج النفسي فقط بل باستمرار يمارس مهاراته ؛ فهو حركة التحرر التي تجسدت بشراً سوياً في (إنسان) مترف الإحساس بالغير، وهي تجربة جامعة حوتها ضفاف كتابه الذي رصد المشاكل النفسية لمن يطلَق عليهم (فئة السود) والتي زادت وجعهم على وجع بسبب العنصرية والتمييز والزراية بالبشر جراء اللون والسحنة و كل تلك الخزعبلات التي تحدد وضع الإنسان في مجتمعه؛ لا اقتداره ولا كفاءته ولا إمكاناته أومؤهلاته! لئن طردنا المستعمر من بلادنا لهو النصر المؤزر ولكن كيف ننتزع مخالبه التي أنشبها في عقولنا وأرواحنا لهو التحدي الحقيقي.. ويا له من تحدٍ !. 000 (* في جزر الأنتيل لا تستغرب سماع الكلمات التالية على لسان الأمهات: هو الأكثر سواداً بين أولادي، أي أنه الأقل بياضاً* ) * فيا فرانز فانون سلام عليك في الخالدينمرة ثانية* مع محبتي؛ عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.