مجلس السيادةينفي ما يتم تداوله حول مراجعة الجنسية السودانية    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    إقصاء الزعيم!    برشلونة: تشافي سيواصل تدريب الفريق بعد تراجعه عن قرار الرحيل    إيفرتون يصعق ليفربول بثنائية    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    السيسي: قصة كفاح المصريين من أجل سيناء ملحمة بطولة وفداء وتضحية    حدثت في فيلم كوميدي عام 2004، بايدن كتبوا له "وقفة" ليصمت فقرأها ضمن خطابه – فيديو    الجيش يقصف مواقع الدعم في جبرة واللاجئين تدعو إلى وضع حد فوري لأعمال العنف العبثية    تشكيل وزاري جديد في السودان ومشاورات لاختيار رئيس وزراء مدني    الحلم الذي لم يكتمل مع الزعيم؟!    أحلام تدعو بالشفاء العاجل لخادم الحرمين الشريفين    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    السودان..رصد 3″ طائرات درون" في مروي    البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك    دبابيس ودالشريف    كواسي إبياه سيعيد لكرتنا السودانيةهيبتها المفقودة،،    في أول تقسيمة رئيسية للمريخ..الأصفر يكسب الأحمر برعاية وتألق لافت لنجوم الشباب    خادم الحرمين الشريفين يدخل المستشفى    وزير الخارجية المكلف يتسلم اوراق اعتماد سفير اوكرانيا لدى السودان    فيديو.. مشاهد ملتقطة "بطائرة درون" توضح آثار الدمار والخراب بمنطقة أم درمان القديمة    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب سوداني يترك عمله في عمان ويعود للسودان ليقاتل مع الجيش في معركة الكرامة.. وثق رحلته من مسقط حتى عطبرة ليصل أم درمان ويحمل السلاح ويطمئن المواطنين    شاهد بالصورة والفيديو.. "دعامي" يظهر في أحضان حسناء عربية ويطالبها بالدعاء بأن ينصر الله "الجاهزية" على "الجيش" وساخرون: (دي بتكمل قروشك يا مسكين)    شاهد بالصورة والفيديو.. إعلامية مصرية حسناء تشارك في حفل سوداني بالقاهرة وتردد مع الفنانة إيلاف عبد العزيز أغنيتها الترند "مقادير" بصوت عذب وجميل    محمد وداعة يكتب: الامارات .. الشينة منكورة    إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة جيبوتي .. 21 قتيلاً و23 مفقوداً    العين إلى نهائي دوري أبطال آسيا على حساب الهلال السعودي    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    مدير شرطة ولاية نهرالنيل يشيد بمجهودات العاملين بالهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس    عن ظاهرة الترامبية    مدير شرطة محلية مروي يتفقد العمل بادارات المحلية    إيقاف حارس مرمى إيراني بسبب واقعة "الحضن"    «الفضول» يُسقط «متعاطين» في فخ المخدرات عبر «رسائل مجهولة»    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الإثنين    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الإثنين    نصيب (البنات).!    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



للحق ومن اجل انصاف التاريخ فيما ورد من تعقيب علي أستاذ بدر الدين السيمت من أستاذ خالد الحاج .. بقلم: جبير بولاد
نشر في سودانيل يوم 07 - 07 - 2020

في بدايات شهر يونيو المنصرم نشرت بصحفيتكم الغراء (سودانيل) سلسلة مقالات للأستاذ خالد الحاج فيما كان عنوانه ( تعقيب علي الأستاذ بدر الدين السيمت) ، عقب تعقيب استاذ السيمت علي فيلم عرض عن الأستاذ محمود محمد طه بعنوان ( تجسيد المعارف علي منصة الأعدام ) .
في البدء كل ما اشتملت عليه هذه المقالات من قبل أستاذ خالد الحاج من سرد تاريخي و اشتباك معرفي في حيز المعرفة و العرفان متروك للرد من صاحب التأويل نفسه ، أعني ، أستاذ بدر الدين السيمت ، لأنه ينطلق من منطقة معرفية و عرفانية لا يستطيع أن يتحدث فيها اي أحد نيابة عنه ، و لكن مل يهمنا في هذه المساحة من مادة النشر هو الحديث عن التاريخ و آفة التاريخ الرواه كما ذكر قديما ، و لأن الحديث عن التاريخ مرتبط بالوقائع ، و أبطالها الحقيقيين الذين هم اصحاب الفعل الحقيقي ، كان لابد من الوقوف و التمحيص لما ذكره أستاذ خالد الحاج في وقائع تعتبر جوهرية و هامة في تاريخ السودان الحديث و تحديدا إنفاذ حكم الأعدام في الأستاذ الجليل و الروح العرفاني ، الأستاذ محمود محمد طه ، و هذا أمر لا يهم الجمهوريين فقط ، بل يهم كل السودانيين ، لأنه من صميم تاريخهم الحديث ، بالأضافة لمستوي التأمر الداخلي و الخارجي الذي صاحب هذا الحدث -الأهم_ في اعتقادي لأنه كان بذرة الثورة السودانية ، في عمقها الروحي و في كافة معاني الحرية و الأنعتاق و اطلاق الثورة الثقافية و وضع السودان و الشعب السوداني في مساره الصحيح الوضيء الذي ضل عنه كثيرا بسبب تنكب الدروب و المؤامرات الداخلية و الخارجية .
لمعرفتي بأستاذ خالد الحاج و أستاذ بدر الدين السيمت ، أتوخ الحذر عن التناول لما للقامتين من وضع خاص فكري و معرفي ، و لكن عند الحديث عن وقائع التاريخ _كما أسلفت _ فهذا شأن اخر ، لأن الاحتكام للتاريخ لا تنصفه الا الوقائع الصحيحة ، الأقوال الصادقة و الشهود الثقاة ، في ثنايا سلسة مقالات أستاذ خالد الحاج تم ذكر شاهد لواقعة تعتبر الأخطر في مسألة مؤامرة أغتيال الأستاذ محمود محمد طه و هو الأن بين يدي رب رحيم ،( متوكل مصطفي حسين) ، لكن للغرابة بالرجوع لوثائق من العام 2003 م ، عبارة عن كتابة لأستاذ السيمت في ردود علي اتهامات أستاذ الحاج ، طالب فيها أستاذ السيمت من استاذ الحاج ذكر اسانيد و اسماء من نقلوا شبهة أشتراك استاذ السيمت في التحريض علي الأسراع في تنفيذ حكم الأعدام علي الأستاذ محمود محمد طه ، و هذا الأمر نفاه جملة و تفصيلا أستاذ السيمت ، بل طالب وقتها من أستاذ خالد الحاج ذكر هذا الشاهد ! و لم يذكر حينها أستاذ خالد الحاج أي اسم ، و المرء اليوم يندهش من ذكر شاهد راحل ضمن سلسلة مقالات أستاذ خالد الحاج و هو صديق كريم و ذي خصال لدي استاذ السيمت و هو الراحل (متوكل مصطفي حسين ) .. السؤال لماذا تم اقحام اسم شاهد بعد أن رحل و كان في الأمكان ذكره و توثيق شهادته أبان حياته التي كانت متصلة بأستاذ السيمت ؟!
..كثير من الأسئلة تتري في هذا الموضوع الخطير ..موضوع أغتيال الأستاذ الجليل محمود محمد طه و لكننا ننتظر الأجابة و توضيح الوقائع كما بذلت هنا في هذا الموقع الألكتروني .
أدناه كتابات توثق رد أستاذ بدر الدين السيمت في العام 2003م و التي قوبلت بصمت ما زال يطرح أسئلة كثيرة حول كتابة استاذ خالد الحاج لتلك الوقائع التاريخية .
خطاب مفتوح
وقولوا للناس حسنا، وأقيموا الصلاة
بسم الله الرحمن الرحيم
"وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا، فاعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره"
إلى حضرة أخينا الكريم الأستاذ عمر هواري
تحيتي ومحبتي وتقديري، لك وللأسرة الكريمة
أما بعد،
كما هو معلوم لديك، فإنني قد نشرت بصالونكم العامر، مقالين في تمجيد، وتعظيم، واعلاء شأن الأستاذ
الجليل محمود محمد طه، وكان ذلك في مطلع عام 2000
منذ ذلك التاريخ، لم أخاطب الصالون، احتراما لرغبة الأخوان الكرام، الذين كانوا يرون، بحق، أن الصالون مكان خاص، لجماعة معينة.
بالرغم من هذا فإننا، نحمد لك، انك كنت تنشر، من وقت لآخر، ما يرد لك، عن طريق غيرنا، مدحا كان أم ذما، ولا يطعن في هذا، أن الذم كان أكثر من المدح، فأنت محكوم بما يرد إليك، ولا تثريب عليك
ليس لدي أية نية، للكتابة للصالون، أو اتخاذه منبرا... كان ولا يزال ولن ينفك.
بيد أن الأخ الكريم النذير، قد وضع بين يدي، مقالا لأخينا الأستاذ خالد الحاج، وليس لدي تعقيب، علي مثل هذه المقالات التي_ وان ورد في ثناياها بعض ما يستحق التعليق_ إلا إنها في جملتها، وتفصيلها، تستهدف الإساءة، والتشهير، وحط الأقدار... أنني اعتبر كل ذلك هدية وابتلاء من الله لنا، في شهر رمضان الكريم.. فقد أراد الله أن يمتحن رضانا... فليستمر خالد- إذا شاء- ولينشر تفاصيل كل ما يريد، ولا يترك صغيرة ولا كبيرة... وليستمر في الانطواء علي ما يتمناه لنا من شرور، الأمر الذي لم يكن يدر بخلدي في يوم من الأيام، لو لا أن خالدا قد كتبه بقلمه... ليستمر خالد، في هذا الطريق الذي اختاره و ليعلم، أنني متوكل علي الله، شاني شأن المؤمن، اذا أصابه خير شكر، وإذا أصابه شر صبر. ليعلم خالد، أنني لست كما يتصور!! لست خائفا، ولست طامعا، ولست متملقا لأحد.
بيد أن هناك مسألة، في غاية الأهمية، لابد من التعقيب عليها.
يقول خالد:
" وقد بلغت الخيانة ببدر الدين- وقد وردنا ذلك في حينه من بعض الأخوان المحامين- أنه بعد الحكم علي الأستاذ، كان علي صلة ببعض أطراف المؤامرة، وشعر بتردد وخوف من آثار روحية محتملة، إن هم ذهبوا في أمرهم حتى التنفيذ، فخشي أن يتراجعوا!! فأخذ يشجعهم علي التنفيذ، ويطمئنهم أنه لا شئ روحي سيحدث لهم!! هذا هو موقف بدر الدين، الحقد، والي هذا المستوي الذي ذكرناه!! وقد كنا وقتها نترقب صاحب الدور، ولا نأمن المكر الإلهي، فإذا به بدر الدين"
جميع ما ذكره خالد أعلاه، هو محض كذب، فلم يحصل علي الإطلاق، أن اتصلت بأي من أطراف المؤامرة، ولم أشجع أحدا علي التنفيذ، ولا تربطني أية صلة، من قريب أو بعيد، بقتلة الأستاذ الجليل، ولم أقابل أي واحد منهم، في أي وقت من الأوقات.
مما يكذب مزاعم خالد، أنني قد كنت بمدينة أبو ظبي في وقت المحاكمة، ووقت التنفيذ!! بل إنني قد خرجت من السودان، في آو أخر عام 1983، ولم اعد إلى السودان، إلا في يوليو 1985، لفترة وجيزة... فكيف تسني لي أن أكون علي صلة، ببعض أطراف المؤامرة؟ وكيف تسني لي أن أشجعهم، علي التنفيذ؟
إن وجودي خارج السودان طيلة تلك الحقبة، هو أمر معلوم ويمكن إثباته.
وحيث أن عبارات خالد، تعتبر اتهاما لي بالتحريض علي جريمة قتل،
وحيث أن عبارات خالد، تثير الكراهية، وتستعدي علي شخصي، أسرة الأستاذ الجليل، والذين اكن لهم كل حب، ومودة، وتقدير،
وحيث أن عبارات خالد، تثير الكراهية، وتستعدي علي شخصي الأخوات والأخوان الجمهوريين، والذين أكن لهم، كل حب، ومودة وتقدير،
وحيث أن عبارات خالد تثير الكراهية،وتستفز الأحرار في كل مكان،
وحيث أن عبارات خالد تعتبر تزويرا لتاريخ السودان الحديث،
وحيث أن عبارات خالد تعتبر تزويرا لتاريخ الفكر الديني،
فإنني أطلب من خالد، أن يحدد أسماء المحامين، وان يحدد أسماء أطراف المؤامرة، ومتي وكيف اتصلت بهم؟ وإنني علي استعداد تام لمقابلة أي شخص في هذا الصدد.
الغريب في الأمر ان خالدا، لم يكن مهتما بتوفير الحماية للأستاذ العظيم، الذي انفضوا من حوله،و تركوه وحده، واقفا، كالطود العظيم... ماذا كان يترقب خالد في تلك الأيام العظيمة؟ اسمعه يقول: " وقد كنا وقتها نترقب صاحب الدور، ولا نأمن المكر الإلهي، فإذا به بدر الدين"
ليته اكتفي بالتراجع، عن الأستاذ الذي يتحدث باسمه اليوم، وكأن شيئا لم يحدث!! ليته صمت عن علمه الذي كان يترقب به صاحب الدور!!
بمثل هذا العلم الترقبي، خاض خالد في أمر تأويل القرآن العظيم، وهو يقول لقومه: " لا تسمعوا لهذا القرآن، والغوا فيه لعلكم تغلبون"
أن خالدا لن يستطيع، أن يخرجنا عن حالنا، ولن يستطيع أن يصرفنا عن عملنا، وعن همنا... عملنا هو القرآن، وهمنا هو القرآن... التأويل والبيان، كل يوم، وكل ليلة، بل كل لحظة!!
يمكن لخالد، أن ينشر علي الملأ كل ما يريد، بكل التفاصيل التي يحبها.
لقد كان هم خالد اليوم، هو همه عام 1985، لصق كل قبيح ببدر الدين!!
إن خالدا قد حسب كل شئ، إلا انه لم يحسب " الله" الذي يعز ويذل، ويعطي ويمنع، ويقبض ويبسط، ويهب لمن يشاء بغير حساب، فبيني وبينه: "الله"
المهم، إنني أطلب إجلاء هذا الموضوع إجلاء تاما، تحقيقا للحق... أطلب أسماء المحامين، وأطلب أسماء الأطراف؟ يجب أن نترك أي موضوع آخر سوي هذا الموضوع.
وان تولوا فانما هم في شقاق، فسيكفيكم الله، وهو السميع العليم
بدر الدين يوسف
العاشر من رمضان1424 هجرية
ما زلت منتظرا الرد
بسم الله الرحمن الرحيم
" يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا ، وكان عند الله وجيها* يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا"
" طوبى للمطرودين من أجل البر، لأن لهم ملكوت السماوات* طوبى لكم، إذا عيروكم وطردوكم، وقالوا عليكم كل كلمة شريرة من أجلي كاذبين"
لقد أطلعت علي المقالة المطولة للأستاذ خالد الحاج ، المؤرخة، في 27 رمضان الجاري، والتي حاول بها أن يصرف المسألة الأساسية، التي أوقع نفسه فيها، ولذلك فإنني سوف أعيدها له مرة أخري، بعد أن ناشدته مرتين، دون جدوي: أولا: الاتهام بدم الأستاذ:
إن التحريض علي قتل أي إنسان، ليس أمرا هينا، دع عنك دم الأستاذ الجليل. إن خالد الحاج لم يورد كلاما معمما، كما يزعم، وانما ذكر كلاما محددا أعيده عليه: يقول خالد: " وقد بلغت الخيانة ببدر الدين-وقد وردنا ذلك في حينه من بعض الأخوان المحامين- انه بعد الحكم علي الأستاذ كان علي صلة ببعض أطراف المؤامرة، وشعر بتردد وخوف من آثار روحية محتملة، إن هم ذهبوا في أمرهم حتى التنفيذ، فخشي أن يتراجعوا!! فاخذ يشجعهم علي التنفيذ، ويطمئنهم أن لا شئ روحي سيحدث لهم!! هذا هو موقف بدر الدين الحقيقي، الحقد إلى هذا المستوي الذي ذكرناه!! وقد كنا نترقب وقتها صاحب الدور ولا نأمن المكر الإلهي، فإذا به بدر الدين" جميع ماذكره الأخ خالد، محض كذب، ولقد ذكرت في المرة السابقة، إنني في هذا التاريخ المحدد،فيما بين ديسمبر 1984ويناير 1985، لم أكن موجودا بالسودان، مما يجعل كلام الأخ خالد، عاريا من الصحة، فكيف تسني لي الاتصال من أبو ظبي ببعض أطراف المؤامرة، وتشجيعهم وتطمينهم؟ لم يقل الأخ خالد شيئا في هذا، لأنه لا يوجد شيء يستطيع أن يقوله، في هذا البهتان المبين. ما زلت مصرا، علي ذكر أسماء المحامين، وذكر أسماء أطراف المؤامرة... وذكر الأسماء ليس في يدي، كما يزعم خالد، في قوله الغريب الذي أعيده عليه مرة أخري. يقول خالد: " وعلي كل ذكر الأسماء، في يد بدر الدين، فلو كان حريصا عليه يستطيع، أن يلجأ للقضاء، وسيحضر الجميع للشهادة" لقد أعلنت في المرة السابقة، العفو والصفح الجميل، عن كل من يوجه لي سبا، بل إنني أعتبرت ذلك هدية من الله لي في رمضان الكريم، ويهمني أن أؤكد هذا النهج مرة أخري، ومهما فعل الأخ خالد، والذين من خلفه، فإننا سوف نقابل إساءتهم إلينا بالإحسان. الغريب في الأمر، أن يتخلي الأخ خالد، عن مسئوليته، عن أقواله، ثم يطلب مني اللجؤ إلى القضاء!! أي قضاء هذا؟ إن الاختصاص هنا ينعقد للمحاكم السودانية، مكان وقوع الجريمة المزعومة!! ليعلم الأخ خالد، إنني استعين بالله ، وأعتصم به، فنعم المولي، ونعم النصير...وسوف لا الجأ إلى محكمة، دع عنك المحاكم السودانية... وما هي المحاكم السودانية، أليست هي محاكم الأخوان المسلمين، التي قتلت الأستاذ، وأهدرت كل الحقوق الأساسية. يبدو أن الأخ خالد، لا يقيم وزنا للحقوق الأساسية، فهو يهددني، بانني في منطقة الهوس، بل إن الهوس، موجود في الغرب، ويمكن للسلفيين الإيقاع بي، وعندها لن أجد أحدا يتعاطف معي. إن مثل هذا التهديد، لن يزيدني إلا إيمانا وتسليما، فأنا أعتمد علي الله وحده، ولم ولن أطلب من أحد، مساعدتي...فإذا كان الأخ خالد يخشي بأس السلفيين، إلى هذا الحد، وهو يحاول استعداءهم علينا، ومساعدتهم بنشره تشويها لافكارنا، مستعملا المفردات السلفية، ومرددا نفس الاتهامات التي كانت توجه للأستاذ الجليل، مثل قوله: إن دعوتنا هي أكبر دعوة لتشويه الإسلام، منذ أن جاء الإسلام... إذن فليعلم خالد، إننا نتوكل علي الله وحده لا شريك له، ولن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا. إن خالدا يعلم سلفا، أن المحاكم التي يطلب منا اللجؤ إليها، تحاكم علي مثل هذه الاتهامات التي يروج لها، بعقوبة الإعدام... إذن فليعلم خالد، أن الموت في سبيل الله، هو أعز مطالب الأحرار، وان استعداءه المكشوف للسلفيين، علينا لن يزيدنا إلا اعتصاما بالله، وتمسكا بالحق، واني أدعوه ليتأمل في قوله:" ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات، بل أحياء ولكن لا تشعرون" ثم فليعلم بعد ذلك، أنني لست أبالي حين أقتل مسلما، علي أي جنب، كان في الله مصرعي... فلو بان عضدي ما تأسف منكبي، ولو مات زندي ما بكته الأنامل... فليقضوا علينا بما شاءوا:" إنما تقضي هذه الحياة الدنيا"
أهم حدث في تاريخ السودان
إن مسألة دم الأستاذ، هي أهم حدث في تاريخ السودان، والأخ خالد يزعم أنه يروي شهادته للتاريخ!! فلماذا إذن يمسك، عن ذكر أسماء المحامين؟ أليست هذه أهم مسألة تاريخية؟ أن الأخ خالد، قد أعطي المجرمين، الذين تآمروا علي قتل الأستاذ، فضيلة لا يستحقونها، وذلك بتصويره للمتآمرين، الذين كانوا يحيكون الدسائس، ويتربصون بالأستاذ ريب المنون، منذ الستينات، صورهم كمترددين في التنفيذ، لولا أنني شجعتهم، وطمأنتهم، بان لا شئ روحي يحدث لهم. بمعني آخر إن تنفيذ حكم الإعدام، ما كان ليتم لو لا تدخلي!! إذن ماذا فعل خالد، لإنقاذ حياة الأستاذ العظيم، وهو يعلم كل هذه المعلومات؟ ماذا فعل مع هؤلاء المحامين المزعومين؟ وإذا كان المتآمرون أناسا طيبين، يخشون عواقب المسائل الروحية، ويترددون في التنفيذ، فلماذا لم يتصل بهم خالد والمحامون المزعومون لاقناعهم بعدم تنفيذ الحكم، لاسيما أنهم كانوا مترددين، والأخ خالد يزعم أنه يعرف أسماءهم؟ سبحان الله!! هل يبالي هؤلاء المجرمون، الذين قتلوا الأستاذ، بأية مسألة روحية؟ لقد كان القتلة متعمدين، ومصممين، مع سبق الإصرار والترصد، ولم يكونوا ضحايا لأية مؤثرات خارجية!! إلا أن الأخ خالد، قد برأهم من دم الأستاذ، أو علي أيسر تقدير خفف من وزرهم. أم أن خالدا لم يتدخل، لإنقاذ حياة الأستاذ، لأنه كان يريد أن تتم نبوءته، بان الأستاذ سوف يقتل، مثل ما قتل المسيح، وأن أحد تلاميذه سيخونه!! وبالطبع، فان نبوءة خالد، تفهم صراحة وضمنا من عبارته: " وقد كنا نترقب وقتها صاحب الدور، ولا نأمن المكر الإلهي، فإذا به بدر الدين " يلاحظ أن خالدا، يستعمل صيغة الجمع " وقد كنا نترقب " إذن، لو صح ما يقوله خالد، فان طائفة كبيرة من الجمهوريين، كانوا يعلمون سلفا، إن الأستاذ سوف يقتل، وان عملهم هو ترقب صاحب الدور الذي سوف يخون الأستاذ، ليجري للأستاذ كل ما جري للمسيح الإسرائيلي وهم لا يأمنون مكر الله!! اللهم أن هذا أمر مؤسف، أقل ما يوصف به، انه يناقض حتى ما يقولونه في مجالسهم من انتظار عودة الأستاذ قريبا،... فإذا كان كل ما جري للمسيح الإسرائيلي ، يجري للمسيح المحمدي، فان المسيح الإسرائيلي لم يعد، وها قد مضي أكثر من ألفى عام!! إنني أطلب من الأخ خالد أن يحدد أسماء الأخوان المحامين، واسماء المتآمرين، وكيف اتصلت بهم، وإلا فانه من الكاذبين. من هم هؤلاء المحامون؟ أهو أخونا وصديقنا طه أبو قرجة- عليه رضوان الله- والذي كان معنا، كل يوم ، في الذكر والفكر والعلم والقرآن، بل ان آخر ما كان يتحدث به معنا، في آخر يوم له في الدنيا، وأول يوم له في الآخرة، هو الآية الكريمة: " ما عندكم ينفد وما عند الله باق " بل أن طه، عندما أفاق، وهو علي فراش الموت، كان أول سؤال سأله عني؟ فلما علم أنني ذهبت لرعاية أولاده مع بنتي، وسوف أعود، ابتسم، وقال: هذا أطيب شئ... أما خالد فيقول أن كل من يتصل بي فهو من شاكلتي!! وما هي شاكلتي؟ يقول خالد عني: " بدر الدين يوسف السيمت، الذي نعرف له من النقائص، ما يجعل الشيطان نفسه يستخذى " إن اللدد في الخصومة، سول للأخ خالد، أن يعطي الشيطان فضيلة لا يستحقها، ثم طابت له نفسه، أن يفتخر بمعرفته لنقائص الآخرين، و نحن لا نملك إلا العفو والصفح الجميل. خالد بهذا يسئ، لعدد كبير من الأخوان الأفاضل ولأسرهم، واني لأرجو أن يغفر الله لخالد، واني لأرجو من كل شخص، وكل أسرة وصلتها إساءة خالد والذين من خلفه، العفو والصفح عن خالد ورفاقه. من هم هؤلاء المحامون؟ اهو صديقنا وأخونا الدكتور عبد الله النعيم؟ والذي يكن لنا كل ود ومحبة، ويراسلنا ونراسله،ولم يذكر قط لنا شيئا من هذا القبيل!! من هم هؤلاء المحامون؟ أهو أخونا أبو بكر القاضي، والذي أكد لي من الدوحة، عدم علمه بهذا الموضوع علي الإطلاق. منهم هؤلاء المحامون؟ أهو أخونا أحمد سليمان؟ أم أخونا متوكل مصطفي الحسين؟ إن خالد الحاج، قد وضع جميع المحامين الجمهوريين، تحت دائرة التقصير والاتهام، بأنهم يعلمون، التآمر علي تنفيذ الحكم، ومع ذلك لم يتحركوا، بل انهم كانوا يظهرون المودة لمن شجع علي قتل الأستاذ!! بل إن خالدا قد وضع جميع الجمهوريين، الذين يظهرون لنا المودة، تحت دائرة الاتهام، وهم أغلب الجمهوريين، وعلي رأسهم طيب الذكر، أخونا وصديقنا الأستاذ سعيد، ورفاقه الأستاذ جلال، والأستاذ عبد اللطيف. إن علي خالد، أن يبرئ ذمة المحامين الجمهوريين، وذمة الجمهوريين، ويحدد الأسماء، ولن تجدي نصيحته لنا باللجوء إلى محاكم الردة يضاف إلى كل هذا أن الأستاذ خالد الحاج، قد أساء للجمهوريين، وصورهم تصويرا غير كريم، عندما قال، أنني كنت في حالة ضعف وهوان،وقلة حيلة، وان الأخوان قد نفروا مني، إلا إن خالد الحاج وشخص آخر، قد سهرا علي رعايتي في عاطفة نبيلة!! وهو الآن يطلب رد هذا الجميل... إنني أؤكد أن هذا لم يحدث علي الإطلاق... ولكن أفرض أنه قد حدث...السؤال الهام هو كيف لا يتدخل الأستاذ الجليل للعطف علي أحد كبار مساعديه، وهو يعاني هوانا وقلة حيلة؟ الأستاذ الجليل الذي يعطف، علي كل ضعيف... ألا يعطف علي شخص،وضعه هو بنفسه، في مقام فوق مقام خالد الحاج؟ إذا كان خالد الحاج يرد بان الأستاذ كان يعطف علي، فما حاجتي لعطف خالد الحاج إذن؟ وان كان يقول أن الأستاذ لم يكن كذلك، فليتحمل وزر ذلك. هل يستطيع خالد الحاج أن يمحو من ذاكرة الأخوان كل ما قاله الأستاذ عني، بل ما كتبه بخط يده الشريفة، وقد تلي أحد هذه الخطابات بجلسة في بور تسودان، لصلة الخطاب برحلة تنظيمية لمدينة كسلا.. يقول الأستاذ في ذلك الخطاب عني: " دلنا ذلك علي دقة إحاطتكم بالفكرة، ومقدرتكم علي المواجهة" وقد علق أخونا الأستاذ بكري الحاج، عليه رضوان الله، بأن عبارة الأستاذ، لم تقل، أن بدر الدين عارف، بالفكرة، وانما هي دقة إحاطة بالفكرة!! أم أن كل هذه أكاذيب؟ أضف إلى ذلك كيف لا يتدخل كل الأخوان الجمهوريين، لمؤازرة أخيهم الضعيف الذي لا حيلة له؟ أليس هناك جمهوري من أهل المروءة، يهب لمساندة الضعفاء إلا خالد الحاج وشخص آخر!!
ثانيا: التهديد بفتح الملفات القديمة
أن الأستاذ خالد، لم يرجع للحق، ولم يلق بالا، لما أورده الدكتور النور نقلا عن الأستاذة أسماء محمود، من أنها سمعت والدها الأستاذ الجليل يقول وبتشديد شديد: " انه حقق في تلك الحوادث، وحسم أمرها، وأن من يخوض فيها، بعد ذلك، لا دين له" انه حديث تقشعر منه الجلود!! ان خالدا قد فتح ما حسم الأستاذ، وما نهي عن الخوض فيه، بل إن من يخوض فيه، لا دين له... مع هذا فان خالدا، لم يستمع لصوت الأستاذ الجليل، وانما ظل يبرر خطأه، بأنه كان مضطرا، للمواجهة الشديدة، وأنه يسجل شهادته للتاريخ!! أية مواجهة هذه التي يخرق من اجلها كل القيم!! معلوم جدا ، إن الأحزاب الشيوعية، وجميع عصابات المافيا، تحتفظ بملفات سرية لأعضائها، لفتحها عند اللزوم، من أجل الابتزاز، وهو بالطبع أسلوب يجدي، مع هذه الجماعات الدنيوية، والتي يهمها رأي الناس فيها، ولا تضع وزنا للقيم، الا بالقدر الذي يحقق أغراضها. إن أسلوب الاغتيال المعنوي، أسلوب شيوعي معلوم، يعرف باسم character assassination أما نحن بحمد الله، فإننا لا نهتم بما عند الناس، ولكننا نهتم بما عند الله، ونعلم علم يقين أن الشخصية فانية، وأن الله هو الباقي.. ولذلك فان تهديد خالد، لن يزيدنا إلا إيمانا وتسليما، ومع هذا فإنني أربأ بالأستاذ خالد، أن يلجأ لهذا الأسلوب، واذكره، عسي أن تنفع الذكري، أن الله قد نهي عن سب المشركين في قوله: " ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله " دع عنك سب المؤمنين... ولكن لا حيلة لنا، فعليه ما حمل وعلينا ما حملنا... لقد حمل خالد المعرفة بنقائص الناس، وعليه نشر ذلك، ولقد حملنا القرآن الذي علمنا العفو والصفح والرضا، والمحبة، وعلينا نشر ذلك. حسب علمي، فان الجمهوريين، جماعة نظيفة، لا تحتفظ بملفات سرية، لأعضائها. إن خالد الحاج يقول إن أفكاري تشكل خطرا علي العقيدة الإسلامية، وعلي الرجوع عن ذلك، وإلا فانه سوف يفتح الملفات التي يحتفظ بها... فكأنه يريدني أن أصمت عن التأويل، لقاء صمته عن نقائصي!! إن خالد يعتقد، انه يتقرب إلى الله بهذا العمل، وان من حقه، أن يخوض في الأعراض، طالما أن غايته هي غاية نبيلة. لقد سولت الخصومة اللدودة للأخ خالد، أن يعيب علي، حتى بحثي عن الرزق الحلال في مناكب الأرض... إذن فليعلم خالد، أنني لا أملك منزلا ، ولا قطعة أرض، في أي مكان في العالم، وليس في حسابي في البنك، سوي راتبي، والحمد والشكر لله، علي ذلك. الأستاذ خالد الحاج يؤمن بان الغاية تبرر الوسيلة، وبالرغم، من أن زملاء ه الدكاترة النور والقراي وحيدر بدوي، بالإضافة للأخ عرمان، والأخ محمد عثمان سليمان، قد لفتوا نظره، إلى الخطأ الواضح، لهذا الأسلوب، الذي يفرض الوصاية، وينتهك الحقوق الأساسية، وكل القيم الدينية، إلا أن الأستاذ خالد، لم يراجع موقفه، بل ما زال يصر علي أنه يقدم شهادته للتاريخ، ويدافع عن العقيدة الإسلامية... أن هذا أمر جد مؤسف، ولكن لا حول ولا قوة إلا بالله، فقد قضي الله أمرا كان مفعولا، وما علينا إلا الرضا بقضاء الله. لست أحتاج، أن اعلق علي الوصاية، التي يحاول، خالد أن يفرضها، علي قومه، كأنهم تلاميذ صغار، مع أن بعضهم شيوخ ناهزوا الخمسين والستين. إن ذلك شأن داخلي، طالما أن خالدا لزم حدود طائفته..
ثالثا: .
التأويل مسألة عرفانية يكون الحديث فيها، بالحب والوقار والاحترام وان تعجب ، فعجب، قول الأستاذ خالد، أنه يريد نقاشنا، واننا لا نستطيع مواجهة نقاطه!! ألي ماذا يمكن أن يقود مثل هذا النقاش، الذي يقوم علي الابتزاز، والكلمات الحادة، وعدم التقدير لعقل المخاطب!! إن خالدا يقول، لو إن بدر الدين أحي الموتى، يكون مستدرجا، فكأن خالدا يقول: " ولو أن قرآنا سيرت به الجبال، أو قطعت به الأرض، أو كلم به الموتى" فان كل ذلك لا يجدي معه، طالما أن كل ذلك الإعجاز قد جاء عن طريق بدر الدين؟ فماذا يريدني أن أقدم له؟ إنني أعيذ الأستاذ خالد، أن يقف موقف المتجبر الذي قال عندما وضح الحق،: " انه لكبيركم الذي علمكم السحر" إنني أعيذ الأستاذ خالد، أن يقول لماذا يظهر الحق علي يد شخص ، كون عنه رأيا ثابتا، وقال عنه سلفا، كما قال فرعون: " أما أنا خير من هذا الذي هو مهين، ولا يكاد يبين" وما هي نقاط الأستاذ خالد؟ أهي محاولته للوقيعة بنا، وتحريض العامة علينا، بادعائه أننا نقلل من قدر النبي الكريم، أو نطعن في شهادة لا اله إلا الله، وإيراده في ذلك عبارات، لا نستطيع ترديدها!! ان كتابتنا تؤكد، محبتنا للنبي الكريم، وتعظيمنا لشأن القرآن، ووضعه في مكان باذخ شامخ، ولن نلتفت للأخ خالد، فله أن يخرج ما يشاء، فذلك أمر يخصه، ولا يعنينا. لقد قاد اللدد في الخصومة، الأخ خالد، إلى حد إنكار أصول الفكرة الجمهورية، في الصلة الفردية بالله والي جحد معارفها السامقة التي تؤكد، أن البشر في جميع عصورهم ، وفي ارقي أديان التوحيد، ويشمل ذلك الإسلام لم يعبدوا سوي الإرادة البشرية. ثم اضطر الأخ خالد، لان يرجع لعقائد السلفيين، في القرآن، ويترك كلمات الأستاذ المشرقات النيرات الساطعات في معاني القرآن والتي تثبت، بان الله لا يتكلم بأصوات تنسل من الحناجر، وتقرع الآذان... اذن كيف يكون كلامه؟ بهذه المناسبة، أود توكيد، ان التأويل مسألة عرفانية، نقول فيها ما نراه حقا، فمن شاء قبله ومن شاء رفضه، وهو ليس موضوع جدل ومناظرة، إلا ما يقتضيه واجب الشرح و التوضيح لمن يرغب . كل ذلك يتم في جو من الاحترام والمحبة. ليس لدي أي تلاميذ، لأن التأويل يقوم علي نهاية فكرة التلميذ... فنحن في عهد الفردية، عهد الاشراق، عهد، الحنفاء، والذين هم ، مسلمين، بلا ألقاب، أو مقامات، وقد نزع الله ما في صدورهم من غل وحسد... ولقد وكدنا كثيرا، أن العبد الفقير المسكين، الذي لا يسيطر علي أحد، هو قمة التدين الأصيل... الفقرة والمسكنة والعبودية، حظ الناس جميعا، دون منافسة، أو حسد، أو أحقاد. لم أدع بلوغ أي مقام، لأن التأويل يقوم علي نهاية فكرة المقامات، وليقل خالد الحاج ما يشاء، فذلك أمر يخصه وحده. أما ما يربطني بالأخ الكريم النذير وبقية الأخوان والأخوات، هي صلة المحبة في الله، المرتبطة بدراسة القرآن والتأمل فيه، دون وصاية، وانما نحن أفراد أحرار، نبحث عن الحق، ونعكف علي كتاب الله، ونتعاون علي البر والتقوى وهذا أمر لا يحتاج لتنظيم، و لا لدولة... فإذا كان خالد يريد أن يسئ لأناس انقطعوا للقرآن فليفعل، وإذا كان خالد يستطيع أن يمنع مدارسة القرآن بحجة حماية العقيدة، فليفعل. ليس عندنا بيعة، وما ورد من مكاففة ومشافهة، فهو لا يعني غير المقابلة الحسية، وجها لوجه، والمصافحة باليد، وهذا مفهوم من السياق الدال علي المزيد من الشرح، ومفهوم أيضا،مما وكدناه كثيرا، من انتهاء عهد التلميذ، وبزوغ شمس الأسوياء الرشد. ان أس الخطأ يكمن في فساد النية، يجب أن تكون نيتنا، جميعا البحث عن الحق، ولكن نية الأستاذ خالد كانت، منذ البداية، هي الفصل بين بدر الدين والفكرة.، وليس البحث عن الحق. ماهي الفكرة؟ ان كانت الفكرة هي الدين في عليائه وسموه والذي يتجسد في الصلة بين العبد والرب... ان كانت الفكرة هي الحرية والمحبة، وتحقيق الكرامة الإنسانية، فان خالد الحاج، لا يستطيع، ان يفصل أحدا من ذلك!! أما ان كانت الفكرة هي التنظيم، الذي لم يصمد مع الأستاذ في يوم 18 يناير، فإنني لا أنتمي لذلك التنظيم، ولا انتمي لأي تنظيم آخر. غني عن البيان، أنني قد أوضحت أن تراجع الجمهوريين، عن الأستاذ في 18 يناير، قد كان صحيحا من الناحية العرفانية، لأن الأستاذ أصيل يدافع عن حريته علي بصيرة من ربه، ويمكن أن يموت في سبيل ذلك، تحقيقا لقوله: "فقاتل في سبيل الله، لا تكلف إلا نفسك" أما الجمهوريون فهم مقلدون، غير مكلفين بالجهاد الأكبر... لذا فان موقف الأستاذ سعيد قد كان صحيحا، درأ الفتنة، وعصم دماء إخوانه، وأخواته، وكذلك كان موقف الأستاذ عبد اللطيف... ما زلت مقيما علي هذا الرأي، وأصر علي أن الأمر قد كان فيه تنزل. فإذا كان خالد الحاج، ينكر ما نقول به من تنزل، فعليه أن يبرر تراجعه من الأستاذ في 18 يناير!! هل كان تراجعه من أجل انتظاره لصاحب الدور الذي يخون الأستاذ، وما إلى ذلك مما لا أساس له في الفكرة!! ان أخينا خالد الحاج ينكر أن موضوع الأصالة كان سبب خروجنا من الفكرة، ليستقيم له ما يريد... ان كل الأخوان يعلمون أن سبب خروجي من الفكرة، كان موضوع الأصالة، ولم يكن هناك أي سبب آخر، كما حاول أن يوهم خالد الحاج... وكان ذلك في شهر يوليو عام 1982، وقد حضرت من الكاملين بزوجتي وولدي، كالعادة كل خميس، ثم تم نقاش موضوع الأصيل الواحد في جلسة علنية، وقد قلت رأيي بصراحة في حضرة الأستاذ، والذي وجه أن أجري حوارا في بيوت الأخوان في الموضوع، وان ارفع إليه النتيجة. بالفعل تم ما أراد الأستاذ، ثم أخطرت الأستاذ بعدم قناعتي بالموضوع، لوجود تناقض واضح، وإنني لا أستطيع الدفاع عن الفكرة، والاستمرار فيها. ابتسم الأستاذ، في صفاء وسماحة، وقال لي، في روح أبوية، لك ما أردت، يمكنك أن تترك الحركة، ولكن ليس هناك تناقض، وسوف نلتقي، وأينما تذهب فسوف تجدنا. وبالفعل تحقق ما قال الأستاذ، وحيث ما ذهبنا وجدناه، وهو الآن معنا، وقد زال التناقض، كما وعد الأستاذ، ولله الحمد والمنة. أما بعد، " وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك، أو يقتلوك، أو يخرجوك، ويمكرون ويمكر الله، والله خير الماكرين" يثبتوك يعني يقيدوك.. هكذا يريد أخونا الكريم خالد إن يقيد حريتنا، وهو يتوعدنا بشرور قادمة، يمهد لها بنشر ما يسميه أننا نشكل أكبر خطر علي العقيدة الإسلامية. إن هذا التهديد والابتزاز، لا يزيدنا إلا صلابة، والا إيمانا وتسليما، ورضا ومحبة. وليعلم خالد، أن العارف، لا يهدد بمصائب الدنيا وكروبها، وانما يهدد بإقبال الدنيا عليه. ليطمئن خالد، إننا جميعنا عابري سبيل، سوف نذهب، ولكن التأويل سوف يمكث في الأرض، فهو ليس مربوطا بشخصي، و لا بشخص آخر، فان القرآن للجميع ، وان الله للجميع، وأنه مهما فعل،فلن يطفئ نور الله... ما يفتح الله للناس من رحمة، فلا ممسك لها. ختاما فاني أقول لأخي خالد: " لئن بسطت إلى يدك لتقتلني، ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك" إحقاقا للحق، فاني أرجو من الأستاذ خالد أن يذكر أسماء المحامين، واسماء أطراف المؤامرة، ومتي وكيف اتصلت بهم، فان لم يفعل، فهو من الكاذبين. كما نرجو منه أن يعيد قراءة ما روته الأستاذة أسماء، عن أبيها الأستاذ، وبعدها فليفعل ما يشاء. فان تولوا، فإنما هم في شقاق، فسيكفيكم الله وهو السميع العليم... الحمد لله وسلام علي عباده الذين اصطفي، فاصفح عنهم وقل سلام، فسوف يعلمون.
بدر الدين يوسف.... كتبه في البحرين، في فجر الثامن والعشرين من رمضان 1424 من الهجرة النبوية المباركة
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.