مخلوق صغير أبان لنا كبر مأساتنا كبشر. أبان لنا سعي الإنسان خلف الإفناء والتدمير ،عوضا عن البناء والتعمير. دول عظيمة كرست كل مجهودها لبناء الأكبر والأسرع والأدق من آلات الدمار. أنفقت الطائل من الأموال لتتبؤ المراكز الأولى في الترسانة الحربية وترفد مراكز الأبحاث بعلماء يبدعون في إنتاج أخبث الأسلحة وأكثرها فتكا. هذه الدول تقف الآن عاجزة عن توفير أبسط متطلبات الوقاية من هذا الوحش الذي يفتك بالبشرية ويرديها صريعة. هذه الدول تدعي تقدمها في كل المجالات ،لكنها تأخرت في أبسط حقوق الإنسان ،وأصبحنا نسمع قصصا من قبيل تخليها عن كبار السن وتركهم لمصائد الجائحة. هذه الجائحة أكدت لنا أن العالم قرية صغيرة وكالجسد الواحد ، لا تعيش فيها دولة بمنأ عن الأخريات ، إذا عطست الصين دمعت عينا المكسيك. وللمفارقة فقد كان وقع الجائحة بحجم الدول وإمكاناتها. فكلما كبرت وعظم شأنها ،كبرت الجائحة وعظم خطرها ،ولعل ذلك من لطف الله بخلقه. تخيل هذه الكارثة حلت بدول في إفريقيا أو آسيا نظامها الصحي متداع وغاية ما يمكنه عمله هو إصدار تصريح بدفن الموتى. إن العالم بعد كورونا لن يكون كما هو قبلها. لابد من أخذ العبر من هذا الدرس القاسي الذي أزاح عنا ورقة التوت التي كانت تخفي عورة جشعنا وعوار طمعنا في كنز الأموال وتجييش الجيوش وتجهيز الأساطيل وتدبير الأباطيل. لابد من إعادة صياغة للشعوب حتى لا تقاد قود النعاج. هذه الشعوب تقاد بالعاطفة الوطنية ويزرع في روعها أنها الأفضل والأقوى والأقدر فتدفع الضرائب للدفاع عن أرضها ،لكنها حين تغزى من قبل كائن صغير وحقير،فإنها تقف حائرة ،عاجزة ،بل فزعة من مصير مجهول. هذه الشعوب لابد لها أن تستيقظ لترى أن الساسة تقودهم الى مصير مجهول. [4/3, 1:07 PM] Mutaz Abu Aliz: كم أحزنتني صورة ذلك الرجل الكبير يقف محتارا أمام أرفف أحد المتاجر لا يجد ما يشتريه ،أين؟ في بريطانيا. نعم في بريطانيا التي كانت تجبى إليها ثمرات البلاد في أقصى البقاع من العالم!! وتتوالى الصور لتجد على النقيض من ذلك أحدهم يصور متباهيا كنزه من المواد الغذائية ومواد التطهير .كم أنت مروع أيها الفيروس. كم فضحت من الأخلاق والضعف. كم أظهرت أننا كبشر يمكن أن نبز الضواري في نفث سموم الغل و الأنانية . عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.