الفقيد الشيخ محمد احمد حسن الذي ودعته الملايين من الناس إلى مثواه الآخير بالدعوات الصالحات، وحزنت عليه حزنا شديدا لأنه ارتبط بأهل السودان جميعهم ارتباطا وجدانيا نابع من سماحة ديننا الاسلامي الحنيف، وقد مثلت مسيرة حياته أسمى صور البذل والعطاء والحب والتفاني والاخلاص في العمل والطيبة ونبل المقصد، تقبل الله فقيدنا العزيز بالقبول الحسن وأسكنه فسيح الجنات مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا، كان حقا على الله أن يحسن عاقبته بما عمل لها ونحن جميعا على ذلك من الشاهدين. كان الفقيد حركة إسلامية حقيقية بلسانه فقط وضحكته وبساطته وتلقائيته، أبدا لم يستغل الدين في مكاسب دنيوية وذاتية وكان باستطاعته ذلك، لكنه كان يعرف الله حق المعرفة، ويعرف أن العمل الدعوي بطريقته تلك يدخله الجنة لانه كان يخاطب عامة الناس، بسيطا طيبا رقيق العبارة، أفنى نفسه ووقته وماله في سبيل خدمة أمته ودينه. كان فقدنا حركة إسلامية بلا عمارات ولا شركات عابرة للقارات، ولا أموال مكدسة في المصارف المحلية والعالمية، ولا أراضي ولا زوجات مثنى وثلاث ورباع، كان حركة إسلامية حقيقية لذلك دخل قلوب كل السودانيين في الداخل والخارج، وقد ذاع صيته بين شعوب الدول العربية والإسلامية بعد ثورة التواصل الإعلامي. الفقيد عليه رحمة الله دخل القلوب قبل البيوت بلا أجهزة أمن ولا تعذيب ولا أجهزة مخابرات ولا جيوش جرارة تنهب قوت الشعب، اسهم بقدر كبير في توعية الناس بدينهم وفي معاشهم بطريقته المعهودة التي اجمع كل السودانيين على انها طريقة مُثلى وذات أثر كبير جدا. لم يتأذى منه أحد ولم يسرق باسم الإسلام، ولم يقتل أحدا من الناس، بل كان ينشر الفرحة والسعادة في نفوس الناس الذين كانوا يستبشرون خيرا بطلته الجميلة، ويتسابقون لطرح اسئلتهم عليه، وكان الفقيد من المعرفة بمكان استطاع أن يترجم اجاباته في أكثر الأمور تعقيدا بشكل مقبول يستخدم فيها الطرافة وساعده في ذلك لهجته الشايقية الظريفة. والمحببة لدى المشاهدين والمستمعين. من هنا أدعوا الذين لا زالوا مستمسكين بانتمائهم لما يسمى ب(الحركة الإسلامية) بكل مسمياتها بأن يأخذوا العبرة من منهج الشيخ محمد احمد حسن في عمله الدعوي، وأن يقفوا مع أنفسهم ولو لدقيقة واحدة ليشاهدوا صُور الذين قتلوهم في رمضان 1990م ودفنوهم في مقبرة جماعية ومنهم أحياء، وما قتلوهم في جبال النوبة وفي دارفور والنيل الأزرق وفي انتفاضة سبتمبر 2013م وفي اعتصام القيادة العامة بحجة الدفاع عن (الإسلام) وعن (الشريعة الإسلامية)، وأن ينظروا كم سرقوا من أموال الشعب السوداني سواء أموالا نقدية أو أراضي استحوزوا عليها بدون وجه حق. على من يسمون أنفسهم ب(الإسلاميين) أن يتدبروا أمرهم، لأن التدبر عباده قد طالبنا الله سبحانه وتعالى بها، وبالتفكّر والتأمل ومحاسبة النفس، وليس الإصرار على الخطأ وتمجيد القتلة وعبادة التنظيم والانتماء، فيجب أن تعلموا أن عبادتهم لكيانكم (المقدس) الذي أنتم فيه، وتصرون إصرارا بليغا بعدم الاعتراف بالجرائم البشعة التي قمتم بها هي التي تجعلكم في الدرك الأسفل من النار لما رسختموه من إنهاء لحياة البشر لأنهم اختلفوا معكم في الفكر والرأي وجعلتم تعذيب وقتل معارضيكم حلالا طيبا وعملا تؤجرون عليه..!!. عندما نظرت لشخصية الفقيد محمد احمد حسن، ووضعت صُور العشرات بل المئات من قادة ما يسمى ب(الحركة الإسلامية) في السودان أمام ناظري وتأملتها صورة بعد أخرى لم أجد أبدا واحدا منهم يشبه الشيخ محمد احمد حسن في فكره ولا في منهجه الدعوي وفي تأثيره على الناس، وفي اخلاصه لدينه وفي مستوى تدينه، بل العكس وجدت العشرات منهم ممن استغلوا الدين في تحقيق مآربهم الشخصية ونهبوا الأموال ليتعمتعوا بها مع أسرهم، ومنهم من تخصص في الاغتيالات والتصفيات الجسدية، ومنهم من عُرف بشتيمة الناس، ومنهم من استغل موقعه في أكل أموال الناس بالباطل، ومنهم من عشت معه وسافرت معه وأكلت معه، قمة الإجرام والسفه والبُعد عن الدين واخلاق وتقاليد أهل السودان. رحم الله الفقيد الشيخ محمد أحمد حسن الذي كان داعية من الطراز الفريد، والذي كان يمثل مدرسة في أسلوب ومناهج الدين القيم الذي يرتقي ببني الانسان، ويحفظ لهم أموالهم وامكانياتهم ودمهم وأعراضهم، هذه هي مقاصد الدين الحقيقية، وليس دين القتلة والسُراق والمعتوهين أعداء الإنسانية.. خالد ابواحمد 28 مايو 2020م عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.