الصدق كمبدأ قيمة لا يُختلف حولها ، و لكن هنالك أسئلة مهمة يجب الاجابة عليها فيما يتعلق بموضوع نفي المتحدث باسم الجيش السوداني لخبر هبوط طائرة ( قدح الدم ) : هل يجب علي الدول ان تعلن عن اي طائرة تهبط في مطاراتها؟ هل يُطلب من الناطقين الرسميين باسم القوات المسلحة أن يصدقوا مع وسائل الاعلام الجماهيرية عندما يتعلق الأمر بهبوط طائرة ربما تكون عسكرية و تندرج تحت مسائل الأمن القومي؟. شئون العلاقات الدولية التي تمس النواحي العسكرية و المخابراتية فيها محاذير تتعلق بالأمن القومي قد تجعلها غير قابلة للنقاش في الهواء الطلق. حتي في اعتي الديمقراطيات تُعقد احياناً جلسات استماع مغلقة لا تفتح لوسائل الاعلام، و هنالك ملفات لا يُسمح بالافراج عنها الا بعد مضي سنوات طويلة قد تصل الي عقد و نصف. الرسول المعظم صلوات ربي و سلامه عليه أجاز اخفاء الحقيقة في مواضع منها الحرب ( الامن القومي ) و الصلح بين الناس ( الأمن الإجتماعي ) و الخلاف مع الزوجة /الزوج ( الأمن الأسري ). النقد ليس غاية في حد ذاته ، ولو أنفق كل منتقد زمناً يسيراً للتمعن في ما بين يديه من اخبار و قلبّها ببصيرة الحكمة و المقارنة و المقاربة المنطقية بدلاً عن الطيران بها الي أقرب وسيلة تواصل اجتماعي او ورقي تتوفر ، لكفي نفسه و الناس شراً عظيماً و لغطاً كثيراً. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لَا يَحِلُّ الْكَذِبُ إِلَّا فِي ثَلَاثٍ : يُحَدِّثُ الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ لِيُرْضِيَهَا ، وَالْكَذِبُ فِي الْحَرْبِ ، وَالْكَذِبُ لِيُصْلِحَ بَيْنَ النَّاسِ ) ، وصححه الشيخ الألباني في " صحيح سنن الترمذي. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.