بطل قصتنا، ولدٌ شاب، شاطر شطارة شديدة، واسمه عَلِي المَصْرِي... قال (عَلِي المَصْرِي) لأمه، ذات صباحٍ: - يا أمي، لا يوجد رجلٌ، في الدنيا، أشطر مني. فردت عَلِيه والدتُهُ بقولها: - حواء والدة، يا أبني، وأن من هو أشطر منك موجود. واستفزه كلام والدته، فقال لها وهو يُسرج حصانه: - سأخرج بحثاً عمّن هو أشطر مني، ولن أعود إلى البيت حتى أجده أو أجدهم. وخرج علي المصري بحثاً عمّن هو أشطر منه، وفي مسيره في الطريق، قُرب البحر، وجد رجلاً مفشِّق فوق البحر، فسأل الناس عمّا به، فقالوا له: - ده الشطارة محرِّقاهُ! فطلب (عَلِي المَصْرِي) من الرجل النزال، وقال له: - إن صرعتني، صرتُ لك عبداً، وإن صرعتك صيت لي عبداً! وتصارعا، فهزم عَلِيٌ المَصْرِي الرجلَ الذي كان (مفشِّقاً) فوق البحر، ورماه أرضاً، وصار الرجل، بموجب الاتفاق، ثم الهزيمة: عبداً لعلي المصري. وسارا معًا في الطريق، حتى وجدا رجلاً آخر، مفشَّق فوق نارٍ لاهبة، فسأل على المَصْرِي الناس عمّا به، فقالوا له: - ده الشطارة محرِّقاه! فقال له (عَلِي المَصْرِي): - نصطرع! ومن يُهزم، يصير عبداً للمنتصر فينا! ووافق رجل النار اللاهبة على التحدي، فصرعه عَلِي المَصْرِي، وصار، هو الآخر، عبداً لعَلِي المَصْرِي. وسار ثلاثتهم في الطريق، حتى وصلوا (درب التُّرُك)، وهناك وجدوا رجلاً مفشِّقاً بعرض الطريق، لأن: - الشطارة محرقاه. ولكن، صرعه على المَصْرِي فصار عبداً له... وانطلقوا في مسيرهم بحثاً عمن هو أشطر من (على المَصْرِي)، وكانوا في مسيرهم، في الخلاء، يصطادون الغزلان ليأكلوها. واصطادوا غزالاً، فأمر عَلِيٌ رجلَ البحر بأن يشويها، حتى يذهب الثلاثة الآخرون فيأتوا بالمزيد من الصيد. وتركوه وحده مع الغزالة وهي تتقلب فوق النار! ولكن ما أن نضج لحمُ الغزالة، وفاحت رائحةُ شوائها، حتى خرج إليه الغول في شكل دابي كبير، وقال الدَّابِيْ لرجل البحر: - آكلك، ولا آكُل الغزالة؟ فرد رجل البحر: - أُكُل الغزالة! ووقف ينظر، من بعيد، للدابي وهو يلتهم فريسته الشهية. ولما عاد (على المَصْرِي) ورفيقاه، لم يجدوا طعام الغداء، فسألوا رجل البحر: - أين ذهب لحم الغزالة؟ فردَّ عليهم رجلُ البحر، وهو يكذب: - ذهبت لقضاء حاجتي، ولما عدت، لم أجد لها أثراً. وفي اليوم الثاني، اصطاد علي ورفاقه جدياً، وتركوا ورائهم رجل النار لشواء لحم الجدي، وتحضير طعام الغداء، وانطلقوا بحثاً عن صيد جديد. وأتى الغول في نفس هيئة (الدَّابِيْ) لرجل النار، وسأله: - آكلك ولا آكل الجدي؟ فقال له رجل النار، مرتعداً: - أكُل الجدي! وفي اليوم الثالث اصطاد علي ورفاقه غزالة، وتركوا ورائهم رجل درب الترك لشواء لحم الغزالة، وتحضير طعام الغداء، وانطلقوا بحثاً عن صيدٍ جديد. وأتى الغولُ في نفس هيئة (الدَّابِيْ) لرجل درب الترك، وسأله: - آكلك ولا آكل الغزالة؟ فقال له رجل درب الترك، مرتعداً: - أكُل الغزالة! أمَّا في اليوم الرابع، فقد جلس (عَلِي المَصْرِي) يشوي الغزالة، بينما انطلق الآخرون للصيد، وعندما نضج لحمُ الغزال خرج إليه (الدَّابِيْ) وقال له: - آكلك ولا آكل الغزالة؟ فرد (عَلِي المَصْرِي) على الغول: - هذا لحم، وأنا لحم، فإختار بيننا، وقرر لوحدك: أينا تأكل؟ فخاف الغول، وتقهقر ، وعاد بعد ساعة سائلاً علي المَصْرِي: - آكلك، ولا آكل الغزالة؟ فرد (عَلِي المَصْرِي) على الغول: - هذا لحمٌ، وأنا لحم، فإختر بيننا، وقرر لوحدك: أينا تأكل؟ فمد الدَّابِيْ رأسه نحو (عَلِي المَصْرِي) ليأكله، فما كان من (عَلِي المَصْرِي) إلا أن استل سيفه، وقطع رأس الدَّابِيْ، فأخرج الدَّابِيْ رأساً ثانيًا، وقال لعَلِي المَصْرِي: - إنت قايل ياهو ده راسي؟ فرد عَلِيه (عَلِي المَصْرِي): - وإنت قايل ياهو ده قطع سيفي؟ فمد رأسه الثاني فقطعه على المصري أيضاً، وهكذا استمر الحال، إلى أن قطع علي رؤوس الدابي السبعة. ووضع الرؤوس السبعة تحت القدر. ولما عاد أسراه من الصيد، وأرادوا أن يأكلوا من اللحم الموجود بالقدر، فوجئوا بالرؤوس فخافوا، واضطربوا، وجروا هرباً، ولكن عَلِي المَصْرِي هدأهم قائلاً لهم: - لقد تخلصت من الغول إلى الأبد، بعد أن قطعت رؤوسه السبعة، وأنه لا خوف عَلِيكم منه بعد الآن! ولكنه أدرك أنه قد كسب الرهان، لأنه لم يجد من هو أشطر منه، وعاد إلى بيته، وهناك قال لأمه: - لقد بحثت، يا أمي، ولكنني لم أجد من هو أشطر مني، وهؤلاء الرجال الثلاثة أسراي، وهذا هو صيدنا الوفير، فلتهنئي به. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.