بسم الله الرحمن الرحيم سيادة وزيرة الخارجية الموقرة السيدة أسماء عبد الله تحية طيبة وبعد، نشرت عدة صحف سودانية يوم 15 مايو 2020 نقلا عن صحيفة "آخر لحظة" خبرا جاء فيه "ان وزارة الخارجية قد أكملت ترتيباتها لاغلاق 11 سفارة" من بينها سفارة السودان في اليونان. لقد فوجئت الجالية السودانية في اليونان بالخبر، إذ إعاد إلينا، مجددا، تجارب معاناة فائقة خبرناها كثيرا من دوامة اغلاق وفتح سفارتنا في اليونان خلال الاربعين عاما الماضية. لقد أشاع الخبر بين أعضائنا شعورا عميقا بالقلق والإحباط، في ظروف كان يحدونا فيها الامل بعد انتصار ثورتنا المجيدة، أننا قد استعدنا العلاقة الطبيعية مع بعثتنا التي ظللنا لعقود نهرب من ابوابها واشخاصها وحتى اسمها، واستعدينا نفسيا وذهنيا كي نتلاحم معها بخبراتنا ومعارفنا التي بنيناها من اقامتنا الطويلة واندماجنا في البلاد، للدفع بالعلاقات والمصالح المشتركة بين البلدين هي عديدة وحيوية على المستوى الرسمي والشعبي. تقدر الجالية السودانية في اليونان الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها بلادنا، كما تدرك جيدا أن اليونان بلد صغير ومحدود التأثير اقتصاديا وسياسيا. ومع ذلك فان لليونان خصوصية تجعل منها منطقة حيوية لبلادنا، على صعد عدة، وفي مقدمتها الفوائد الاقتصادية والتجارية التي استفادت منها بلادنا كثيرا فضلا عن العلاقة التاريخية بين الشعبين التي تركت بصماتها حتى في اسماء الاحياء والمدن السودانية. وعدا عن الفوائد الاقتصادية والتجارية، فلقد استفدنا كثيرا من العلاقات الثقافية والعسكرية عبر عشرات المنح المجانية ومئات من الخريجين في مختلف التخصصات الذين يؤدون دورهم داخل وخارج السودان. ونذكر بكثير من الفخر والامتنان اخوتنا الذين واصلوا العلاقة الطيبة بتأسيس "جمعية الصداقة السودانية اليونانية" التي تتخذ من الحديقة الدولية في الخرطوم مقرا لها. ونذكر في نفس الوقت العلاقة الطيبة مع "جمعية اليونانيين السودانيين" التي تمثل مئات من اليونانيين ممن عاشوا في السودان وما زالوا مرتبطين أشد الارتباط بماضيهم في السودان ومستعدين لتقديم خدماتهم متى ما توفرت الارادة والظروف العملية لهم في بلادنا. ختاما وللاسباب آنفة الذكر، ولاحتياجات حيوية لرعايا السودان في اليونان فاننا نتطلع الى اعادة النظر في قرار اغلاق سفارتنا في اليونان، ان صحّ ما تناقله الاعلام السوداني المشار اليه أعلاه، وابقاء بعثتنا وتمثيلنا الدبلوماسي في البلاد مع ثقتنا ان الخيارات الاقتصادية للمحافظة عليها موجودة بما في ذلك تقليص وترشيد نفقاتها الى الحد الادنى. تقبلوا فائق الاحترام والتقدير الجالية السودانية في اليونان 2 يونيو 2020 أثينا، اليونان بصورة الى سيادة السيد رئيس الوزراء الموقر الدكتور عبد الله حمدوك سيادة السيد وزير الدولة بوزارة الخارجية د.عمر قمر الدين سعادة الامين العام لجهاز تنظيم شؤون السودانيين العاملين بالخارج السيد مكين حامد تيراب سعادة القائم باعمال سفارة السودان في اليونان الموقر