مشوار داخلي في جدة بعربة ( اجرة ) يقودها شاب ارتيري . كان طيلة الرحلة يحدق في شريط ( الكاسيت ) بيدي . وصلت مقصدي وناولته نصيبه فرفض وقال : ( اريد هذا الشريط مقابل المال ) . كان الشريط للفنان احمد المصطفي اشتريته بخمسة ريالات وكان علي ان ادفع له خمسة عشر ريالا . حاولت ان اشرح له ولكنه تناول مني الشريط وانطلق في سعادة لا توصف . في منيابولس اوصلني شاب اثيوبي بسيارته ( الليموزين ) الي البيت . شكرته وقبل ان اودعه قال : ( انت سوداني ) . قلت : ( نعم ) . حكي لي علي الفور ان والده شديد التدين يتلو القران ويقيم الليل . واردف قائلا : ( والدي يحب السودان ويطرب لوردي ) . تعرفت علي كيني ، قال لي : ( انني احب بلدكم واقدره لصدقكم ولصفات تميزكم عن سائر اهل الارض ) طلب نسخة مترجمة لمعاني القران الكريم كانت معي فاهديتها له . في جدة صومالي حسبته سوداني طلب ( هلل ) عملة معدنية صغيرة للمكالمات التلغونية . اعطيته المطلوب وشربنا الشاي وعرفت انه بروفسور قادم لتوه من المانيا . ولم ينس ان يشيد بالسودانين . والاصدقاء بالجنوب الحبيب قبل وبعض الانفصال مازالت اواصر الود قائمة بل ازدادت متانة . كثير من الرؤساء الافارقة عاشوا بيننا واكلوا معنا الملح والملاح . عشان كده ابقوا عشرة علي دول الجوار . حمدالنيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي . منسوتا امريكا . عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.