لم ألتق به ولا أعرفه شخصيا ولم أسمع باسمه الا بعد أن أعلن (بضم الهمزة) وزيرا للصحة فى حكومة ثورة شباب السودان التى دخلت التاريخ كاحدى أعظم الثورات التى عرفتها الانسانية وهى الثورة التى رفعت رؤوسنا عالية بعد أن طأطأناها لعقود كالحات. وقف الوزير المكلف على الأطلال والخرائب فلم يرتعد أو يمنيّنا الأمانى الكاذبة بل بدأ يعمل فيما يبدو نحو أهداف واضحة ومحددة ، ومن يعمل يجذب اليه النقاد ويلفت انتباه العاطلين عن العطاء وأصحاب الأغراض ، ومنذ المبتدأ شعرت أن الرجل ربما يكون من جيل ثوارنا الشباب وان لم يكن كذلك فأنه بالتاكيد من معدن الجيل الذى صنع هذه الثورة ، من معدن ثوار واجهوا الموت بصدور عارية ، من معدن جيل: "لو عندك خت ولو ما عندك شيل" ، الجيل الذى أقام المدينة الفاضلة التى ظلت من احلام الفلاسفة مدى التاريخ، أقاموها حية امام القيادة العامة فى عاصمة سوداننا الحبيب فى القرن الواحد والعشرين ، رحم الله الذين استشهدوا منهم وعافى الجرحى وأعاد المفقودين يكامل عافيتهم. اعجبت كما أعجب سواى من غير أصحاب الغرض ومن غير" الذين لا يعملون ويؤذيهم أن بعمل الناس" ، أعجبت بالطريقة العلمية والعملية التى باشر بها هذا الوزير عمله بدءا بتسمية الأشياء بأسمائها بدلا من الأسماء "المدغمسة"- ومعذرة لاستعمال الكلمة - مثل "الكوليرا" بدلا عن "اسهالات مائية" التى كنا نسمع عنها وحمى الوادى المتصدع بدلا عن انكار وجود المرض أصلا، وهذه أمور ظلت معنا لثلاثة عقود وكأن القوم لم يسمعوا بحكمة الشيخ فرح ود تكتوك " يا ولدى الصدق لو ما نجّاك الكضب ما بينجّيك " وفعلا فقد نجّى صدق الوزير أكرم السودان ونجّى ثروة السودان الحيوانية وسمعتها بالرغم من الضجة التى أثارها مدمنو الكذب والانكار ، وبنفس الصدق وقوة العزيمة بدأ محاولاته لايقاف أو ابطاء سرعة انتشار الجائحة اللعينة ( وبالمناسبة الجائحة أوسع نطاقا وأسرع فتكا من الوباء لأنها تجتاح مناطق أوسع وبسرعة أكبر من الوباء) وجائحة الكورونا اجتاحت كل العالم وأعيت حتى البلاد ذات الاقتصادات الضخمة والتقنية العالية وأعيت الشعوب التى بلغت شأوا من التطور والنماء ما زلنا نأمل نحن السودانيون بلوغ اليسير من الذى بلغوه ، بدأ الوزير ببذل جهد ضخم لتبصير الشعب بالامكانات شبه المعدومة فى النظام الصحى فى السودان وخواء خزائن الدولة من العملات الأجنبية التى يمكن الاتكاء عليها لجلب المطلوبات الاساسية للحماية والتعامل مع الجائحة وما هو مطلوب من المواطنين لتجنب الكارثة ، بدأ الوزير محاولاته بتصميم قوى ورؤية واضحة وشفافية بالرغم من العراقيل التى يضعها بعض الحالمين بعودة زمانهم القديم وبعض رجال "الدين" الذين لا يشغل بالهم اذا هلك نصف سكان السودان أو كلهم، بدأ عمله وواصل بالرغم من عراقيل الامية العلمية والصحية المطبقة على كثير من أجزاء الوطن وعلى كثير من المواطنين . لكل ما سبق ولكى أعرف شيئا عن هذه الشخصية المقدامة لجأت الى ما يلجأ اليه كل باحث جاد عن المعلومات، فقصدت الشبكة العنكبوتية ، فاذا بى أجد نفسى أمام قامة سودانية ذات مكانة عالية يشغل وظيفة مرموقة فى " هيئة الصحة العالمية " له اسهامات مقدرة خبيرا ومستشارا فى الأوبئة ومكافحتها فى أنحاء عديدة من المعمورة ، والى جانب وظيفته المرموقة فى الهيئة العالمية فهو مستشار لهيئات ومؤسسات عالمية ذات صلة (حكومية وغبر حكومية) فى أمريكا واوربا وافريقبا وأسيا كما قاد فرق خبراء عالميين لدراسة ووضع خطط لمحاربة أوبئة مختلفة فى بلاد عديدة منها HIV فى روسيا وفى اثيوبيا ،التهاب الكبد الوبائى والسل والملاريا فى أقطار عديدة فى افريقيا وآسيا كما عمل ممثلا مقيما لهيئة الصحة العالمية فى المملكة الأردنية الهاشمية . هذا غيض من فيض وجدته عن الطبيب والعالم السودانى اكرم على التوم الذى ترك جانبا وضعه المميز وابّهة المكانة وجاء ملبيا نداء الوطن ليعفر قدميه بترابه فعلا لا قولا. فلنقف أجلالا وعرفانا لقامة لا تنام الليل واضعة كل جهدها وعلمها وخبرتها وعلاقاتها الدولية مع معظم الجهات ذات الشأن لانقاذ مواطنيه السودانيين واخراج الوطن من قاع هذه الهوة التى نحن فيها نتيجة تخريب وأفاعيل نظام لم يرقب فينا الا ولا ذمة. ِشكرا دكتور أكرم على التوم ، واصل مشوارك وبارك الله فيك ولك وحمى الله ثورة شباب السودان ، وأخيرا ليسمح لى الدكتور مرتضى الغالى أن أختم مستعيرا "ماركته" المسجلة "الله لا كسب الانقاذ" عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.