رحم الله الشيخ محمد حسن أحمد الذي دخل البيوت بابتسامته الوضاءة وعمامته الكاربة دون تناطح وبلباسه المتواضع خاطب القلوب ولم يخاطب الجيوب كثيرا ما كنت اتتبع اشرقات فتاويه وبرامجه التنويرية ومفرداته السلسة يطل علي المشاهدين فتنهمر الاسئلة من القرى والحواري من حبواباتنا من الزوجات والصبايا من المزارعين والتجار والغارمين والمغبونين من اطفال الشوارع ومن الملتحفين السماء من الغبش الميامين من بقاع الارض لم أسمعه يحلف باليمين الغليظ والوعيد والثبور لم يكن يحتاج لان يلوح بقوة عضلاته بل بعلمه الشرعي الغزير يفند ارشاداته من كتاب الله والسنة المحمدية بمفردات بسيطة ولا يخلوا حديثه من القفشات والتلميحات لتقريب المعاني وإيصال المعلومة والفتوى الدينية القاطعة وبقوالب التيسير وليس التضييق . رحم الله الشيخ الذي جاء من عظم الشعب التربال المتفقه ولامس همومهم وأمانيهم ويسر لهم فهم مفردات ايمانهم وحببهم لفضائل العبادات وأنار لهم بخطبه وفتاويه دهاليز العلم الشرعي العميق ووفق مقدراتهم العلمية وقدراتهم المعيشية وبالاسلوب السهل الممتع من أمثال تصدق ولو بشق تمرة وبالتسبيح والحمد لله العلي القدير والحلال بين والحرام بين . الشيخ محمد أحمد كان واعظا ورع وزاهدا تعرفهم بسيماهم من أهل التواضع و الرفق و سهولة المنهج لذا تبوأ في القلوب منزلةً عظيمة ومقعدا رفيعا ، و ما أنْ علم الناسُ بموته و أيقنوا بذلك حتى ذُهلوا و إنفطرت قلوبهم من هول المصيبة حيثُ أنّ العلماء هم نورٌ في الأرض تسير بهم الأمة في طريق الهداية و الصلاح و سوف يبكيه الزولات طويلاً لفقده الجليل و السودان يمر بوقت عصيب كثرت فيه الفتن والمحن والتعارك بالتنابز بالالفاظ والايادي والتسابق للمقاعد الامامية وتسييد المواقف بالابتزال الرخيص والدسائس والمكايدات السياسية والتعصب الكريه والذي أثر في نفسيات الغلابة ونخر عامة المواطنين في قوت يومهم وملح طعامهم وسترة اجسادهم رحم الله أبو الغلابة والموجوعين فكم خففت عليهم ورطبت قلوبهم بالكلمة النصوح وقربت لهم شعائر دين الله وان بعد العسر يسرا وان الدين المعاملة والخلق القوئم و سوف تبكيك الأرض التي كُنتَ تعمُرها بالركوع و السجود ، كما ستبكيك السماء إذ كان لكلماتك العذبة الصادقة و تكبيرك و تسبيحك صدىً في فضائها كدويِّ النحل ودبيب النمل لانك لم تعمل لسلطة او سلطان وبقدر ما كنت تدعو إلى لم الشمل و نبذ الفرقة و الخلاف و تفريق كلمة المسلمين. وانت الذي خاطبت الحبوبات والامهات والصبايا والصبيان واسست لفلسفة الصلح خير للازواج والشركاء وأصحاب المصالح وستشهد لك تراب الارض والقرى والحلال التي طفت بين ربوعها تنشر العلم و النور والهداية مُحتسباً الأجر عند الله سيبكيك أهل الخلاوي والالواح لانكً علّمتهم العلم الشرعي وحفظ كتاب الله ليعبدوا الله على بصيرة و يتعاملوا فيما بينهم على شرعه بلا ضرر ولا ضرار . خالص العزاء لإسرته ومحبيه في فجاج الارض ولا نقول الا انا لله وانا اليه راجعون . و سيظلُّ العلم محفوظاً مادام الكتاب و السنة محفوظين بحول الله وقدرته . عواطف عبداللطيف اعلامية وناشطة اجتماعية مقيمة بقطر عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.