المُمَثِل الشهير جيمس وود شخصٌ محبوبٌ لا في هوليوود فحسب، وإنّما في كل الولاياتالمتحدة وله تأثيره، وما يقوله له وزْنه. وهو مؤيدٌ للرئيس الأمريكي، ومؤخراً بَثّ رسالة يُمْكِن أن تعيد انتخاب دونالد ترامب. كتب وود: "ترامب شخص قوي. غير حساس وبملامح صلبة. لكنه يحب أمريكا أكثر من أيِّ رئيس آخر مَرّ عليَّ في حياتي". أعاد الزعيم الجمهوري توزيع التقييم أعلاه، وكتب في تويتر "اعتقد أنّ هذه مجاملة استثنائية. شكراً جيمس!". بالطبع، الأمْر لا ينهض كإطراءٍ رائعٍ. فعندما يجعلك شخص ما غير حساس وصلب، فهل تَشْعُر بالإطراءِ؟ بيد أنّ تغريدة جيمس وود يبدو أنّها صحيحة 100% عندما يتعلق الأمر بكيفيّة فوز ترامب مرّة أخْرى في نوفمبر القادم، بحسب تعليق شبكة (سي ان ان). عام 2016، قال أقل من 4 من كلِ 10 ناخبين إن لديهم رأياً مؤيداً لترامب، وكان هنالك 1 من كل 3 يعتقد أنّه "سياسي موثوق به" و35% فقط من الأمريكيين صنّفوه بأنّه "صاحب مزاج مناسب ليكون رئيساً"، فكيف فاز ترامب؟ قطعاً الناس قد لا يحبونه، لكنّهم أرادوا تغييرات جذريّة في واشنطن وظنّوا أنّه يمْكِنه تحقيق ذلك، علماً بأنّ أربعة من أصلِ عشرة ناخبين قالوا إنّ أهمّ صِفة للمرشح تتعلَّق "باستطاعته إحداث التغيير"، وبعدها هَزَم ترامب مُنافِسته هيلاري كلينتون هزيمة لم تَكُنْ متوقعة. الرسالة التي يقدمها المُمَثِل السينمائي الشهير جيمس وود لصديقه دونالد ترامب في 2020 هي ببساطة شكل مختلف لنفس الموضوع الأصلي. شيء مثل: "نعم، إنّه قاس قليلاً. لا، لن أدْعوه لتناول العشاء. ولكن عندما يتعلق الأمْر بِصُنْعِ مشاريع لأمريكا، فلا أحد أفْضَل مِنْه"، كما كتبت العديد من الصحف الغربية. وأضافت: ناخِبوه لا يعِدونه بالضرورة "مُحْتالاً"، بَلْ "نَذِل فَعْال". ترامب ببساطة ليس لطيفاً، كل يوم يقول (ويفعل) أشياء يحسبها العديد من مؤيِديه أنّها تتجاوز خط السلوك المقبول لرئيس. لا شيء سيغير ذلك، لكن المَسْألة في مُجْمَلها تعمل. رسالة جيمس وود وتقييمه أعْلاه، يمكن قراءتها بأنّها نقْلَة هامة قام بها دونالد ترامب في طاولة الشطرنج التي يجلس عليها مقابلاً مُنافِسه جو بايدن، فهل تُكْسِبه الانتخابات الرئاسيّة القادمة؟ وهل يقوم بايدن بتحرك مفاجئ أو بالأصح، هل تساعده الجائحة في إفْشال كل خططِ ترامب التي بناها على نقْلَته بتحريك الرُخِ؟ ولحين ذلك دعونا نبقى مع ترامب وما تسرّب في اليومين السابقين بأنّه أصِيب بفيروس كورونا، وقد نفى ذلك بنفسه كما نفى البيت الأبيض التسريبات. غير أنّ الرئيس الأمريكي اعْترف بأنّه أخذ هيدروكسي كلوروكوين لمُدّة "أسبوع ونصف" كإجراء احترازي، وهو دواء مُضاد للملاريا لم يتمّ إثْبات فعاليّته المُحْتَمَلة ضد الفيروس التاجي بدِقَةٍ حَتّى الآن. وقال الرئيس الأمريكي، مُصِرّاً على أنّ جميع الاختبارات التي أجْراها حَتّى الآن لوباء كوفيد 19 كانت سِلْبِيّة، "آخُذُ هذا الدواء لأنني أسْمَع عنه أشياء جيدة جداً. أنت تعرف تلك الكلمة: ماذا عليك أن تخْسَر؟ كل يوم حبة واحدة، كل يوم. إذا لم يَكُنْ الأمْر جيداً، سأخْبِرَك. لن يَضُرّني تعاطيه، لقد كان في السوق لِمُدّة 40 عاماً كدواء للملاريا ولأشياء أخرى. إنّني آخُذُه، ويأخُذُه مَنْ في الخطوط الأماميّة، والأطباء يأخُذونه. في لحظة.. ما سأتوقف عنه". من ناحية أخْرى، اتّهم ساكن البيت الأبيض مُنظمة الصحة العالميّة بأنّها "دمية في يَدِ الصين"، مكرِّراً انتقاده إدارتها أزمة فيروس كورونا في اليوم الأول من الاجتماع السنوي للمُنظمة الذي عقد يوم 19 مايو الجاري في جنيف عبر تقنية الفيديو كونفرانس. وهدد ترامب بتعليق مساهمات الولاياتالمتحدة في ميزانيّة مُنظمة الصحة العالميّة بشكل دائم إذا لم تَقُم "بتحسينات جوهريّة" في غضون 30 يوماً، مُضِيفاً أنّه قد يعيد النظر في مراجعة عضويّة الولاياتالمتحدة في المُنظمة. وقال مُخاطِباً رئيس المُنظمة "من الواضح أنّ الخطوات الخاطئة التي كررتها أنت ومُنظمتك للتصدي للوباء كَلّفت العالم ثمناً باهظاً للغاية والسبيل الوحيد أمام مُنظمة الصحة العالميّة هو أنْ تكون قادرة على إثبات استقلالها عن الصين". وفي ذات الاتجاه، شجب وزير الصحة الأمريكي أليكس عازار، اللبناني الأصل، ما أطْلَق عليه "فشل مُنظمة الصحة العالميّة في إدارة الجائحة". وقال "لِنَكُن صادقين بشأن أحد الأسباب الرئيسيّة وراء خروج الوباء من سيطرتنا، وهو أنّ هذه المُنظمة لم تتمكن من الحصول على المعلومات التي يحتاجها العالم، وفشلها كَلّف العديد من الأرواح". وقال مسؤولون كبار في إدارة ترامب الشهر الماضي، إنّ واشنطن منحت المُنظمة نحو 58 مليون دولاراً، نصف ما عليها أن تدفعه لعام 2020 كاشتراكٍ، وساهمت الولاياتالمتحدة بأكثر من 400 مليون دولاراً لمنظمة الصحة العالمية في عام 2019، أي 15% من ميزانيّة المنظمة. # أمريكا تعيد توطين إنتاجها من الأدوية: وإلى ذلك وقعت إدارة ترامب على عقدٍ بقيمةِ 345 مليون دولار لِمُدّة أربع سنوات مع شركة في ريشموند بولاية فيرجينيا، لإنتاج أدوية ومكونات صيدلانيّة لازمة لعلاج كوفيد 19، ويتم تصْنِيعها حاليّاً في الخارج، ومعظمها في الهندوالصين. وبينما يتحدث أليكس عازار عن خطوة مهمة نحو إعادة بناء قدرتنا المحليّة لحماية أنفسنا من التهديدات الصحيّة، قال المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض بيتر نافارو "هذه نقطة تحول تاريخيّة في جهود أمريكا لإعادة توطين إنتاج الأدوية وشبكات توريدها". وأضافت صحيفة (نيويورك تايمز) التي نقلت الخبر أنّ هيئة البحث والتطوير الطبي الحيوي المُتَقدِّم، التابعة لوزارة الصحة والخدمات الاجتماعيّة بالولاياتالمتحدة، منحت شركة (فلو كورب) لتصنيع الادوية عقداً مُدّته 4 سنوات لقيادة فريق من الكيانات الصناعيّةالخاصة في المجال، بما في ذلك (سيفيكا ار اكس) و (امباك فاين كيميكالس) وأدوية لجميع المؤسسات، وأكدت الصحيفة أنّه يمكن تمديد العقد إلى 812 مليون دولار على مدى 10 سنوات. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.