قضيت العام 1970 بمدرسة جميلة التي تميزت بهيئة تدريس من المعدن النغيس وطالبات يعشقن النبوغ والسير في ركاب المجد . ذهبت في الاجازة الكبيرة متنقلا ما بين الجزيرة الخضراء والعاصمة الوطنية بقعة المهدي الامام امدرمان . وكان علي ان اقطع الاجازة واعود ادراجي لعروس الرمال لسببين : اختياري كضابط مناوب اقوم بعمل المدير اثناء الاجازة وهذا واجب يشارك فيه الجميع علي قدم المساواة ولا تسامح فيه واي اخلال به يعرض للمسائلة ومجالس التاديب . وايضا تم اختياري للمراقبة الخاصة بامتحانات شهادة المرحلة المتوسطة بمركز مدرسة الابيض الثانوية تحت ادارة المدير عبد الحميد الذي عرف بالشكيمة وقوة الباس . الاكسبريس الحجز به صعب وقطار نيالا متوقف ولم يبق لي الا سودانير المبروكة والتذكرة تعادل خمسة جنيهات بالتمام والكمال وهو مبلغ مهول بمقاييس ذاك الزمان الزاهر . توكلت واستلفت المبلغ ويممت شطر مكتب الحجز حبث لم اجد حجزا فطائرة الابيض دائما الاقبال عليها فوق حد الوصف . عندما رئاني الموظف وانا في غاية الانزعاج خاصة وامامي مهمتان لا تقبلان التاجيل رق لحالي وحجز لي في طائرة تحمل مهندسين وقطع غيار لاسعاف اختا لها كانت وقعت في مطار الابيض . دخلت في جوف الطائرة ووجدت مقاعد قليلة وسيدة يصحبها ابناؤها . هذه اول مرة اطير فيها جوا واول مرة انعم برحلة سعيدة علي متن الفوكرز الجميلة التي حملت ابناء الوطن لبقية المديريات ولدور الجوار وللاراضي المقدسة علي وجه الخصوص . وايضا انها اول مرة اكتشف فيها حساسيتي ضد البيض فافطاري بالطائرة كان بيضا مسلوقا وبمجرد ان ترجلت من الطائرة كان كل من راني يضحك ويشير الي وجهي المتورم بالكامل . بهذا الوجه المتورم بسبب حساسية اكتشفتها حديثا ضد البيض استعجلت تاكسي الفولجا ان ياخذني الي مدرسة الابيض الثانوية للبنات وسلمت نفسي للاستاذ عبد الحميد رئيس المركز الحازم الذي لا يجامل . كان علي وشك ان يضع احدا مكاني بسبب التاخير لبعض الوقت ولكن المسالة تمت بسلام واعطوني جدول المراقبة وهرولت نحو الفصل الذي كلفت بمراقبته ويادار ما دخلك شر وافلت من العلاج في زمن لايوجد شئ اسمه امي ارحميني . نواصل مع استلامي للمدرسة كضابط مناوب يقوم بعمل المدير في زمن العطلة الكبيرة . في هذا الاثناء وانا المسؤول عن المدرسة اقام مكتب التعليم معسكرا لطالبات المدارس الثانوية بكردفان تحت ادارة الاستاذة الناشطة ثقافيا واجتماعيا وسياسيا نفيسة محمد قوي . افتتح المعرض حاكم كردفان محمود حسيب . توفرت بالمعرض كل سبل الراحة ومكتبة حوت كثيرا من العناوين الجاذبة . كان الحاكم يتردد بين سانحة واخري لتفقد المعرض وكم تناول علي مائدتي المتواضعة افطارا مكون من الفول والجبنة والطحنية . احدي فتيات الابيض كانت مؤلفة للكتب ونابغة وايقونة بالمعرض صارت فيما بعد خبيرة دولية في الاثار وحملت الجنسية الكندية ، اختارتها الاممالمتحدة ضمن فريق من العلماء لترميم ،( ابو الهول ) . نواصل . حمدالنيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي . منسوتا امريكا . عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.