كنت نسبت إلى "طمسة" ولاد المدن الزعم بأن حشد الأنصار الذي جاء للعاصمة ليعزز مطلب الأحزاب بحل الحزب الشيوعي كان يسأل من يلقاهم من الناس عن "حلة الشيوعيين" لتأديبهم. وكتب لي أكثر من صديق على صفحة الفيس بوك يقول إنه التقى بجماعات منهم وسألوه عن حلة الشيوعيين. فالذائعة حق. وتذكرت أنني كنت نقلت على صفحتي حكايتين لم يسأل فيهما الأنصار عن حلة الشيوعيين فحسب بل اجتمعوا ببعض "سكانها" من غير يعرفوا إلا مؤخراً. وكانت بينهما خوة دامت. علق الأستاذ ساتي بكري ساتي على بوست لي عن حل الحزب الشيوعي 1965 وتجربته مع الأنصار ما يلي: الشيوعيون دافعو عن حزبهم ببسالة. أتذكر لحظات هيجان الاحزاب بقيادة الإخوان المسلمين جاء حزب الامه بالأنصار من الجزيرة أبا يهتفون: "عيال لينين ما عندكو دين". كانوا نازلين في الديوم الشرقية بديم التعايشه بمنزل شيخ الطريقة القادرية. كنا جيران بعض. كان الأنصار بعد أن ينتهوا من مظاهراتهم نأتي كلنا نتغدى معاً في بيت الشيخ. نسألهم هل وجدتم الشيوعين فيقولون مالقيناهم أولاد أيه وأيه. شتيمة طبعاً. وحين جاء وقت رجوعهم قال لهم الشيخ القادري: "لو لقيتو الشيوعيين بتعرفوهم؟". فقالوا لا. قال لهم "الأولاد البتتغدو معاهم كل يوم ديل، وبصلو معاكم، والبحضرو معانا الذكر كل خميس واثنين، ديل شيوعيين". استغرب الأنصار وسألونا: إنتو شيوعيين؟" فقلنا لهم نعم. وتواصل النقاش حول شيوعيتنا معهم حتى سفرهم. والغريب أن المودة اتصلت بيننا وبينهم بفضل المرحوم شمس الدين من أبناء الجزيرة أبا الذي صار حلقة الوصل بيننا. حلة الشيوعيين 2 كتب خليل الياس، من قادة اتحاد الشباب في الستينات، في جريدة الميدان كنت أحمل في سيارتي قدراً من الخبز من باب كوستا وطحينية وجبنة والماء لدعم المتظاهرين ضد حل الحزب الشيوعي. انتهى الحشد في العصر وقفلت عائداً إلى منزلي بالخرطوم بحري عبر المحطة الوسطى بالخرطوم. أوقفني ثلاثة رجال واضح أنهم من الأقاليم. -إنت من الخرطوم كان العطش والجوع بادياً عليه. -وبتعرف حلة الشيوعيين -داير منهم شنو؟ -جينا هنا عشان نكاتل الشيوعيين الملاحدة. نظرت إليهم مرة أخرى وبان لي إرهاقهم الكبير -باين عليكم تعبانين -والله من أمس لا أكلنا لا شربنا -اتفضلو معاي على البيت وبعد الغداء أوريكم حلة الشيوعيين. وسرنا إلى حي المزاد الدرجة الثالثة بحري. توضأنا لصلاة العصر وقدموني إماماُ. ثم تغدينا. وتصادف أن كان غدائي جيداً لأنه مما جاء به جار سماية. نام الجميع حتى صلاة المغرب. ايقظتهم. وكان بينهم شاب فيه معرفة وكلامه ليس ريفياً خالصاً. -كتر خيرك يا خوي. والله يبارك ليك ويبعدك من الشيوعيين الكفار. خلاص بعد دا ايرين نمشي لحلة الشيوعيين. الله أكبر عليهم. -لو قلت ليك أنا شيوعي بتصدقني. وقف الشاب مندهشاً مضطرباً: -عليك الله إنت شيوعي. إنت صليت معانا. وأديتنا أكلاً سمح. الشيوعية ما بصلو ولا بعرفو الرسول. -الناس البقوليكم الكلام دا ناس كضابين. ولا بخافو الله. وبقولو ليكم الكلام دا عشان ما تصوتو للشيوعيين. اسع ليكم تلاته أيام لا أكل لا شراب ده هس كلام ناس مسلمين؟ نحن الحق بنصلي وبنصوم وبندي الزكاة ونساعد المساكين عموماً. وبيوتنا مفتوحة ليكم أهلاً ومرحب في كل وقت. وأخذتهم لأم درمان ليحقوا بمن تبقى من الأنصار العائدين إلى قراهم. بعد مدة جاء من جماعة بابنوسة من سأل مني في البنك. وقال له إنه جاءهم في بابنوسة شيوعي اسمه عثمان. وصار ابنه وبنته هو بنفسه بفضله شيوعيين. وسأل: هل لسع بتقروا في لياليكم السياسية سورة "ورأيت الناس يدخلون في دين الله افواجا" وكان الشيوعيون يكثرون منها في بدء مناسباتهم السياسية. وقيل إنه حدث في ليلة سياسية للإسلاميين افتتح أحدهم الليلة بالسورة. فقال أحدهم: -يا مولانا ما تقرا لينا سورة الشيوعيين دي -لكين الشيوعيين ما عندهم سورة. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.